[ السودان يشارك بخمسة ألوية في حرب السعودية ضد الحوثيين (الجزيرة) ]
"كل عسكري سوداني يتمنى أن يتم اختياره للقتال باليمن". هكذا لخص أحد الذين تم انتدابهم للقتال ضد الحوثيين حالة المنافسة للظفر بمقعد على طائرة حربية تطير إلى هناك.
وحتى الآن أرسل الجيش السوداني خمسة ألوية من قواته للحدود السعودية اليمنية، ويستعد لإرسال لواء سادس بعد عيد الأضحى المقبل.
وفي حدث للجزيرة نت يقول الوكيل عريف "هـ.س" إن المتبع الإبقاء على لواءين من الجيش السوداني على الحدود الفاصلة بين اليمن والسعودية، ويتم إبدال هذه القوات كل عام، ويتشكل اللواء الواحد من خمسة آلاف جندي.
ويصل تعداد قوات الدعم السريع السودانية في اليمن إلى ثلاثين ألف مقاتل، وفق حديث علني أدلى به قائدها الفريق أول محمد حمدان حميدتي نائب رئيس المجلس العسكري.
أسرار عسكرية
ومن المعروف أن عدد القوات التي تشارك في العمليات العسكرية وتحركاتها تقع ضمن الأسرار التي لا يفضل القادة العسكريون الحديث عنها.
لكن حميدتي فعل ذلك عندما قال "نقاتل مع الإمارات والسعودية، وقواتنا من أكبر القوات المشاركة (في التحالف)"، ويبلغ قوامها ثلاثين ألف جندي.
ويؤكد الخبير العسكري اللواء د. أمين إسماعيل مجذوب أن عدد القوات المشاركة في حرب اليمن من الأسرار العسكرية، وهذه أول مرة يكشف مسؤول عسكري عن تعدادها.
ويشير مجذوب في حديث مع الجزيرة نت إلى أن هذه القوات في حالة إحلال وإبدال منذ بدء حرب اليمن في مارس/آذار 2015.
ويقول إن "هناك بالطبع مشاركة لجنود من السعودية والإمارات، لكن مشاركة القوات السودانية تظل هي الأكبر، مع أن المهم ليس العدد، بل إن المعايير المطلوبة تتعلق بالأداء والانضباط والكفاءة والأخلاق في التعامل مع المدنيين".
رواتب مغرية
وتشكل العوائد المادية مثارا للعبة الحظ التي يرونها تبتسم لكل من يقع عليه الاختيار، لدرجة أن بعض من بيدهم الاختيار يطلبون راتب شهر ممن يوفدون للقتال.
وبحسب العسكري الذي تحدث للجزيرة نت -شرط عدم كشف هويته- فإن الجندي السوداني الذي يحارب في اليمن يصل راتبه إلى عشرين ألف ريال سعودي شهريا، والضابط راتبه ثلاثون ألف ريال. قائلا إن راتبا واحدا يعادل مستحقات نهاية الخدمة لعسكري وصل إلى رتبة مساعد بعد نحو أربعين سنة.
وينوه إلى أن أي جندي سوداني شارك في حرب اليمن سيكون بمقدوره الحصول بنهاية خدمته بعد عام على 240 ألف ريال، وهو مبلغ يحول إلى حسابات الجنود في السودان بالسعر الرسمي، وهو أقل من سعر السوق الموازي السائد.
تجربة شخصية
وعن تجربته الخاصة يقول "هـ.س" إنه ذهب إلى اليمن ضمن اللواء الثاني، ووقتها كان يحصل على راتب شهري يبلغ 13 ألف ريال، بعد استقطاع 12 ألفا من قبل الحكومة السودانية.
ويوضح أن الاستقطاع حاليا تضاءل إلى خمسة آلاف ريال من الراتب البالغ 25 ألف ريال، وكان يجب أن يكون كاملا أسوة بالجنود السعوديين والإماراتيين والبحرينيين.
ويضيف أن العسكريين التابعين للجيش السوداني توكل إليهم مهمات في الحد الجنوبي للسعودية لمدة عام، في حين تكلف عناصر قوات الدعم السريع بالمهام القتالية داخل اليمن لمدة ستة أشهر.
ومكنت عوائد حرب اليمن الجنود السودانيين من امتلاك منازل في العاصمة الخرطوم، إلى جانب الدخول في استثمارات محدودة؛ مثل شراء مركبات للنقل العام، بحسب ضابط شارك في هذه الحرب.
ويقول هذا الضابط للجزيرة نت إن "كل عسكري في الجيش والدعم السريع غاية ما يتمناه أن يتم إيفاده للقتال باليمن، لدرجة أن متقاعدين آثروا القتال هناك، لكن يبدو أن استيعاب المتقاعدين توقف الآن".
ويوضح اللواء مجذوب أن دفع الأموال يكون نظير المناورات والمهام القتالية التي تنفذها القوات المنتدبة، كما أن الأسلحة التي تستخدمها تؤول للدولة المشاركة.
مبررات المشاركة
ويبرر مجذوب مشاركة السودان في حرب اليمن بأنها جاءت ضمن تحالف عربي أقرته الجامعة العربية، وبقرار من الرئيس المعزول عمر البشير.
ويمتدح أدوار القوات السودانية قائلا إنها تؤدي مهامها بكفاءة لاستعادة الشرعية في اليمن والدفاع عن الحدود الجنوبية للسعودية والأماكن المقدسة.
وفي هذا الإطار يذكّر مجذوب بمشاركات الجيش السوداني الخارجية في المكسيك ومعركة العلمين والكونغو عام 1962، وكذلك الكويت عام 1963 عندما هدد الرئيس العراقي عبد الكريم قاسم باجتياحها، وفي حربي الاستنزاف وأكتوبر بمصر، وفي لبنان ضمن قوات الردع العربية 1985.
وطالما نظر السودانيون بفخر لمشاركة جيشهم في هذه المهام الخارجية، لكن مشاركة قواتهم في اليمن موضع خلاف على أقل تقدير.
وأبدت قوى سياسية عديدة -مثل أحزاب الأمة القومي والمؤتمر السوداني والشيوعي والمؤتمر الشعبي- رفضها مشاركة القوات السودانية ضمن الحرب التي تشنها السعودية وحلفاؤها ضد الحوثيين باليمن.