[ حرب اليمن.. صراع معقد ومدمر (رويترز) ]
في مثل هذا اليوم، وقبل خمس سنوات، كان استيلاء الحوثيين على مدينة عمران باليمن بداية لصراع معقد ومدمر، أغرق البلاد في حرب تبدو حتى الآن ميؤوسا منها، سببت مقتل وإصابة مئات الآلاف، كما ألقت باليمن في "أسوأ أزمة إنسانية عرفها العالم".
ولتسليط الضوء، اختارت صحيفة لوفيغارو الفرنسية خمسة تواريخ، رأى الصحفي ستيف تينري أنها ذات دلالة لهذه الحرب التي تم تدويلها على مدار الشهور.
يوليو/تموز 2014.. الهجوم الحوثي
بدأت الأحداث، عندما رفض الحوثيون قرار هيئة للحوار الوطني بتحويل اليمن إلى دولة اتحادية تضم ست محافظات (أقاليم)، وطلبوا منطقة خاصة بهم تكون مطلة على البحر، ثم قاموا بالهجوم، وبعد الاستيلاء على مدينة عمران (خمسون كيلومترا من صنعاء) في 8 يوليو/تموز 2014، واصلوا الهجوم في سبتمبر/أيلول للاستيلاء على العاصمة.
وبالفعل انضمت إلى الحوثيين -كما يقول الصحفي- بعض وحدات الجيش الموالية للرئيس السابق علي صالح الذي أصدر أوامر لقواته بالتحالف مع المتمردين، بهدف استعادة السلطة من يدي عبد ربه منصور هادي.
وفي غضون أشهر، استولى الحوثيون على العديد من المباني الإدارية وعلى القصر الرئاسي، ثم ميناء الحديدة. وبالتالي لم يعد لدى هادي أي خيار سوى الفرار جنوبا إلى مدينة عدن التي أعلنها العاصمة المؤقتة.
مارس/آذار 2015.. عاصفة الحزم
وفي 25 مارس/آذار، بعد أن واصل الحوثيون اختراقهم واستولوا على مطار عدن، واستطاع الرئيس هادي الهروب إلى الرياض تحت حراسة القوات المسلحة السعودية، وفيما بعد شنت تسع دول عربية بقيادة الرياض، وبدعم من الولايات المتحدة، عملية جوية على اليمن تحت اسم "عاصفة الحزم" هدفها القضاء على تمرد الحوثيين.
ديسمبر/كانون الأول 2017.. اغتيال صالح
لم يدم التحالف بين الحوثيين والرئيس المخلوع علي صالح إلا عدة أشهر، حيث ساد انعدام الثقة بينهما، واتهم كل منهما الآخر بالخيانة، واشتبه الحوثيون بأن صالح على اتصال بالرياض، في حين شعر هو أن الحوثيين كانوا يسيطرون على كل شيء.
وفي الثاني من ديسمبر/كانون الأول احتدم القتال بالعاصمة وحاول صالح الهروب، لكن الحوثيين فجروا منزله ثم قصفوا مركبته وأعلنوا عن مقتله.
ديسمبر/كانون الأول 2018.. اتفاقية ستوكهولم
نظمت الأمم المتحدة يومي 6 و13 ديسمبر/كانون الأول اجتماعا في ستوكهولم بالسويد مع أطراف النزاع اليمني، ووقِع اتفاق بين الحوثيين والوفد الحكومي.
ونص الاتفاق على هدنة في منطقة الحديدة، وهي نقطة الدخول الرئيسية للمساعدات الإنسانية الدولية، كما اتُفق على تبادل للأسرى، وأنشئت بعثة مراقبة أممية، ولكن تنفيذ الاتفاقية استغرق أكثر من خمسة أشهر، قبل أن تبدأ قوات الحوثيين أخيرا في مايو/أيار 2019 الانسحاب من ميناء الحديدة لصالح "خفر السواحل" حسب إعلان الأمم المتحدة.
مايو/أيار 2019.. هجمات على السعودية
منتصف مايو/أيار الماضي استهدفت طائرات بدون طيار محملة بالمتفجرات منشآت نفطية سعودية، أدت إلى توقف العمل مؤقتا على خط أنابيب رئيسي.
وبين يونيو/حزيران وأوائل يوليو/تموز 2019، شن الحوثيون ما لا يقل عن ثلاث هجمات على مطار أبها، مما أدى إلى وفاة شخص وجرح أكثر من خمسين آخرين، ورد التحالف بتكثيف الغارات الجوية على صنعاء وشمال اليمن.
وبعد خمس سنوات من بداية الحرب -كما يلخص الصحفي- لا يزال الصراع باليمن في طريق مسدود، حيث تسبب في مقتل أكثر من 91 ألف شخص وإصابة 16 مليونا بالكوليرا، وأصبح بسببه 80% من السكان يحتاجون مساعدات غذائية طارئة، حسب بيانات أممية.