أعربت جماعات يمنية غير حكومية الأربعاء عن قلقها إزاء تهديد وكالة الغذاء التابعة للأمم المتحدة بتعليق بعض شحنات المساعدات لليمن إذا لم يقم المتمردون الحوثيون بالتحقيق في السرقة والاحتيال في توزيع الغذاء داخل اليمن.

ودعا بيان صادر عن أكثر من 35 مجموعة محلية ومؤسسات خيرية -وفق الأسوشيتدبرس- برنامج الأغذية العالمي للكشف عن "الفساد" الذي تدعي أنه يحيط بعملها الإنساني في اليمن.

وقال البيان: "إن صمت البرنامج حتى الآن يعتبر تواطؤًا مع السلطات لنهب الطعام من أفواه الجياع في اليمن".

واتهم رئيس هيئة المعونة الإنسانية بالأمم المتحدة أمس المتمردين بعرقلة وصول المساعدات الإنسانية من المناطق الخاضعة لسيطرتهم إلى المناطق التى تسيطر عليها الحكومة.

وقال مارك لووكوك في مجلس الأمن الدولي إن المتمردين أبلغوا أيضا الوكالات الإنسانية مؤخرا أن هناك حاجة إلى إشعار قبل 72 ساعة من أي تحركات بدلا من 48 ساعة.

وحث لوكوك جميع أطراف الحرب على السماح بوصول المساعدات الإنسانية الآمنة في الوقت المناسب وبدون معوقات.

وجاء البيان وتعليقات لوبوك بعد أكثر من أسبوع من إعلان برنامج الأغذية العالمي أنه جمع أدلة تبين أن المتمردين قاموا بتحويل شحنات من المواد الغذائية التي تم إرسالها للمساعدة في التخفيف من حدة الأزمة الإنسانية في البلاد.

وهددت وكالة الأمم المتحدة للأغذية بتعليق بعض شحنات المساعدات لليمن إذا لم يقم الحوثيون بالتحقيق ووقف السرقة والاحتيال في توزيع المواد الغذائية، محذرين من أن التعليق سيؤثر على نحو 3 ملايين شخص.

وكان الإنذار النهائي لبرنامج الأغذية العالمي قوياً على نحو غير عادي، مما يؤكد كيف زاد الفساد من خطر المجاعة في اليمن، حيث خلقت الحرب أسوأ أزمة إنسانية في العالم.

وفي رسالة بعث بها إلى زعيم المتمردين عبد الملك الحوثي قال مدير برنامج الأغذية العالمي ديفيد بيسلي في 31 ديسمبر / كانون الأول إن المسح الذي أجرته الوكالة أظهر أن المساعدات لا تصل إلا إلى 40 بالمئة من المستفيدين المؤهلين في العاصمة صنعاء التي يسيطر عليها المتمردون.

وقال بيسلي إن ثلثهم فقط يتلقون مساعدات في معقل صعدة الشمالي للمتمردين.

وجاء في الرسالة: "إذا لم تتصرف خلال 10 أيام فلن يكون أمام برنامج الأغذية العالمي خيار سوى تعليق المساعدة التي تذهب إلى ما يقرب من 3 ملايين شخص وهذا السلوك الإجرامي يجب أن يتوقف على الفور".