[ المسؤول السعودي كشف عن دور للإمارات في رعاية هذا الاتفاق ]
ذكرت مصادر أن اتفاقا مبدئيا بين الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية والانفصاليين الجنوبيين لإنهاء صراع على السلطة في عدن سيشهد مشاركة الانفصاليين في حكومة تكنوقراط جديدة ووضع القوات المسلحة للطرفين تحت سيطرة الحكومة.
ومن المتوقع الإعلان عن الترتيب، الذي يتم بوساطة السعودية واطلعت رويترز على نسخة مسبقة منه، في الأيام المقبلة خلال حفل في الرياض يحضره الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وعلى الرغم من أن المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم من الإمارات لديه أجندة مناقضة لحكومة هادي تشمل المطالبة بحكم ذاتي في الجنوب، إلا أن الطرفين جزء من التحالف المدعوم من الغرب الذي تدخل في اليمن في عام 2015 بعدما أطاحت جماعة الحوثي المتحالفة مع إيران بهادي من العاصمة صنعاء.
ودب خلاف بين الطرفين في أغسطس آب بسيطرة الانفصاليين على عدن وسعيهم لتوسيع نفوذهم في الجنوب. وفتح القتال جبهة جديدة في الحرب اليمنية، وعقد جهود الأمم المتحدة لإحلال السلام.
وبحسب الاتفاق المبدئي ومسؤول سعودي تحدث للصحفيين في وقت متأخر الجمعة فإن الاتفاق ينص على تشكيل حكومة جديدة تضم 12 وزيرا من كل من الشمال والجنوب خلال 30 يوما.
وذكر مصدر مطلع على الاتفاق ودبلوماسي أجنبي إن المجلس الانتقالي الجنوبي سيحصل على حقائب وزارية للمرة الأولى لكن لم تُحدد بعد.
وينص الترتيب الجديد على مغادرة كل الجنود الذين دخلوا عدن وأبين وشبوة بعد الأول من أغسطس آب خلال 15 يوما إلى مواقع يحددها التحالف. وسيجري وضع الأسلحة المتوسطة والثقيلة في معسكر يسيطر عليه التحالف.
وسيتم ضم القوات الأمنية لكلا الطرفين في وزارة الداخلية وستنضوي القوات المسلحة تحت وزارة الدفاع. كما ستتولى الشرطة والأمن العام مسؤولية السيطرة على عدن.
وسيرأس التحالف الذي تقوده السعودية لجنة مشتركة لمراقبة تنفيذ الاتفاق.
وقال المسؤول السعودي الذي طلب عدم نشر اسمه قبل الإعلان الرسمي ”التنفيذ ليس سهلا لكننا جادون بشأن التطبيق على الأرض“.
وقال وزير الإعلام اليمني على تويتر يوم السبت إنه جرى توقيع الاتفاق بالأحرف الأولى وإن التوقيع الرسمي سيتم في غضون يومين.
من شأن إنهاء الصراع على السلطة في الجنوب وتهدئة التوتر بين الحوثيين والسعودية أن يدعم جهود الأمم المتحدة لاستئناف محادثات السلام بهدف إنهاء حرب اليمن المستمرة منذ خمسة أعوام والتي أودت بحياة عشرات الألوف.
وقال المسؤول السعودي إن الاتفاق ”سيوجه رسالة قوية إلى الحوثيين واليمنيين مفادها أن وجود السعودية في اليمن ليس للسيطرة على الأرض أو الاستحواذ على الغاز والنفط وإنما لدعم الدولة ومؤسساتها ووحدتها واستهداف تنظيمي القاعدة وداعش (الدولة الإسلامية) وإنهاء التدخل الإيراني في اليمن“.
وتحاول السعودية إعادة تركيز جهود التحالف على قتال الحوثيين على حدودها الجنوبية. وشنت الجماعة مرارا هجمات بصواريخ وطائرات مسيرة على مدن سعودية خلال الصراع الذي يُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وسيطرت قوات سعودية على عدن بعد انسحاب قوات إماراتية الأسبوع الماضي منها ضمن خطة الإمارات، شريكة الرياض الرئيسية في التحالف، لتقليص وجودها في اليمن.
وقال المسؤول السعودي إن أبوظبي ”دعمت“ و“لعبت دورا“ في جهود الوساطة في الآونة الأخيرة، دون أن يذكر تفاصيل.
وأضاف أن اتفاق تقاسم السلطة كان ”فرصة لأن يرى الحوثيون أن السعودية تفضل أن تكون صانعة للسلام في اليمن... بينما تحاول إيران تصعيد الوضع في المنطقة“.
وبعد توقيع المجلس الانتقالي الجنوبي على الاتفاق الذي لم يعلن بعد، قال المتحدث باسم المجلس نزار هيثم إن الاتفاق خطوة استراتيجية نحو الاستقلال.