[ محمد الربيعي وأسرته - الأناضول ]
أن تكون نازحاً فتلك مأساة يعاني منها آلاف اليمنيين، إلا أن معاناة محمد الربيعي الهارب وأسرته من جحيم الحرب بقريتهم بمحافظة لحج، تتخطى حدود النزوح في ظل إصابة ابنته "إرسال" (10 أعوام) بالسرطان.
استقر المقام بأسرة الربيعي في مخيم بمحافظة مأرب شمال غربي اليمن، بعد رحلة قاسية، وهناك تعيش الأسرة المكونة من 11 فرداً في ظروف صعبة للغاية، يفاقمها عجزه عن علاج ابنته التي تتأخر حالتها الصحية يوماً بعد آخر.
تحدث رب الأسرة محمد الربيعي، للأناضول، عن معاناته والظروف الصعبة التي يعيشونها في مخيم اللجوء، الذي لاذ به بحثاً عن حياة آمنة لأطفاله.
يقول الربيعي :"كنت أعمل مزارعا في قريتي، وبعد محاصرة ميليشيات الحوثي، ولكوني عضو في التجمع اليمني للإصلاح، اضطررت للهرب مع عائلتي من القرية ليلا سيرا على الأقدام، والبحث عن أقرب مخيم للجوء لتوفير الحياة الآمنة لأفراد أسرتي".
ويضيف "توجهنا ليلا عبر الطرق الجبلية وسرنا على الأقدام إلى طريق رئيسي، وركبنا سيارة فوجئنا بأن سائقها من أنصار الحوثيين، فاضطررت لدفع المزيد من المال كي لا يقوم بتسليمنا لنقطة تفتيش تابعة للجماعة".
ويتابع "نزلنا بأطراف محافظة مأرب وتابعنا المسير إلى أن وصلنا للمخيم، بعد ثلاثة أيام من خروجنا من قريتنا".
ويستطرد رب الأسرة "في المخيم افترشنا الأرض ليومين، ولتأمين حاجياتنا الأساسية بعت قطعة ذهب، إلى أن تم تسجيلنا في المخيم وبدأنا نستلم المساعدات التي كانت تأتينا مرة واحدة كل 3 أشهر، والتي بالكاد كانت تكفي للأسرة المكونة من 11 شخصاً".
اضطر الربيعي، كما يقول للأناضول، للعمل باليومية لتأمين القدر الكافي من الغذاء لأسرته ولإرسال أبناءه إلى المدرسة، والتي تبلغ أجرة الذهاب إليها 400 ريال يمني (1.60 دولارا أمريكيا)".
إلا أن كل ما لاقاه الربيعي من معاناة ومشقة، لا يعادل بالنسبة له الألم الذي يعتصره بسبب إصابة ابنته بالسرطان، محملاً جماعة الحوثي المسؤولية لقصفهم المنطقة بالصواريخ، حيث ظهرت تأثيرات القصف في ابنته مسببة لها سرطان بالرقبة، وفق قوله.
نقل الربيعي طفلته إلى عدة مستشفيات بمحافظة لحج، لكن ذلك لم يجد نفعاً في ظل ضعف الإمكانيات هناك، وتأكيد الأطباء على ضرورة نقلها إلى مستشفى صنعاء العاصمة، إلا أن ذلك يتطلب الكثير من النفقات، مع يجعله بالنسبة للربيعي حلماً بعيد المنال.
ويضيف الربيعي أن تأمين العلاج لطفلته يتم من قبل المنظمات الإغاثية التركية، معربا عن شكره لهم وللشعب التركي الذي كان من أوائل المتأهبين لمساعدة الشعب اليمني.
ومنذ اندلاع الحرب الأهلية في اليمن عام 2015، تواصل المنظمات التركية الحكومية والمدنية، تقديم دعمها ومساعداتها الإنسانية لليمن.
وفي مطلع ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أطلقت رئاسة الشؤون الدينية، ووقف الديانة التركي، حملة تبرعات تحمل اسم "لا تبقى صامتاً حيال اليمن".
وأوضحت رئاسة الشؤون الدينية التركية ، أن 22 مليون شخص في اليمن يصارعون من أجل البقاء جراء الجفاف، وفي حال لم يتم إيصال مساعدات إنسانية عاجلة إلى اليمن فسيواجه 11مليون شخص خطر الموت.
وبيّنت أن هناك 2.6 مليون نازح يمني أضطروا إلى ترك منازلهم جراء الاشتباكات، وهم بحاجة عاجلة إلى مأوى.
وفي فبراير/شباط الماضي حذرت منظمة الصحة العالمية من تنامي انتشار السرطان في اليمن، في الوقت الذي يصارع فيه النظام الصحي للبقاء على قيد الحياة.
وقالت المنظمة في بيان نشرته على موقعها آنذاك، إن هناك ثلاثين ألف مريض جديد بالسرطان باليمن كل عام، لا يحصل معظمهم على العلاج بشكل كامل ومناسب.