[ علق نشطاء سعوديون على الهجوم قائلين إن بلادهم "سترد بالوقت المناسب برد سوف يزلزل أركان العدو"- جيتي ]
مع تصاعد الأزمة الدولية بين أمريكا وإيران، تعرضت منشآت نفطية سعودية صباح الثلاثاء، لهجوم بطائرات مسيرة مفخخة، أدى لتوقف محطتي ضخ لخط الأنابيب الذي ينقل النفط السعودي من حقول بالمنطقة الشرقية إلى ميناء ينبع على الساحل الغربي.
وتأتي حادثة استهداف خطوط "أرامكو" النفطية بالعاصمة الرياض، بعد يومين من إعلان الإمارات أن 4 سفن تجارية تعرضت إلى "عمل تخريبي" أثناء مرورها في الخليج العربي قرب شواطئ إمارة الفجيرة، وقبل عبور مضيق هرمز، دون أن توجه اللوم في الحادث لأي بلد أو جهة أو تقدم تفاصيل أخرى.
وتبنت جماعة الحوثي في اليمن، عملية استهداف المنشآت النفطية السعودية، وقال عضو المكتب السياسي للجماعة محمد البخيتي إن "الحركة ستقابل أي تصعيد سعودي"، مطالبا الرياض "بمراجعة سياستها في المنطقة ووقف عدوانها باليمن".
وعلق السفير الأمريكي لدى السعودية على حادثة استهداف الحوثيين بطائرات مسيرة لخطوط شركة "أرامكو"، بالقول إنه "ليس من مصلحتنا ولا مصلحة السعودية ولا إيران أن يتفجر صراع كبير"، مشددا على ضرورة القيام "برد معقول لا يصل إلى حد الحرب، بعد تحديد المسؤول عن هجمات الفجيرة".
وحول الرد السعودي، توقع المحلل السياسي أمجد طه أن "يكون الرد على الهجوم حازما وعلى المستوى الدولي، وعدم اقتصاره إقليميا وعربيا"، موضحا أن "أحد الردود يتمثل في استمرار الإنتاج السعودي من النفط دون انقطاع، واستمرار العقوبات والضغط على إيران".
ورأى طه في تصريحات تابعتها "عربي21" أن "إيران لم تتمكن من إغلاق مضيق هرمز، فأرادت بالهجوم على محطتي النفط بالسعودية إيقاف ضخ إمدادات النفط للعامل وفشلت في ذلك أيضا"، معتقدا أن تبني الحوثي للهجوم، يؤكد ضلوع طهران به، نظرا لأن الطائرات والمتفجرات تصنع في إيران.
واستدرك قائلا: "إيران تريد إرسال رسائل سياسية واستجداء للرجوع للمفاوضات"، مؤكدا أن "الهجوم يؤكد أن العقوبات على إيران ناجحة، لذلك يجب الحديث الآن عن كيفية تشديد العقوبات بشكل أكبر".
من جانبه، شدد المستشار الاقتصادي السعودي محمد الصبان على ضرورة أن "يكون هناك رد عالمي على واقعة استهداف شركة أرامكو"، مشيرا إلى أن ارتفاع أسعار النفط منذ واقعة استهداف السفن في الفجيرة، أوصلت رسالة للعالم وفهمها، وسيقوم بالرد المناسب عليها.
وذكر الصبان في تصريحات صحفية أن "الرسائل الإيرانية واضحة تماما"، متوقعا أن تتكرر مثل هذه العمليات، ما لم تكن هناك مواقف دولية حاسمة للحد من الهجمات الإيرانية سواء كانت مباشرة أم غير مباشرة عن طريق عملائها".
لعبة ملاكمة
في المقابل، استبعد المحلل السياسي توفيق شومان أن يساهم الهجوم على خطوط شركة "أرامكو" السعودية في زيادة التصعيد الحالي بين أمريكا وإيران.
وأكد شومان لـ"عربي21" أن "جميع الأطراف تخشى الانزلاق إلى الحرب"، واصفا في الوقت ذاته أن ما يجري حاليا هو أن "الجميع يمارسون لعبة الملاكمة".
وكان وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أعلن أن "أرامكو أوقفت الضخ في خط الأنابيب، وتقوم حاليا بتقييم الأضرار وإصلاح المحطة لإعادة الخط والضخ إلى وضعه الطبيعي"، لافتا في الوقت ذاته إلى استمرار الإنتاج والصادرات السعودية من النفط الخام والمنتجات دون انقطاع.
ووصف الوزير السعودي الهجوم بـ"الإرهابي" قائلا إن "هذا العمل الإرهابي والتخريبي، وتلك التي وقعت مؤخرًا، في الخليج العربي ضد منشآت حيوية لا تستهدف المملكة فقط، وإنما تستهدف أمان إمدادات الطاقة للعالم، والاقتصاد العالمي، وتثبت مرة أخرى أهمية التصدي لكافة الجهات الإرهابية التي تنفذ مثل هذه الأعمال التخريبية بما في ذلك مليشيات الحوثي في اليمن المدعومة من إيران".
في حين، علق نشطاء سعوديون على الهجوم قائلين إن بلادهم "سترد بكل قوة وحزم على كل من يعتدي عليها وعلى شعبها، وسترد بالوقت المناسب برد سوف يزلزل أركان العدو"، بحسب ما جاء في تغريدة الناشط علي الشراري.