[ ردود أفعال متباينة حول انعقاد مجلس النواب في سيئون ]
تدفع السعودية منذ السبت الماضي، بتعزيزات عسكرية لمدينة سيئون عاصمة وادي حضرموت شرقي اليمن، في إطار تأمين انعقاد جلسات مجلس النواب.
ورجحت مصادر انعقاد المجلس، غدا الأربعاء، بحضور رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي والحكومة.
وأثارت تلك التعزيزات العسكرية التي تنوعت بين آليات ثقيلة وأفراد من الحماية الرئاسية يتزعمها نجل الرئيس هادي ردود أفعال مجتمعية بمحافظة حضرموت.
وبهذا الخصوص، أصدرت حركة شباب الغضب بوادي حضرموت بيانا عبرت فيه عن رفضها القاطع لانعقاد جلسة مجلس النواب بوادي حضرموت.
وأشار بيان الحركة -التي تزعمت احتجاجات شعبية مطلع العام الماضي- إلى أن وادي حضرموت يعيش حرب ممنهجة في مجالات الحياة المختلفة، وأبرزها ملف الأمن، وافتعال الأزمات في المشتقات النفطية والغاز المنزلي.
وأضاف البيان "كان الجدير بالحكومة المهترئة الفاسدة أن تهتم بحال المواطن في وادي حضرموت، وليس بانعقاد هذه الجلسة لتشرعن لملفات لا تهتم بالمواطن ومتطلباته المعيشية".
وخاطب شباب الوادي أبناء حضرموت الوادي بالوقوف وقفة رجل واحد في وجه الظلم والفساد، وقول كلمة الحق حتى يعيش أبناء المحافظة في أمن وأمان وتوفير الخدمات الأساسية.
الانعقاد ضرورة قصوى
سكرتير أول منظمة الحزب الاشتراكي بمحافظة حضرموت محمد عبد الله الحامد، يرى أن انعقاد اجتماع مجلس النواب ضرورة قصوى من نواحي "تأكيد شرعية الرئيس بدعم البرلمان له، وشرعية منظومة الحكم، فيما إذا لا سمح الله شغر منصب الرئيس بحيث يتولى رئيس البرلمان للسلطة مؤقتا حسب الدستور، إضافة إلى تأكيد شرعية تدخل التحالف بحصوله على موافقة البرلمان ولو بأثر رجعي".
ولفت الحامد في منشور له إلى أن حضرموت في هذه الحالة اقتضي الاجتماع فيها كونها أقرب المناطق إلى شرورة السعودية في حال أي طارئ أو ظهور حاجة إلى تعزيز أمني وأكثر المناطق أمنا في هذه اللحظة والأقل إزعاجا لأخوتنا من المناطق الشمالية مقارنهكة بعدن أو المكلا.
ويعتقد الحامد أن هناك فرصة للحضارم باستغلال لحظة الاستضافة بتقديم متطلبات حضرموت إن أجادوا طرحها على الرئيس ورئيس الحكومة ولكن لن تكون هما أساسيا لمجلس النواب إنما على هامش انعقاده.
دعونا نجرب الشرق
من جانبه، أعرب عضو مؤتمر الحوار الوطني الشيخ صلاح باتيس عن تفاؤله بانعاقد مجلس النواب في مدينة سيئون بحضرموت.
وقال في منشور على صفحته بالفيسبوك "قلتها منذ فترة بخصوص رأس القاطرة لأنه منذ استقلال الجنوب وسقوط الإمامة في الشمال ورأس القاطرة مرة عدن ومرة صنعاء".
وأشار باتيس إلى أن حضرموت جربت الجنوب 23 سنة، والشمال 23 سنة ولم تفلح، مضيفا "دعونا هذه المرة نجرب الشرق، ونجعل حضرموت رأس القاطرة، وننطلق نحو المستقبل بشراكة وتعاون ليس فيه تابع ولا متبوع".
إقليم كامل الصلاحيات
أما نائب رئيس مؤتمر حضرموت الجامع، الشيخ محمد عوض البسيري، فقد طالب الرئيس هادي بمنح إقليم حضرموت حكما كامل الصلاحيات.
وقال الشيخ محمد عوض البسيري، إن حضرموت اليوم ترفع الصوت عالياً من خلال مؤتمر حضرموت الجامع، للوقوف والمطالبة بحقوقها المشروعة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كاملة غير منقوصة.
وأوضح بأنه يكون لأبناء إقليم حضرموت الحق في إدارة السلطة الإدارية والاقتصادية والأمنية.
وناشد نائب المؤتمر الحضرمي الجامع الرئيس هادي وأعضاء مجلس النواب، الذين سيجتمعون في حضرموت، بعدم تجاهل ما تم التوافق عليه من جميع المكونات الحضرمية، وهو التأكيد على مخرجات المؤتمر الجامع المتمثلة في إقليم كامل الصلاحيات.
ربحت سيئون وخسرت عدن
ويرى الصحفي عبد الرقيب الهدياني أن انعقاد مجلس النواب في سيئون حضرموت وحلول الرئيس فيها يكون الوادي قد كسب الكثير داخليا وخارجيا، وخسرت عدن أن تكون مدينة يمنية قابلة للحياة مثلها مثل صنعاء في عهد الحوثي، وبالتالي فشل كل المشاريع السلالية والقروية والملشنة والانفصال التي تحاول أن تظهر هناك.
واعتبر الهدياني أن الإقليم الشرقي هو البوابة المشرعة لليمن الاتحادي، لافتا إلى أن الرئيس يسعى ومعه مجلس النواب إلى أن يوجها رسائل محلية ودولية، وهي أن كل المشاريع المنقوصة تموت وتتبخر عندما يتحرك المشروع الوطني الكبير.