[ واشنطن بوست: واشنطن لا تريد أن تكون مقاتلتها الأكثر تطورا "أف 35" بالقرب من نظام "أس 400" الصاروخي (رويترز) ]
تقول صحيفة واشنطن بوست إن السبب الرئيسي في اعتراض واشنطن على شراء تركيا نظام الدفاع الصاروخي الروسي "أس 400" هو أن تركيا ربما تمتلك مقاتلات الشبح الأميركية "أف 35"، وامتلاكها هذه الطائرة الأكثر تطورا مع هذه الصواريخ ربما يمكن الروس من الحصول على تكنولوجيا "أف 35"، ثم معرفة كيفية استهداف نقاط ضعفها.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين الأميركيين أعربوا عن قلقهم من أنه إذا وجد النظامان - نظام "أس 400" ونظام "أف 35"- على مقربة من بعضهما البعض فإن الروس سيحصلون على المزيد من المعلومات عن قدرات "أف 35"، الأمر الذي سيساعدهم على تطوير قدرتهم لتحديد موقع المقاتلة الأميركية على الرادار.
الخوف على "أف 35"
ونقلت واشنطن بوست عن كاثرين ويلبارغر مساعدة وزير الدفاع الأميركي بالإنابة قولها في مايو/أيار الماضي إن "أس 400" صمم لإسقاط مقاتلات مثل "أف 35"، وإنه ليس من المتخيل ألا تستفيد روسيا من فرصة الحصول على المعلومات السرية عن هذه المقاتلة.
وكان المتحدث باسم البنتاغون المقدم مايك أندرو قد قال الأسبوع الماضي إن تركيا لن يسمح لها بالحصول على النظامين "أس 400" و"أف 35" معا.
وقالت الصحيفة إن هذا الخلاف جعل أميركا في وضع غير مريح، إذ إنها ترغب بشدة في منع روسيا من الوصول إلى مقاتلتها المتطورة، لكنها في نفس الوقت تعتمد على تركيا كثيرا كشريك مهم في المنطقة لوضعها الإستراتيجي بحدودها المشتركة مع كل من العراق وإيران وسوريا.
وتمضي الصحيفة للحديث عما إذا كان نظام "أس 400" يشكل خطرا على "أف 35"، فتقول إنه لا يشكل خطرا في الوقت الراهن، حيث إن التقديرات السابقة تشير إلى أن نظم الرادار في "أس 400" تمكن من تحديد موقع "أف 35" إذا كانت داخل مسافة 20 ميلا، لكن "أف 35" تحمل صواريخ جو-أرض قادرة على تدمير "أس 400" على مدى 40 ميلا.
ما الذي يمكن أن تفعله واشنطن؟
وبشأن ما يمكن أن تفعله واشنطن حاليا، قالت الصحيفة إن المسؤولين الأميركيين هددوا في السابق بإلغاء بيع مقاتلة "أف 35" لتركيا وفرض عقوبات اقتصادية ضدها.
وفي أبريل/نيسان الماضي أعلن البنتاغون وقف مشاركة تركيا في برنامج لتدريب طياري الدول الحليفة على "أف 35" حتى توافق أنقرة على إلغاء شراء نظام "أس400".
لكن في اجتماع قمة العشرين باليابان الشهر الماضي، أنحى الرئيس الأميركي دونالد ترامب باللائمة على إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما في الخلاف بين واشنطن وأنقرة، قائلا إنه ليس خطأ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مضيفا أنه لا يعتقد أن بلاده ستفرض عقوبات اقتصادية على تركيا بسبب هذا الموضوع.
وكان أردوغان قد قال إن تملك تركيا نظام "أس 400" يتسق مع حقها السيادي في الدفاع عن نفسها، وحث واشنطن على ألا تدع شراء أنقرة النظام الدفاعي الروسي يتسبب في تدهور العلاقات المتينة بينهما، مشيرا إلى أن فقدان دولة مثل تركيا ليس بالأمر السهل.