[ قنابل أميركية موجهة (رويترز) ]
ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب سمح للسعودية بالحصول على تكنولوجيا عسكرية متقدمة تتيح لها التعاون مع شركات السلاح الكبرى لإنتاج أجزاء من قنابل وأسلحة دقيقة التوجيه يمكن استخدامها في اليمن.
وقالت الصحيفة في تقرير لها إن تصريح إدارة ترامب بعد إعلانها حالة الطوارئ الشهر الماضي بالسماح ببيع السلاح للسعودية أدى إلى أكثر من مجرد إغضاب الكونغرس الذي عارض الصفقة بناء على أسس إنسانية.
وأضافت أنه أثار فضلا عن ذلك القلق من أن يتمكن السعوديون من التوصل إلى التكنولوجيا التي قد ينتجون من خلالها نسختهم الخاصة من القنابل الأميركية الموجهة بدقة، وهي الأسلحة التي استخدموها في ضرب المدنيين منذ بدء القتال في اليمن قبل سنوات.
وأشار التقرير إلى أن صلاحيات الطوارئ تسمح لشركة "رايثيون" (إحدى أكبر الشركات الأميركية في مجال تصنيع السلاح) بالتعاون مع السعودية لبناء أجزاء من القنابل في السعودية، وهو الجزء الذي لم يكشف عنه من قبل، لكنه كان ضمن إعلان أبلغته الإدارة للكونغرس هذا الأسبوع.
وتمنح هذه الخطوة رايثيون والسعوديين ترخيصا واسع النطاق للبدء في تجميع أنظمة التحكم والإلكترونيات التوجيهية ولوحات الدوائر التي تعد ضرورية لقنابل "بافواي" الذكية التي تصنعها هذه الشركة، وذلك في الوقت الذي ظلت فيه الولايات المتحدة تراقب انتشار مثل هذه التكنولوجيا عن كثب لأسباب تتعلق بالأمن القومي.
ونقلت الصحيفة عن النائب الديمقراطي توم مالينوسكي قوله إن تعامل السعوديين والإماراتيين الخاص مع إدارة ترامب "يجعلني أعتقد أن الرئيس غير قادر على التفريق بين مصالح الولايات المتحدة ومصالح الآخرين"، مضيفا أن إدارة ترامب لم تقدم أدلة تثبت تعرض السعوديين والإماراتيين لتهديد جديد من إيران يبرر إعلان حالة الطوارئ.
سجل إنساني فظيع
ولفتت الصحيفة إلى أن تقارير عدة من جماعات حقوق الإنسان أظهرت على مدى السنوات القليلة الماضية أن هذه القنابل بالذات استخدمت في قصف المدنيين، علما أن إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما كانت قد علقت مبيعات مثل هذه القنابل للسعودية إثر استهداف موكب جنائزي في صنعاء عام 2016.
ويسعى عدد من أعضاء مجلس الشيوخ إلى إدراج 22 إجراء إضافيا للحد من بيع الأسلحة للسعودية، وذلك تعبيرا عن رفضهم صفقات الأسلحة المستمرة إلى السعودية.
ويعلق السيناتور الجمهوري بول ريان على هذه الأخبار بقوله "قليلة هي الدول التي لا تستحق الثقة أكثر من السعودية، لقد ارتكب السعوديون في السنوات الأخيرة عددا من الفظائع البشرية، كما دأبوا على الكذب مرارا وتكرارا على الولايات المتحدة، ومن غير اللائق أن تظل أميركا تمدهم بالأسلحة" على حد تعبيره.
ونقلت محطة "إن بي سي" الإخبارية الأميركية عن العضو الديمقراطي في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور بوب مينينديز قول إنه من المقلق أن إدارة ترامب تحاول الالتفاف على القانون والكونغرس لمنح السعوديين ليس فقط وظائف الأميركيين بل كذلك تكنولوجيا الأسلحة الأميركية.
كما نقلت المحطة عن السيناتور الديمقراطي باتريك ليهي قوله إن المملكة -التي ترتكب الفظائع في اليمن وتقتل المعارضين والصحفيين وتعامل المرأة كممتلكات خاصة- ليست جديرة بأن تقدم لها الولايات المتحدة تكنولوجيا عسكرية شديدة الحساسية، على حد قوله.