[ بعض جرحى الحوثيين الذين تم نقلهم إلى مسقط ]
من المتوقع أن يسافر ممثلون عن حركة الحوثي اليمنية إلى السويد في وقت قريب ربما يوم الاثنين لحضور محادثات السلام بعد أن وافق التحالف العسكري الذي تقوده السعودية على نقل جرحى من الحوثيين للعلاج في الخارج مما مهد الطريق لبدء مفاوضات لإنهاء الحرب المستمرة منذ نحو أربع سنوات.
وقال مصدر من الأمم المتحدة لرويترز إن مارتن جريفيث مبعوث الأمم المتحدة الخاص لليمن وصل إلى صنعاء يوم الاثنين لمرافقة مفاوضي جماعة الحوثي إلى السويد. وقالت الحكومة اليمنية المدعومة من السعودية إنها ستسمح للحوثيين بالمشاركة بأول جولة من المحادثات منذ 2016.
وزادت فرص إجراء المحادثات فيما يضغط حلفاء غربيون على السعودية، التي تقود التحالف المناهض للحوثيين المتحالفين مع إيران، بشأن حرب أوقعت ما لا يقل عن عشرة آلاف قتيل ودفعت اليمن إلى شفا المجاعة.
وقال مصدران مطلعان إن المحادثات قد تبدأ يوم الأربعاء بعد أن قام جريفيث بزيارات مكوكية بين الطرفين بهدف إنقاذ جولة سابقة انهارت في سبتمبر أيلول بعدما لم يحضر الحوثيون.
وقد يكون للقوى الغربية، التي تمد التحالف بالسلاح ومعلومات المخابرات، نفوذ أكبر للمطالبة بتحرك بشأن اليمن بعد أن أدى الغضب الذي فجره قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية باسطنبول إلى زيادة التدقيق في أنشطة المملكة بالمنطقة.
ومن المقرر أن يدرس مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع قرارا لإنهاء الدعم للتحالف في الصراع، الذي ينظر إليه على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وغريمتها إيران.
وقال مسؤول من الحوثيين لرويترز إن وفدهم قد يسافر مساء يوم الاثنين أو صباح يوم الثلاثاء. وإضافة إلى طلب نقل الجرحى، طلب الحوثيون ألا يفتش التحالف الطائرة التي ستقل الوفد للمحادثات.
وشاهد مصور لرويترز مجموعة من 50 مقاتلا يدخلون مطار صنعاء لانتظار طائرة تجارية تابعة للأمم المتحدة تنقلهم إلى عمان للعلاج.
وقال التحالف في بيان إنه وافق على الإجلاء ”لدواع إنسانية وضمن إطار بناء الثقة بين الأطراف اليمنية للتمهيد لمفاوضات السويد“ المقرر أن تتركز كذلك على تشكيل هيئة حكم انتقالية.
* تحدي الحديدة
قال محللون إن حضور الطرفين المحادثات سيمثل إنجازا في حد ذاته حتى إذا لم تتحقق نتائج ملموسة في الوقت الذي يواجه فيه جريفيث صعوبات في سعيه للتغلب على انعدام الثقة بين جميع الأطراف.
وقالت إليزابيث كيندال الباحثة في الدراسات العربية والإسلامية بجامعة أوكسفورد ”لا يرغب أي من الطرفين أن يلام على العواقب الوخيمة للمجاعة التي تلوح في الأفق والتي باتت أقرب إلى الواقع... لكن لم يتضح بعد إن كانت الإرادة السياسية متوفرة بالفعل لتقديم التنازلات الضرورية للسلام“.
ويواجه حوالي 8.4 مليون يمني المجاعة على الرغم من أن الأمم المتحدة حذرت من أن هذا الرقم سيرتفع على الأرجح إلى 14 مليونا. ويحتاج ثلاثة أرباع سكان البلد الفقير البالغ عددهم 22 مليون نسمة إلى مساعدات.
وتدخل التحالف في الحرب عام 2015 لإعادة حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي المعترف بها دوليا إلى السلطة، لكنه واجه تعثرا عسكريا رغم التفوق الجوي منذ أن سيطر على مدينة عدن الساحلية في ذلك العام.
ويسيطر الحوثيون، الأكثر خبرة في حرب العصابات، على أغلب المراكز السكانية بما في ذلك العاصمة صنعاء ومدينة الحديدة التي تمثل شريان حياة للملايين والتي أصبحت محور الحرب الآن.
ويأمل جريفيث في التوصل إلى اتفاق بشأن إعادة فتح مطار صنعاء وتأمين صفقة لتبادل السجناء ووقف إطلاق النار في الحديدة كأساس لهدنة أشمل تتضمن وقف ضربات التحالف الجوية التي أودت بحياة آلاف المدنيين والهجمات الصاروخية التي يشنها الحوثيون على المدن السعودية.