نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرا يعدّد الأسباب التي تجعل الأزمة بجنوب اليمن مهمة، ويدعو إلى إيجاد حل شامل لكامل الأزمة اليمنية سواء بالحديدة أو عدن أو غيرهما، مؤكدا أن التركيز على واحدة فقط لن يجلب الاستقرار لليمن.
ويوضح التقرير أن أزمة عدن تهدد بتقسيم اليمن بشكل دائم نظرا إلى أن لها جذورا استمرت عقودا من الاحتكاك بين الشمال والجنوب، وينسب إلى محللين قولهم إن النظام الفدرالي الذي تنقسم فيه البلاد إلى مناطق تتمتع بالحكم الذاتي هو أفضل ما يمكن لأي شخص أن يأمل فيه باليمن.
الخلاف السعودي الإماراتي
كذلك من أسباب أهمية هذه الأزمة هو إمكانية تسببها في حدوث خلاف بين القوتين العربيتين الإقليميتين: السعودية والإمارات. فالإمارات والانفصاليون يحذرون من تحالف الرئيس عبد ربه منصور هادي مع حزب الإصلاح اليمني الذي تعتبره الإمارات مهددا لها لصلاته بالإخوان المسلمين، في حين ترى السعودية أن الإصلاح يلعب دورا أساسيا في حرب اليمن والسياسة المستقبلية.
وأشار التقرير إلى أن المصادمات بعدن أدت إلى إضعاف وحدة التحالف السعودي الإماراتي، إذ قصفت الطائرات السعودية من قبل مواقع انفصالية، بينما قصفت المقاتلات الإماراتية هذا الأسبوع القوات الحكومية اليمنية. والسؤال الذي يدور حاليا في هذا الشأن هو ما إذا كانت انقسامات اليمن ستؤثر على العلاقة بين السعودية والإمارات في المسائل الإقليمية الأخرى.
والسبب الثالث لأهمية أزمة عدن هو إمكانية استفادة تنظيمي القاعدة والدولة الإسلامية من الاضطرابات، إذ إنهما كانا ولا يزالان يتمتعان بوجود قوي هناك.
النقل البحري العالمي
ومن الأسباب التي تضمنها التقرير أيضا هو تأثير القتال بها على حركة النقل البحري العالمي نظرا للموقع الإستراتيجي للمدينة وقربها من البحر الأحمر ومضيق هرمز ومضيق باب المندب، وهي من أكثر ممرات النقل البحري الحيوية في العالم، التي تستخدمها الناقلات من أوروبا وآسيا بشكل يومي.
وإذا استمرت الاضطرابات، تقول واشنطن بوست، فقد تؤثر على إمدادات النفط وأسعار الوقود العالمية، إذ إن جميع الأطراف المقاتلة في اليمن، بما في ذلك المتمردون الحوثيون، لديهم القدرة على مهاجمة السفن وهو أمر حدث بالفعل أثناء الحرب.
المساعدات الإنسانية لليمن
وأخيرا قد يؤدي القتال بعدن إلى تعطيل تدفق المساعدات الإنسانية إلى معظم أنحاء اليمن. وقد أعربت كبيرة الباحثين في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد أليزابيث كيندال عن القلق الشديد لمجتمع منظمات العون الإنساني من انعدام الأمن بعدن، وتوقف تشغيل مينائها ومطارها لأنهما يُعتبران شريان الحياة الحيوي للمعونات التي تحتاجها نسبة كبيرة من اليمنيين في الشمال والجنوب.
وختمت الصحيفة تقريرها بقول لكيندال تؤكد فيه أن الاشتباكات بعدن أظهرت الحاجة لمقاربة أوسع وأكثر شمولا، وبالتالي أكثر تعقيدا، مشيرة إلى أن المجتمع الدولي كان يسارع لاتفاق وقف إطلاق النار في الحديدة على أمل أن تتم معالجة النزاعات التي تجري بمناطق أخرى في البلاد، وقد أكدت أزمة عدن أن تلك المقاربة قاصرة، وفقا لها.