[ معلومات عن ضلوع القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك بمخطط السيطرة على الحكومة بعدن (مواقع التواصل) ]
"على الحكومة مغادرة العاصمة عدن وكل مدن الجنوب فورا وإخلاء كافة أراضيه من الوحدات العسكرية الشمالية، ونقلها إلى جبهات الحرب ضد الحوثي في الشمال، وندعو الرئيس عبد ربه منصور هادي والأشقاء في التحالف العربي لنقل كامل السلطات على أرض الجنوب سلميا، وتمكين الجنوبيين من إدارة أرضهم ومواردهم".
بهذه اللغة التصعيدية عبر أنصار المجلس الانتقالي الجنوبي عن مطالبهم في بيان صادر عن لجنة الهبة الشعبية التي أطلقوها في العاصمة المؤقتة عدن، بالتزامن مع تحرك القوات التابعة له (الحزام الأمني) المدعومة من الإمارات، استعدادا لاقتحام قصر المعاشيق الرئاسي والسيطرة على المؤسسات الحكومية، وفقا لما أكدته مصادر حكومية للجزيرة نت.
مخطط للفوضى
وحصلت الجزيرة نت على معلومات عن المخطط المحتمل، الذي من المرجح أن يتبعه القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي هاني بن بريك، والمقرب من ولي عهد الإمارات محمد بن زايد لنشر الفوضى في عدن نهار الأربعاء، وذلك خلال تشييع جثمان قائد اللواء الأول دعم وإسناد منير اليافعي الذي قتل مع عشرات الجنود في هجوم للحوثيين مؤخرا.
ومن ضمن ترتيبات المخطط اختيار مقبرة قريبة من القصر والبدء بقنص قوات الحماية الرئاسية أثناء التشييع، من أجل تحميل ألوية الحماية مسؤولية مهاجمة المشاركين في حال قامت بأي ردة فعل.
وتصاحب ذلك إثارة القضية إعلاميا وإرسال تعزيزات من مسلحين قبليين من منطقة يافع مع قوات من الحزام الأمني للتدخل بحجة فض الاشتباكات، على أن يكون هدفها التحرك باتجاه المقرات والمؤسسات الحكومية ومنازل مسؤولي الحكومة الشرعية.
وسبق أن هدد هاني بن بريك بطرد الحكومة الشرعية في مؤتمر صحفي بمدينة عدن، كما أمهل قائد ما تسمى بالمقاومة الجنوبية أبو ھمام الیافعي الحكومة الشرعیة 72 ساعة لمغادرة أراضي الجنوب، وتوعد في كلمة ألقاها أمام أنصار المجلس الانتقالي بأن أي اعتراض لمطالب الجنوب سيواجه بالقوة.
استعدادات للطرفين
وفي الوقت ذاته الذي خرج فيه أنصار المجلس الانتقالي للشوارع الثلاثاء برفقة بن بريك ونشر قوات قرب القصر واستقدام أنصار لهم من جبهات الساحل الغربي، بدأت بالانتشار قوات تابعة للحكومة الشرعية وألوية الحماية الرئاسية أيضا، وذلك بعد ساعات من وصول تعزيزات سعودية كبيرة إلى مدينة عدن.
وبحسب مصادر رئاسية تحدثت للجزيرة نت، فإن السعودية تدخلت لتهدئة الوضع في المدينة بعد علمها بالمخطط ومن أجل إيقاف المجلس الانتقالي وملء الفراغ الذي خلفه انسحاب القوات الإماراتية من عدن دون تنسيق مع السعودية أو الحكومة الشرعية.
وطبقا للمصادر، هناك توجه سعودي لمواجهة أنصار الإمارات بعد أن تصرفت بشكل منفرد وأوعزت لأنصارها باستغلال حالة الغضب الشعبي بعد مقتل جنود الحزام الأمني.
ومن اللافت اختفاء رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي عيدروس الزبيدي واكتفاؤه بالتقاء المبعوث الأممي مارتن غريفيث في أبو ظبي، وغياب بقية أعضاء المجلس.
وقال محللون للجزيرة نت إن تصدر بن بريك للمشهد يضع احتمالا أن تكون هذه التصرفات المرتبكة هي ردة فعل منه تجاه موقف السعودية التي بدأت بالانتشار في عدن، وكذلك تصاعد المطالبات بإحالته للتحقيق، خصوصا بعد أن كشفت تقارير حقوقية عن تورطه في عمليات اغتيال علماء دين وشخصيات اجتماعية في عدن.
ولكن الناشط والصحفي الجنوبي عبد الرقيب الهدياني يرى أن قوات الحزام الأمني والنخب العسكرية التابعة للإمارات في جنوب اليمن أصبحت أمام خيارين "إما الاحتواء أو الكسر"، معتبرا أن الاحتواء نجح في حضرموت وشبوة وأن عملية الكسر انطلقت في عدن وأبين.
وأضاف أن الجنوب يمر بمرحلة الاستلام والتسليم ونقل الإدارة من يد أبوظبي إلى يد الرياض.