أطلق عدد من النشطاء دعوات للتظاهر غداً الخميس بمدينة المكلا للمطالبة بفتح مطار الريان بالمكلا عاصمة محافظة حضرموت شرقي اليمن وللتنديد بسوء الخدمات.

وفي بلاغ صحفي لمكونات سياسية ومدنية في حضرموت رصده "الموقع بوست" دعت للمشاركة الشعبية الواسعة غدا الخميس الساعة العاشرة والنصف صباحا أمام ديوان محافظة حضرموت بالقرب من مستشفى الأمومة والطفولة (باشراحيل) بمدينة المكلا للمطالبة بفتح مطار الريان الدولي المغلق منذ سنوات.

ودعا البلاغ الفعاليات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني والمكونات السياسية بالمحافظة للتشاور بشأن تنفيذ وقفة شعبية تعبر عن معاناة المواطنين في مديريات ساحل حضرموت الناتجة عن استمرار إغلاق مطار الريان الحيوي والذي تضرر بسبب إغلاقه شرائح مختلفة من المواطنين من مرضى وكبار السن ورجال أعمال مع المسافة البعيدة لمطار سيئون ورداءة الطريق.

وفي السياق ذاته جددت المكونات والملتقيات الشبابية بالمحافظة في بيان لها أمس الثلاثاء تمسكها بمشروعية الاحتجاج السلمي الإيجابي الذي يهدف إلى تعزيز ما تحقق لحضرموت وتصحيح الأخطاء بعيدا عن الأجندات السياسية المعادية لاستقرار حضرموت ولسلطتها ولشراكتها مع التحالف العربي.

ولفت البيان إلى أنه سيظل يطالب السلطات المحلية والمركزية بضرورة الإسراع في افتتاح المطار وتذليل كل الصعوبات التي أدت إلى استمرار توقفه خاصة بعد أن قام الأشقاء في دولة الإمارات العربية المتحدة باستكمال منشآته وتجهيزاته وأصبح مهيئاً تماماً لحركة الطيران.

وفي تعليقه على إغلاق مطار الريان، سخر القيادي في الحراك الثوري الجنوبي فؤاد راشد بالقول: "يقولون إن الرئيس عبد ربه منصور هادي هو من يغلق مطار الريان.. هل هذه حجة أن لا يطالب الناس بفتحه؟"، مضيفا: "لنفترض أن الإمارات هي من تغلقه بمزاجها، هل هذه حجة في عدم مطالبة الناس بفتحه؟".

وأشار راشد في منشور له على الفيسبوك إلى أنه إذا كان الرئيس والشرعية هم من يرفضون فتح مطار الريان، والإمارات والتحالف من يعطل حركته، فعلى الناس أن يقفوا في وجوههم جميعا، مؤكدا تلبيته للوقفة الاحتجاجية.

واتهم إعلام المجلس الانتقالي -المدعوم إماراتيا- الوقفة الاحتجاجية بسعيها لإنتاج مادة إعلاميّة لقناة الجزيرة للنيل من التحالف العربي والتطاول على ما أسماها قوّات النخبة الحضرمية للاشتغال عليه في الخارج للتشويش والإساءة.

وقال منشور موحد عممته مواقع إخبارية تابعة للانتقالي والممولة إماراتيا وناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي (الذباب الإلكتروني) إن هذه الوظيفة "المفتاحية الإخوانية" والدعوات الاحتجاجية لفتح مطار الريان بدعة.

وفي منشور له كشف الصحفي محمد اليزيدي عن موقف أحد قادة المجلس الانتقالي بحضرموت ويدعى فاروق العكبري والذي اعتبر فتح مطار الريان أمرا ليس مهما، وأن فتحه من عدمه لا يشكل أي أهمية لأبناء المحافظة بالدرجة الأساسية دون حتى أدنى مراعاة للحالات الإنسانية.

واعتبر العكبري الدعوات لفتح مطار الريان إنما هي مؤامرة من قبل الحكومة واستهداف للعمل الوطني الجنوبي.

وسخر اليزيدي من هذه الطريقة التي تفكر بها قيادات انتقالي حضرموت، وأضاف: "لهذا قلنا ولا زلنا نقول إن انتقالي حضرموت بعيد كل البعد عن الناس ومعاناتهم، والبعيد أكثر عن تلمس احتياجات الناس واستشعار همومهم".

وأشار إلى أن قيادة الانتقالي لا تزال مشغولة في ترميم جدران سمعتها المتصدعة بعد عاصفة تهم الفساد الداخلي والاتهامات المتبادلة فيما بينها.

وتساءل اليزيدي عن أمثال هذه القيادات التي لم تكن يوما لتستشعر معاناة الناس، وتصف كل من يرفع صوته الممتلئ بالكثير من أنين المرض والوجع بأهمية فتح المطار وتشغيله ولو أمام الحالات الإنسانية فقط، بالقول إنه عميل وخائن ويعمل لأجل جماعة معينة.

الناشط سعيد النهدي علق على الأمر من وجهة نظر أخرى اذ اعتبر المطالبات بفتح مطار الريان ليست بالضرورة وشبهة تدل على دعم قوى خارجية.

ولفت إلى أن معاقبة من يستخدم هذه الأداة لتنفيذ أجندته هو بالتثبيت عليه في تلقي الدعم من جهات سياسية خارجية معادية لحضرموت وليس بعذر دعواه بالمطالبة بمرفق حيوي يلامس معاناة الجميع.

وشدد في منشور على صفحته بالفيسبوك بأنه يجب أن يعرف الناس كيف يتم التمييز بين مطلب المواطن وأهداف القوى المدعومة عن طريق "سد الذرائع" التي يتسلل منها أعداء حضرموت ومنها فتح مطار الريان وإصلاح منظومة الخدمات.

وتسيطر القوات الإماراتية على مطار الريان بالمكلا منذ أبريل 2016 بعد طردها لعناصر القاعدة منه، كما تستخدمه كثكنات عسكرية لقواتها وحولته إلى قاعدة عسكرية ومقر لقيادة القوات الإماراتية، كما حولت جزءا منه إلى سجون سرية لمعتقلين سياسيين وناشطين يمنيين من المناوئين لها.

وترفض أبوظبي للعام الرابع على التوالي مطالب الحكومة اليمنية والجهات الشعبية بفتح المطار أمام المرضى والطلاب والمسافرين.