لقي هجوم قناة mbc السعودية على الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان سخرية وتندرا واسعين في أوساط اليمنيين.

وبطريقة ممجوجة عرضت القناة السعودية حلقة ضمن برنامجها الساخر والذي أظهرت فيه كرمان وهي تطالب بزيادة مخصصاتها لمهاجمة السعودية، في تطاول صريح على الناشطة اليمنية.

وحظي الهجوم على الناشطة كرمان بتفاعل من قبل ناشطين يمنيين على مواقع التواصل الاجتماعي، الذين عبروا عن تضامنهم معها.

وفي أول رد للناشطة اليمنية كرمان على القناة السعودية وصفت العاهل السعودي بـ "مجرم الحرب"، وولي عهده بـ"الابن الطائش"، ردا على مهاجمتها من قبل قناة  إم بي سي التابعة للمملكة.

وقالت كرمان في تغريدة عبر حسابها بـ"تويتر": "خصصت mbc عليّ حلقة كوميدية اليوم". وأضافت أنه "في تراثنا الشعبي مقولة شهيرة تقول: كلما ازداد نباح الكلاب حولك فاعلم أنك قد أوجعتها".

وتابعت: "لكن أيّ الكلاب أشد وجعا، مجرم الحرب سلمان أم ابنه الطائش أم كلاهما؟"، حسب وصفها.

وتعهدت الحائزة على جائزة نوبل للسلام بمطاردة الملك السعودي وابنه، ولي العهد، في كل محفل، مؤكدة أنها لن تنسى ولن تصمت.

وفي السياق قال الكاتب السياسي عبد الغني الماوري: "أكاد اجزم أن حلقة الإساءة التي طالت توكل كرمان في محطة أم بي سي، كانت بأوامر عليا، وليس عملا لمجموعة مهرجين صغار".

وأضاف: "كل إساءات مدن الملح على حد تعبير الروائي عبد الرحمن منيف مهما كان حجمها لا قيمة لها، لكن قد يكون من المهم الإشارة إلى أن هناك يمنيين وظيفتهم الأساسية الإساءة إلى توكل مقابل أموال من اللجنة الخاصة، وقد يأتي يوم قريب لتتعرفوا عليهم".

وتابع: "بالطبع هناك من يعادي توكل ومن يهاجمها لأسباب متعددة، لكن جزءا من حفلات الإساءة والهجوم الشخصي له علاقة برغبة الدولة السعودية العظمى".

من جانبها قالت الإعلامية اليمنية أسوان شاهر: "إمبراطورية mbc أنتجت برنامجا للسخرية من توكل كرمان وشباب الربيع العربي".

وتحدثت شاهر عن الركاكة والرتابة التي ظهر بها الممثلون، وقالت: "العمل وبعيدا عن المستوى الأخلاقي الذي يفصلنا عن القناة وتوجهها السياسي ظهر ركيك فنيا لدرجة الإسفاف، ولا ينتمي للإمكانيات الضخمة للمحطة برغم قدرتها على شراء أقوى النصوص الكوميدية وإنتاج تخريجات فنية أقل ابتذالا".

وأردفت: "ما لفت انتباهي غير موضوع المحاولة العبيطة والفاشلة للسخرية من اللهجة اليمنية تكرراهم عبارات: "صوتك مرتفع "، "صوتك واصل للمريخ "، "عندك حنجرتين"، "ليش تصرخي"، طبعا المضمون مش محتاج قراءة نفسية محترفة لمعرفة فين الوجع بالضبط".

من جهته سخر الناشط عبد الله السامعي بالقول: "السعودية عملت حملة لسحب جائزة نوبل للسلام من كرمان، وراحوا يقدموا الملف مع مبلغ دسم للجنة نوبل".

وقال: "طيب ونجحوا في سحب الجائزة؟"، مضيفا: "لا.. لما قدموا المقترح تعرضوا للسخرية من لجنة نوبل، وقالوا لهم هذا ليس برنامج نجم الخليج، رجعوا تحملوا حقهم الشوالة وروحوا الديمة يعملوا مشهد ساخر عن توكل وعرضوه على إم بي سي".

بدروه قال الصحفي محمد الأحمدي: "طالما بدأ الإعلام السعودي القدح في رموز المجتمع اليمني، فقد بات عليهم لزاما أن يحتملوا الرد، لأنهم فتحوا على أنفسهم بابا واسعا من العمل الفني الإبداعي الكوميدي الذي يعرف به اليمنيون، وسيكون حكامهم "المقدسون!" أول المستهدفين في مرمى الكوميديا اليمنية اللاذعة لسنوات طويلة قادمة"، على حد قوله.

الباحث اليمني عبدالسلام محمد، رئيس مركز أبعاد للدراسات، علق على الأمر من وجهة نظر أخرى، حيث اعتبر الحلقة إهانة للقناة، وإساءة لشعب اليمن بأكمله.

وقال عبد السلام: "تابعت الفيديو الذي بثته MBC عن توكل كرمان وفيه من التفاهة ما يغني عن الرد، البعض يعتقد أنه إهانة لتوكل بل الحقيقة إهانة كبيرة للقناة ولمن مثل وأخرج وأنتج ونفذ".

وأضاف: "مثل هذه الأساليب الاحتقارية غير مقبولة عند اليمنيين لأنها تعدت النقد إلى الإساءة لشعب بأكمله".

الكاتب والمحلل السياسي مصطفى راجح كتب ساخرا: "ما ناقص إلا بن سلمان وبن زايد يطلعوا طيران يقصفوا توكل كرمان".

وأضاف: "السعودية وبنتها ساعة يمولوا حملات لسحب جائزة نوبل عبر لجان بائسة تجوب أوروبا منذ سنوات، وساعة برامج ردح تافهة على قناة mbc وقنوات أخرى من عيال خالتها، ومن هذه الشاكلة".

وتابع: "هذا ما ظهر من مؤذاة دولتين لامرأة يمنية واقفة في حلقهما، وما خفي من المؤذاة بالتأكيد أقذر"، وفق تعبيره.

وأشار الكاتب اليمني إلى أن "توكل كرمان تبقى بصمة يمنية في تاريخنا الحديث، لا تحددها جائزة نوبل، ولا لجان الرياض وأبوظبي لنزعها منها".

وبحسب راجح، فإن القيمة التي اكتسبتها توكل موجودة في ذاتها هي ونابعة منها، ولا أحد قادر على نزعها منها.

وذكر أن ما تناولته القناة السعودية لا يعدو أن يكون علامة إضافية على تحول الدولة السعودية إلى لعبة صغيرة بيد طفل الإمارات.