[ صورة من الإرشيف ]
كشفت منظمة سام للحقوق والحريات (مقرها جنيف) في تقرير نشرته بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب عن رصد أكثر من ثلاثة آلاف حالة تعذيب خلال أربع سنوات من الحرب، تمتد من عام 2014 وحتى نهاية 2018 منها (800) حالة خلال عام 2018 فقط.
وشملت أساليب التعذيب التي دونتها المنظمة: الركل، والضرب بالهراوات والقضبان المعدنية، والحرق، والحرمان من الطعام والمياه. وشملت أيضاً الإعدامات الوهمية، والتعليق لساعات طويلة، والتحرش الجنسي، واستخدام الكلاب البوليسية، والدفن في حفر رملية، واستخدام العقاقير المنبهة، والرش بالماء البارد، والحرمان من الزيارة، والمحاكمات الصورية.
وبينت إحصائية منظمة “سام” بأن عدد المدنيين الذين قتلوا تحت التعذيب خلال الفترة المذكورة في البيان بلغ (158) حالة منهم (56) معتقلاً توفوا تحت التعذيب في عام 2018، منها (30) حالة وفاة في سجون محسوبة على القوات الشرعية، و(20) حالة وفاة في سجون تشرف عليها القوات الإماراتية وبين حالة الوفيات العشرين هذه (12) حالة وفاة في محافظة عدن و(5) حالات وفاة في محافظة أبين وحالتي وفاة في محافظة شبوة، و(3) حالات وفاة في محافظة لحج، وحالة وفاة واحدة في محافظة الضالع، و(10) في محافظات تعز، بينما توفي ( 26) سجيناً في سجون مليشيات الحوثي.
وسجلت المنظمة وفاة (53) معتقلا تحت التعذيب عام 2017م، منهم (37) في سجون مليشيات الحوثي، و(5) حالات في سجون جماعات مسلحة بعضها في محافظة تعز، بينما كانت المنظمة قد سجلت وفاة (49) معتقلا تحت التعذيب عام 2016م جميعهم في سجون مليشيات الحوثي.
وقالت “سام” إنها رصدت ووثقت مئات من المعتقلين تعسفيا، والمخفيين قسريا، ممن تعرضوا تحت التعذيب لإصابات دائمة أو مؤقتة في سجون جماعة الحوثي، والقوات المسلحة المدعومة من قبل الإمارات، ويعانون من آثار نفسية واجتماعية بسبب هذه الممارسات المجرَّمَة وفقاً للقانون.
وأكدت في بيان لها بهذه المناسبة أن كثيراً من المعتقلات أصبحت نقاطاً سوداء قاتمة في تاريخ التعذيب في اليمن، حيث تنتشر عشرات المعتقلات غير القانونية والسرية المكرسة للإخفاء القسري وممارسة التعذيب الممنهج والقاسي، كسجن الأمن السياسي والأمن القومي وقلعة العامرية في رداع وقلعة الكورنيش بالحديدة ومعتقل الصالح بتعز التابعة جميعها لجماعة الحوثي، وسجون بئر أحمد وقاعة ضاح والتحالف في عدن ومطار الريان سابقا في حضرموت وسجن الطين في سيئون وسجنا عزان وبلحاف التابعين للقوات الإماراتية وللميلشيات التابعة لها، ومعتقل المعهد في مدينة مأرب التابع للحكومة الشرعية، وسجون أخرى تتبع جماعات مسلحة، حيث تمارس في هذه السجون شتى أنواع التعذيب والتعذيب المفضي إلى الموت بحق المعتقلين تعسفيا والمخفيين قسريا.
وقالت منظمة “سام” إن اليوم العالمي لمناهضة التعذيب يأتي بينما يتعرض آلاف المعتقلين والمخفيين قسرا في اليمن، في كل من سجون جماعة الحوثي، والسجون غير القانونية التي تشرف عليها قوات مدعومة من الإمارات في جنوب اليمن، وسجون الحكومة الشرعية في مأرب، وسجون الجماعات المسلحة، لأنواع متعددة وقاسية من التعذيب النفسي والجسدي، ويقبعون في سجون تفتقر لأبسط الشروط القانونية والآدمية، ولا يحصلون على الاحتياجات الأساسية من غذاء وكساء ودواء.
وأدانت “سام” ازدياد عمليات التعذيب الممنهج في سجون أطراف الصراع في اليمن، سواء مليشيا الحوثي أو التشكيلات الأمنية التي تمولها وتشرف عليها دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث يُعتمد على عمليات التعذيب كوسيلة مؤثرة في انتزاع الاعترافات، وكأداة للتنكيل بالخصوم وإهانتهم.
وأوضحت أنها توجهت بنداء إلى المقرر الخاص بالتعذيب، لعمل تحقيق جدي في جرائم التعذيب في اليمن ، وفرض عقوبات ضد المتسببين بها، كما دعت المبعوث الأممي إلى الضغط لتحريك ملف المعتقلين وفقا لاتفاقية ستوكهولم. وأكدت “سام” أنها على تواصل مع لجان التحقيق بشأن اليمن لإدراج المنتهكين ضمن قوائم الاتهام.
وطالبت منظمة "سام" للحقوق والحريات -في بيانها بمناسبة اليوم العالمي لمناهضة التعذيب- جميع الأطراف بضرورة الالتزام بقوانين الحرب في الصراع الدائر في اليمن، ودعت لفتح تحقيق جدي ومستقل بشأن جرائم التعذيب، والموت تحت التعذيب، وإحالة كل من ثبت ارتكابه جرائم حرب إلى القضاء.