[ ضحايا التفجير الذي استهدف قوات الحزام الأمني بعدن ]
فتح الهجومان اللذان استهدفا، مدينة عدن جنوب اليمن والدمام شرق السعودية الباب أمام أسئلة كثيرة حول قدرة جماعة الحوثي -التي تقاتل في معركة متواصلة منذ 2015- على الأخذ بزمام المبادرة، خاصة عقب إعلان الإمارات انسحابها من الساحل الغربي لليمن.
وبحسب مصدر عسكري حوثي -فضّل عدم الكشف عن هويته- فإن الجماعة قررت اتخاذ قرارات حاسمة في ما يتعلق بالحرب، وبدء شن هجمات استباقية على قوات التحالف السعودي الإماراتي والقوات الموالية لهما.
وأضاف للجزيرة نت أن الهجوم على عدن والدمام في توقيت واحد يضع التحصينات الدفاعية للتحالف في دائرة الشك، ويؤكد أن السعودية والإمارات في محل الاستهداف.
وتابع "هجومان في عمق مواقع العدو يؤكدان أنه وقياداته -سواء كانوا إماراتيين أو سعوديين أو مرتزقة (القوات الموالية للإمارات)- مكشوفون تمامًا، وفي لحظة قد نعيد السيطرة على مدينة عدن، التي ما تزال في مرمى نيراننا".
وأشار المصدر إلى أن جماعته "لديها إستراتيجية موحدة ومدروسة، تتضمن مواجهة الإماراتيين والقوات الموالية لهم في جنوبي اليمن حتى انسحاب الإمارات بشكل كامل، أو فالمدن ومنشآت أبو ظبي قد تكون هدفًا واضحًا، ومعرض أكسبو 2020 قد يصبح في مرمى التهديد".
ووفق المصدر، فإن الهجوم على معسكر قوات الحزام الأمني في عدن جرى عقب عملية استخباراتية واسعة، استبقت هجوم تلك القوات على مواقع قوات الحوثيين في الضالع، بما يؤكد أن الجماعة أصبحت تتقدم استخباراتيًّا بخطوة على التحالف السعودي الإماراتي.
ولم يورد المصدر تفاصيل أكثر عن المكان الذي أُطلق منه الصاروخ على معسكر الجلاء في عدن، أو طبيعة الهدف الذي جرى استهدافه في مدينة الدمام السعودية.
رسائل قوية
خلال العمليتين أعلن الحوثيون تطوير صاروخ باليستي يصل مداه إلى أكثر من 1200 كيلومتر، وهي خطوة وصفها المتحدث باسم قوات الحوثيين العميد يحيى سريع بأنها نوعية.
ويرى الخبير العسكري العميد خالد غراب أن كشف الحوثيين عن تلك الأسلحة المتطورة قد يعيد حسابات التحالف السعودي الإماراتي في حربه على اليمن.
وأضاف أن هذه العمليات ربما تجعل الإمارات -على وجه التحديد- تسرع الانسحاب من اليمن والتوقف عن دعم مرتزقتها في الساحل الغربي والجنوب؛ الأمر الذي سيجعل الدولة المتخبطة في صراعاتها بالإقليم تعيد التفكير في حربها باليمن.
وأشار إلى إن التكتيك الذي قد تتخذه الإمارات في قادم الأيام سيكون على السعودية أن تحذو حذوه.
وأضاف غراب أنه "مثلما وصلت طائرات جماعة أنصار الله إلى العمق السعودي ودمرت أنابيب النفط، فإن الجماعة قادرة على استهداف أي موقع عسكري أو منشأة، وهذا الأمر تعرفه السعودية التي شهدت تراجعا للنشاط الاقتصادي، وانسحابا للشركات الكورية المستثمرة في جنوب المملكة".
أين الإمارات؟
وأمام نشوة الانتصار لدى جماعة الحوثيين، تسيطر لغة اليأس على القوات المحلية الحليفة للإمارات.
ويقول الرائد في قوات العمالقة (آخر القوات المنضمة تحت قيادة الإمارات في الساحل الغربي للبلاد) سمير أحمد للجزيرة نت إن الإمارات تخلت عن حلفائها في اليمن، وربما قد تكون متواطئة في الهجوم الذي حدث أمس.
ويوضح أحمد أن الصاروخ الذي أطلقه الحوثيون مرّ من فوق قيادة القوات الإماراتية في منطقة البريقة، ثم تعداها إلى معسكر الجلاء، دون أن تعمل صواريخ المنظومة الدفاعية الجوية التي تطلق صواريخها تلقائيًّا، خاصة أن الهدف كان صاروخا باليستيا.
ويقول "كان مقر القوات الإماراتية أسهل للحوثيين من معسكر الجلاء، ويعد بالنسبة لهم هدفًا بالغ الأهمية".
ويجزم أحمد بأن الهجوم جرى بتنسيق بين الإماراتيين والحوثيين، خاصة عقب الاتفاقات الإماراتية الإيرانية خلال اليومين الماضيين، لتأمين الملاحة في مضيق هرمز وتعزيز أمن حدودهما المشتركة.
ويضيف "الإمارات تخلت عنا وعن السعودية، وهي اليوم تقول للحوثيين المتحالفين مع إيران إن اليمن تُركت لكم".