[ كرمان: سنرفض الإمامة والاحتلال ]
قالت القيادية في الثورة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن الشعب اليمني الذي ثار على محاولة المخلوع صالح توريث السلطة لابنه لن يقبل بالإمامة الكهنوتية لتحكمه من جديد بالحديد والنار والخرافات في بواكير القرن الحادي والعشرين.
وأضافت كرمان في كلمة لها بالتزامن مع الذكرى الثامنة لثورة 11 فبراير: "لقد أثبتنا لأنفسنا ولشعبنا وللعالم كله أن إرادة الشعوب لا تقهر وأن المستبد مهما تجبر ومهما تطاول، فإن يومه آت لا ريب فيه وسقوطَه قادم لا محالة وأن الشعب باقٍ والطغاة إلى زوال".
وأكدت كرمان على أن الشعب اليمني الذي ثار على المستبد الداخلي لن يقبل بالوصاية والاحتلال السعودي الإماراتي، ولن يقبل بأدواتهما الإرهابية والانفصالية وأحزمتهما الناسفة، في مدنه وسواحله وجزره واجوائه ومياهه الإقليمية".
وحول دور التحالف في اليمن قالت كرمان: "لقد مرت أربع سنوات من حرب التحالف السعودي الإماراتي في اليمن والتي أدخلت وطننا اليمني في عصر الدويلات وتعدد المليشيات بعد أن تغطت بالشرعية ومواجهة الانقلاب الحوثي".
وذكرت كرمان بأنه حتى قبل الانقلاب المشؤوم في 21 سبتمبر 2014 دعمت السعودية والإمارات المليشيات الحوثية وأسقطوا الدولة وسلموا مقدراتها وجيشها للمليشيا انتقاما من ثورة 11 فبراير.
ولفتت كرمان إلى أن الرعاية الدولية والإقليمية التي قيل إنها ترعى اتفاق نقل السلطة والمرحلة الانتقالية كانت كذبة كبرى سمعها اليمنيون ولم يشاهدوها.
وبحسب كرمان فإن يوجد في أبو ظبي مركز الثورة المضادة لمواجهة الثورة الشعبية اليمنية وقد عملت مع الرياض في هذا الاتجاه وبدلاً من إعادة الشرعية في عاصمتها المؤقتة عدن دعمت السعودية والإمارات بالمال والسلاح مليشيا متمردة انفصالية وإرهابية وقوات خارجة عن سلطة الشرعية وتنازعها سلطتها وتقف في مواجهتها.
وفيما يتعلق بالأزمة الإنسانية الدائرة في البلاد جراء الحرب قالت كرمان بأن سياسة تجويع اليمنيين جزء لا يتجزأ من حرب السعودية والإمارات التي تستهدف اليمن ودولتها ووحدتها وحاضرها ومستقبلها
وتابعت كرمان: "الشعب اليمني تعرض لأسوأ استهداف طال لقمة عيش أبنائه وقوت يومهم مثلما طال دولتهم ومدنهم بالحرب والقصف والموت والدمار".
ومضت كرمان تقول: "الانقلاب الحوثي يعدنا بالعبودية والاحتلال السعودي الإماراتي يعدنا بمهانة تاريخية لن تغفرها لنا الأجيال القادمة إن نحن صمتنا عنها، وقبلنا بها ولم نقاومها ونتصدى لها".
واستطردت كرمان حديثها: "وحدها ثورة فبراير وقيمها والوعي المنبثق منها والقضية التي رفعتها تعدنا بالحرية والاستقلال بالمواطنة والسيادة، بالدولة والوحدة، بالعزة والكرامة والحياة كشعب حرٍ أبي ووطنٍ موحد وآمن ومستقر".
ووجهة كرمان رسائل لاذعة إلى السعودية والإمارات قائلة: "باسم جيل فبراير نقول لكم أنتم تسيئون للأمة العربية كلها بصبيانيتكم المتوهمة وتعتقدون أن بمقدوركم احتلال اليمن وتقسيمه عن طريق إنهاكه بالحرب والفوضى والميليشا".
كما وجهت كرمان رسالة إلى الأحزاب السياسية والمكونات المتخاذلة وقالت: "إن جيل ثورة فبراير الذي تجاوزكم في انتفاضته الشجاعة في 2011 وأثبت لكم عجزكم، هذا الجيل الحي والمتوقد بالإيمان وبالحرية والمواطنة والاستقلال سيتجاوز اليوم عجزكم وارتهانكم في فنادق الرياض وأبو ظبي".
وتعهدت كرمان باستكمال مواجهة الانقلاب الحوثي الإمامي والعبث السعودي الإماراتي معاً وفي آنٍ واحد بذات القدر وبذات الالتزام الأخلاقي والوطني قائلة: "لن نكون عبيداً للانقلاب الكهنوتي الداخلي الذي تسبب به الحوثيون بمبرر مواجهة الاحتلال الخارجي الذي تقوده السعودية والإمارات".
وفي ختام كلمتها أكدت كرمان على مواصلة العمل من أجل تحقيق أهداف الثورة والوصول إلى دولة ديمقراطية تحترم حقوق الإنسان الأساسية وتصونها.
#مباشر كلمة توكل كرمان بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة فبراير المجيدة ..
Posted by Tawakkol Karman on Sunday, February 10, 2019