[ مصادر عسكرية تشكك في انسحاب دور القوات الإماراتية وتصفه بـالشكلي ]
شكك مصدر عسكري يمني أمس الأربعاء بعملية انسحاب دور قوات دولة الإمارات العربية المتحدة من المحافظات الجنوبية في اليمن، واتهمها بإعادة ترتيب وضعها في البلاد، عبر الانسحاب الشكلي للقوات الإماراتية من الواجهة في عدن، بينما تمارس دوراً جديداً هناك، عبر وكلائها من الميليشيات المحلية التي جندتها ودعمتها مالياً وعسكريا خلال السنوات الأربع الماضية من سيطرتها على محافظة عدن وبعض المحافظات اليمنية الجنوبية الأخرى.
وقال إن القوات الإماراتية تمارس خدعة كبيرة لمغالطة وتضليل الرأي العام الدولي بشأن حقيقة انسحابها من العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات أخرى كسقطرى وحضرموت.
ونسب موقع مأرب برس الإخباري المستقل الى المصدر العسكري قوله إن الامارات تنسحب شكلياً لتظهر للرأي العام الدولي أنها انسحبت من اليمن وبالتالي الهروب بنفسها لاحقاً من أي تبعات.
وأوضح أنه رغم هذا الانسحاب الشكلي للقوات الإماراتية إلا أن أبو ظبي «لا تزال مستمرة في تجنيد ميليشيات تابعة لها عبر ما يسمى المجلس الانتقالي الجنوبي وإرسال أسلحة حديثة لها بينها صواريخ حرارية.
وتوقع أن يكون هذا الدعم العسكري الإماراتي للميليشيات يهدف للإعداد لهجوم عسكري على معسكرات قوات الجيش التابع للحكومة الشرعية بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي في محافظتي ابين وشبوة أو غيرهما، جنوبي وشرقي اليمن.
الى ذلك، كشفت مصادر محلية في عدن عن وصول قوات عسكرية سعودية جديدة، في وقت مبكر من صباح أمس الأربعاء، إلى محافظة عدن، لتعزيز وجودها بعد انسحاب القوات الإماراتية منها خلال الأسبوعين الماضيين.
وأكدت وصول دفعة جديدة من القوات السعودية الى عدن على متن طائرات نقل عسكرية إلى مطار عدن الدولي، ومنه الى مقر قيادة قوات التحالف في منطقة البريقة، في محافظة عدن، التي من المتوقع أن يتم نشرها في بعض المؤسسات الحيوية وفي مقدمتها مطار عدن الدولي والقصر الرئاسي في حي المعاشيق، بالإضافة الى تمركز بعضها في مقر قيادة التحالف وقاعدة العند العسكرية في محافظة لحج، المجاورة لمحافظة عدن.
وكانت قوات سعودية وأخرى سودانية تضم جنودا وعربات ومعدات عسكرية ثقيلة، وصلت الأسبوع الماضي إلى محافظة عدن عبر ميناء الزيت في منطقة البريقة، وتم إحلالها في المواقع التي كانت تتمركز فيها القوات الإماراتية قبل إعلان انسحابها من محافظة عدن.
ويعتقد أن القوات الإماراتية انسحبت من محافظة عدن بناء على تفاهمات بين دول التحالف العربي في اليمن وفي مقدمتها السعودية ودولة الامارات، تتضمن تبادل الأدوار بينها في الحضور العسكري الميداني في اليمن، في محاولة لنزع فتيل الأزمة بين الحكومة اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، الذي تمرد عسكريا قبل أكثر من شهرين على سلطة الحكومة الشرعية في محافظة عدن والمحافظات الجنوبية الأخرى، بدعم عسكري ومادي من دولة الإمارات والتي رفعت الحكومة اليمنية شكوى رسمية ضدها الى مجلس الأمن الدولي تتهم أبو ظبي رسميا فيها بدعم التمرد الجنوبي ضد السلطة الشرعية في البلاد.
في غضون ذلك، علمت "القدس العربي" من مصدر سياسي أن أدوات الإمارات بدأت بتصعيد نشاطها أخيراً بشكل كبير ضد السلطة المحلية الحكومية في محافظة تعز لتعكير الأجواء السياسية والأمنية، على الرغم من عدم وجود قوات إماراتية فيها، لكنها أيضاً جنّدت الآلاف من الشباب هناك في إطار ميليشيات محلية في تعز تحت غطاء مقاومة الانقلابيين الحوثيين.
وذكرت أن أدوات الإمارات في تعز بدأت بالتصعيد السياسي وأيضا العسكري بطرق غير مباشرة، في محاولة منها لإسقاط السلطة المحلية التابعة للحكومة الشرعية، في محافظة تعز، وأنها كل يوم تستحدث شكلاً جديداً من هذا التصعيد الذي يتراوح بين اختلاق المشاكل العسكرية والأمنية والسياسية، بالإضافة الى تحريك أدواتها الإعلامية لممارسة الابتزاز السياسي ومحاولة إسقاط السلطة المحلية.
من جهة أخرى، أعلنت مصادر رسمية حكومية أمس الأربعاء أن الفرق الهندسية التابعة للبرنامج الوطني للتعامل مع الألغام، أتلفت ثلاثة آلاف لغم وعبوة كانت زرعتها ميليشيات جماعة الحوثي في مناطق متفرقة من محافظة تعز.
وقال مدير البرنامج الوطني للتعامل مع الألغام العميد ركن أمين العقيلي إن فرع برنامج التعامل مع الألغام في محافظة تعز قام بعملية تدمير وإتلاف لكميات كبيرة من الألغام الحوثية التي تم نزعها وتجميعها من قبل فرق البرنامج الوطني والمشروع السعودي مسام خلال الفترة الماضية من مناطق موزع والوازعية ويختل. وأضاف العقيلي أن الكمية الجديدة التي تم إتلافها تشمل 500 لغم فردي و 2500 لغم مضاد للآليات وعدداً من العبوات والقذائف غير المتفجرة.