[ أفراد من ألوية العمالقة بالساحل الغربي ]
في 8 يوليو / تموز 2014، انطلق نزاع دامٍ في اليمن بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دوليا والحوثيين الذين يسيطرون على العاصمة صنعاء منذ 5 سنوات ومناطق أخرى.
صنعاء
في ذلك التاريخ سيطر المتمردون الحوثيون على عمران القريبة من صنعاء بعد معارك مع القوات الحكومية، وشن المتمردون انطلاقا من معقلهم في صعدة هجوما كاسحا باتجاه صنعاء، معتبرين أنهم عرضة للتهميش منذ الاحتجاجات التي شهدتها البلاد ضد حكم الرئيس السابق علي عبد الله صالح في 2011.
المتمردون الذين ينتمون إلى الأقلية الزيدية، تمكنوا من السيطرة على معظم مراكز نفوذ القوى التقليدية في شمال اليمن، ثم دخلوا صنعاء في 21 أيلول/سبتمبر، قبل أن يفرضوا سيطرتهم على ميناء الحديدة المطل على البحر الأحمر غربا في 14 تشرين الأول/أكتوبر.
وفي 20 كانون الثاني/يناير 2015، سيطر الحوثيون على القصر الرئاسي في صنعاء ما أرغم الرئيس عبد ربه منصور هادي على الفرار إلى مدينة عدن الجنوبية.
تحالف تقوده السعودية
في 26 مارس / آذار 2015، نفذ تحالف عسكري تقوده السعودية ضربات جوية على مواقع للمتمردين الحوثيين الشيعة، بعد ستة أشهر من دخولهم إلى صنعاء، في محاولة لوقف تقدمهم.
وفي يوليو / تموز من العام ذاته، أعلنت حكومة هادي أنها استعادت محافظة عدن في الجنوب، في أول انتصار تحققه منذ تدخل التحالف. وأصبحت عدن العاصمة المؤقتة للسلطة المعترف بها دوليا، وعزز التحالف قوته الجوية بمئات من القوات البرية، وبحلول منتصف أغسطس / آب 2015، استعادت القوات الموالية خمس محافظات جنوبية.
وفي أكتوبر / تشرين الأول من نفس السنة، استعادت القوات الحكومية السيطرة على مضيق باب المندب، أحد أبرز ممرات الملاحة في العالم.
وفي أغسطس / آب 2017، اتهم المتمردون حليفهم الرئيس الراحل علي عبد الله صالح بالخيانة بعدما وصفهم بالمليشيات، وانتشرت إشاعات عن مفاوضات سرية مع صالح للانتقال إلى معسكر التحالف، وتطور الخلاف في نهاية نوفمبر / تشرين الثاني إلى اشتباكات بين الحوثيين ومؤيدي صالح، وقتل صالح على أيدي حلفائه السابقين في مطلع ديسمبر / كانون الأول 2017، بعد إعلانه أنه مستعد لـ"فتح صفحة جديدة" مع السعودية.
الحديدة، الميناء الإستراتيجي
في 13 يونيو / حزيران 2018، بدأت القوات الموالية للحكومة اليمنية بإسناد من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، هجوماً ضد المتمرّدين في الحُديدة على ساحل البحر الأحمر في غرب اليمن.
وفي السادس من ديسمبر / كانون الأول، بدأت محادثات السلام اليمنية في السويد بين الحكومة والتمرد برعاية الأمم المتحدة، وجرت هذه المحادثات بعد إجلاء 50 مصابا من المتمردين إلى سلطنة عمان وتبادل للأسرى.
وفي الثالث عشر من كانون الأول/ديسمبر، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سلسلة اتفاقات تمّ التوصل إليها بين الجانبين بعد محادثات سلام في السويد، من بينها اتفاق لوقف إطلاق النار في محافظة الحديدة، وتوقفت المعارك في الحديدة في 8 ديسمبر / كانون الأول، بينما تواصل تبادل إطلاق النار بشكل متقطع.
في 14 من أيار/مايو 2019، أعلنت الأمم المتحدة انسحاب الحوثيين من ثلاثة موانئ في محافظة الحديدة وهي الحديدة والصليف ورأس عيسى، لكنّ القوات الموالية لهادي قالت إنّ ما جرى هو "خدعة" وإنّ المتمرّدين ما زالوا يسيطرون على الموانئ لأنّهم سلّموها لخفر السواحل الموالين لهم.
نقل الحرب إلى الأراضي السعودية
كثف المتمردون في الأشهر الأخيرة هجماتهم بطائرات دون طيار وبالصواريخ ضد مطارات ومحطات لتحلية المياه وغيرها من البنى التحتية داخل الأراضي السعودية، وكثف التحالف، في المقابل، غاراته الجوية ضد مواقع المتمردين في محافظتي حجة وصنعاء.
في العام 2018، خلُصت مجموعة من خبراء الأمم المتّحدة إلى أنّ جميع أطراف النزاع ارتكبوا "جرائم حرب".
أسوأ أزمة إنسانية
أسقطت الحرب حوالي 10 آلاف قتيل وأكثر من 56 ألف جريح منذ 2015 بحسب منظمة الصحة العالمية، بل ويعتبر مسؤولون في المجال الإنساني أن الحصيلة أعلى بكثير.
ولا يزال هناك 3.3 ملايين نازح، فيما يحتاج 24.1 مليون شخص، أي أكثر من ثلثي السكان، إلى مساعدة، بحسب الأمم المتحدة التي تصف الأزمة الإنسانية في اليمن بأنها الأسوأ في العالم حالياً.
وتم تدمير عدد من المستشفيات أو إصابتها بأضرار، وواجهت البلاد وباء الكوليرا مع أكثر من 2500 وفاة بين أبريل / نيسان وديسمبر / كانون الثاني 2017.
وكان صندوق الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (يونيسف) قد وصف اليمن، في نوفمبر / تشرين الثاني 2018، بأنها "جحيم حي"، مع وجود 1.8 مليون طفل تقل أعمارهم عن خمس سنوات يعانون من "سوء التغذية الحاد".