[ يوم الصحافة اليمنية وواقع الصحفيين اليمنيين في ظل انقلاب الحوثيين ]
يتذكر الصحفيون في اليمن في مثل هذا اليوم أوضاعهم المأساوية التي أصبحوا يعيشونها، إضافة إلى عدد من زملائهم الذين قتلوا خلال فترة الحرب أو ما زالوا في أقبية سجون الحوثيين.
ويصادف اليوم "يوم الصحافة اليمنية" الذي تم فيه في عام 2015 اختطاف وإخفاء تسعة صحفيين من قِبل جماعة الحوثي، التي تمارس بحق من لا زالوا في قبضتها مختلف الانتهاكات.
وتنعدم الحريات الإعلامية باليمن في ظل الحرب، إذ إن مختلف الصحفيين معرضون للخطر بسبب جهات مختلفة أبرزها الحوثيون، وهو ما أدى إلى نزوح الكثير منهم إلى مناطق غير خاضعة لسيطرتهم أو إلى خارج اليمن، خاصة في ظل تركُز دور نقابة الصحفيين اليمنيين على إصدار البيانات.
واقع صعب
بهذه المناسبة نفذ بعض أهالي الصحفيين المعتقلين وزملاء آخرون لهم وقفة احتجاجية بمأرب، تضامنا مع الصحفيين المعتقلين حتى اليوم، بينما دشن نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي حملة تحت هاشتاج #يوم_الصحافة_اليمنية.
وأكدوا في بيان صادر عنهم إدانتهم واستنكارهم بشدة لكافة الانتهاكات التي تمارس بحق الصحافة والصحفيين، واستمرار جماعة الحوثي في حربها ضد الصحافة وحرية الرأي والتعبير واستمرارها في الاختطافات للصحفيين والكتاب والنشطاء.
وطالبوا بالإفراج الفوري عن 24 من الصحفيين المختطفين والمعتقلين دون قيد أو شرط، وتعويضهم التعويض العادل جراء سنوات الحرمان والتعذيب الشديد الذي تعرضوا له، وتسليم الحكومة لرواتب الصحفيين.
وقالوا إنهم يرفضون بشكل قاطع تسييس قضية الصحفيين المختطفين، محملين الأطراف المختلفة مسؤولية وتبعات التعامل مع قضيتهم كورقة سياسية في المفاوضات.
كما دعوا لملاحقة ومحاكمة مرتكبي الجرائم والانتهاكات بحق الصحفيين ومنع إفلاتهم من العقاب، ضمانا للحقوق والحريات الإعلامية وحرية الرأي والتعبير.
وتشير الإحصائيات إلى ارتكاب الحوثيين قرابة 4280 انتهاكا خلال العام الماضي 2018م فقط ضد الصحفيين في اليمن، بينها التهديد واقتحام مكاتب والحجب وغيره.
تسييس وتوظيف
في صعيد ذلك، يذكر رئيس المنظمة الوطنية للإعلاميين اليمنيين (صدى) حسين الصوفي، أن واقع الصحافة اليمنية تجاوز المعيار المأساوي والكارثي، وأضحى تحت كل مؤشرات الخطورة، ويختزل المشهد صورة أبناء الزملاء المختطفين هذا الصباح الذين حملوا لافتة تقول إن هذا العيد السادس يمضي وآباؤهم في السجون، أو في قبور خرسانية في نصف حياة لا يستطيعون زيارتهم ولا تم إنقاذهم.
وقال لـ"الموقع بوست" إن الخطورة الكبرى أن ملف المختطفين وفي القلب منهم الصحفيون تم تسييسه وتوظيفه كجزرة في عصا المشاورات السياسية الهزلية.
واستطرد "الكارثة أن ذلك تم بغطاء دولي وإشراف أممي، في انتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف وحقوق الإنسان وحرية الرأي والتعبير، وهو سلوك همجي يشرعن لاختطاف الصحفيين واستخدامهم رهائن لانتزاع مكاسب سياسية وهذه جريمة ضد الإنسانية حسب القانون الإنساني الدولي".
ومن وجهة نظر الصوفي فإن الحلول اليوم تكمن في استغلال الممكن الذي لم يتم استغلاله والتحرك الجماعي من قبل الصحفيين وتفعيل دور نقابة الصحفيين وتشكيل لجنة تهتم بملف الصحفيين ومتابعة قضيتهم لدى كل الجهات الحكومية منها أو المنظماتية أو الدولية.
وكان عضو مجلس نقابة الصحفيين اليمنيين نبيل الأسيدي أكد أن الصحفيين في اليوم الأول من العام الخامس في سجون الحوثيين يُمنع عنهم الغذاء والدواء والمال، فضلا عن تعرضهم للتعذيب الجسدي والنفسي والحبس الانفرادي.
وتابع في منشورات على صفحته بموقع الفيسبوك "عار على الإنسانية أن السنة الخامسة تدخل بينما 10 صحفيين مختطفين يتعرضون للتعذيب الوحشي في سجون جماعة الحوثي".