[ حرس السواحل السعودي على الحدود البحرية بين اليمن والسعودية بالقرب من مدينة جيزان أبريل/نيسان 2015 (رويترز) ]
انسحاب دولة الإمارات من اليمن يجب أن يدق ناقوس الخطر في الرياض، فعندما يقرر رفيقك في الحرب أنه اكتفى من القتال، يجب عليك التفكير في ما ستفعله في ساحة المعركة بعد ذلك، هذا ما خلص إليه الكاتب والمحلل السياسي البريطاني بيل لاو.
وتطرق لاو -في مقال نشره موقع "ميدل إيست آي"- إلى تغير نظرة السعودية والإمارات لحربهما في اليمن، وقال إن قرار ولي عهد الإمارات محمد بن زايد سحب قواته قد يمثل البداية التي يحتاج إليها ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
ضعف السعودية
ويضيف لاو أنه وفي الوقت الذي يحقق فيه ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد نجاحات متعددة، يتخبط محمد بن سلمان داخل مستنقع الفشل؛ فالحوثيون الذين يواجههم يعدون خصما ماهرا لا يرحم، وعصيا على الزحزحة من مناطقه شمال البلاد والعاصمة صنعاء، وعمدوا إلى استغلال ضعف السعوديين تجاه الضربات الجوية بواسطة الطائرات المسيرة، مما دفعهم إلى شن غارات مماثلة بشكل متزايد.
ونقل كاتب المقال عن الحوثيين قولهم إنهم قادرون على ضرب أي مطار داخل الأراضي السعودية. وفي حين تفتخر المملكة بدرعها الصاروخي المضاد لمثل هذه الهجمات، فإن سهولة تفاديه ومرور الصواريخ عبره تشير إلى مواطن الخلل والقصور الخطير لطريقة نشر هذا النظام داخل البلاد.
وبين الكاتب أن السعوديين كانوا عرضة لحملة إدانة عالمية بسبب الطريقة التي اعتمدوها في حربهم على اليمن، في حين نجا الإماراتيون لحد كبير ولم تطلهم هذه الحملة. ورغم اتهام أبو ظبي بانتهاك حقوق الإنسان في المسرح الجنوبي لعملياتهم هناك، فإنهم ظلوا بمنأى عن مرأى الناقدين.
التفاوض هو الحل
وأفاد الكاتب بأن الطريقة الوحيدة للتوصل إلى تسوية حيال هذه الحرب هي عن طريق جلوس السعوديين والحوثيين على طاولة المفاوضات، والتوصل إلى تسوية سياسية، مؤكدا أنه في نهاية المطاف لن يكون بمقدرة السعوديين إجبار الحوثيين على التفاوض من خلال قصفهم، لكن عليهم فرض جدول زمني ضيق والاستعانة ببعض الضغوط الدولية لتحقيق هدفهم.
ولفت لاو الانتباه إلى أن مجلس النواب الأميركي ومجلس الشيوخ عمدا إلى إصدار مشاريع قوانين لإنهاء الدعم العسكري الأميركي للسعودية في اليمن، مشيرا إلى أن ذلك ليس إلا بداية متواضعة للغاية وخطوة في درب الجهود المبذولة لوضع حد لحرب وحشية ومعقدة ستدوم بلا نهاية إذا لم يتدخل طرف خارجي.
وفي الختام، يعرب الكاتب عن أمله أن يحذو محمد بن سلمان حذو محمد بن زايد باتخاذ قرار الانسحاب.