قال أعضاء جمهوريون بارزون في مجلس الشيوخ الأميركي إن المجلس قد يصوت خلال أسابيع على تشريع لمعاقبة السعودية بسبب الحرب في اليمن ومقتل الصحفي جمال خاشقجي، في حين وصف أحد الأعضاء ولي العهد السعودي بأنه غير مستقر وغير جدير بالثقة.
وعاد أعضاء الكونغرس الأميركي إلى ممارسة مهامهم أمس الثلاثاء بعد انقطاع لفترة وجيزة بسبب انتخابات التجديد النصفي للكونغرس التي أجريت قبل أسبوع.
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري بوب كوركر لوكالة رويترز للأنباء إن "أعضاء مجلس الشيوخ يبحثون عن طريقة ما ليظهروا للسعودية ازدراءهم لما حدث مع الصحفي (خاشقجي)، وكذلك مخاوفهم بشأن الطريق الذي ذهب فيه اليمن".
وأوضح كوركر أن المجلس قد يصوت قبل نهاية العام على تشريع يسعى إلى وقف كل أشكال الدعم للسعودية في حرب اليمن، مضيفا أنه من الممكن كذلك اقتراح التصويت على إجراءات لمنع مبيعات الأسلحة إلى الرياض.
وبهذا الخصوص، قال كوركر إنه "سيكون من الصعب للغاية إذا ظهرت صفقة أسلحة أن نحميها من الإلغاء، على الأقل في مجلس الشيوخ".
وصرح كوركر بأن معاونيه طلبوا من وزيري الخارجية مايك بومبيو والدفاع جيمس ماتيس ومديرة وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي أي) جينا هاسبل الحضور إلى الكونغرس في أواخر نوفمبر/تشرين الثاني الجاري لتقديم إفادة سرية بشأن الحرب في اليمن ومقتل خاشقجي.
"غير مستقر وغير جدير بالثقة"
من جهته، قال السيناتور الجمهوري البارز ليندسي غراهام إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان "غير مستقر وغير جدير بالثقة"، وإنه يناقش مع أعضاء آخرين في مجلس الشيوخ فرض عقوبات على السعودية بسبب قتل الصحفي جمال خاشقجي.
وصرح غراهام بأنه لا يتوقع أن ينصلح الوضع ما دام محمد بن سلمان في السلطة، لكنه أشار إلى أنه لا توجد لديه ولدى زملائه الذين يشاطرونه الرؤية نفسها خطة عمل محددة بعد.
وفي وقت سابق، صرح السيناتور الجمهوري راند بول بأن الآن هو الوقت الأنسب ليعمل الحزبان الجمهوري والديمقراطي على وقف بيع الأسلحة للسعودية، وقال إنه "لا يخفى على أحد أن لدى السعودية سجلا مقلقا في مجال حقوق الإنسان".
وعلى الرغم من تلك المواقف اللافتة لمشرعين جمهوريين بارزين فقد صوت الجمهوريون أمس الثلاثاء لصالح إيقاف تشريع بإحدى اللجان من شأنه أن ينهي الدعم الأميركي للحرب باليمن.
واحتفظ الجمهوريون بالسيطرة على مجلس الشيوخ في انتخابات التجديد النصفي، لكنهم فقدوا أغلبيتهم في مجلس النواب لصالح الديمقراطيين، وسيبدأ دور الانعقاد الجديد للكونغرس في يناير/كانون الثاني المقبل.
وألمحت الرئيسة المقبلة لمجلس النواب الديمقراطية نانسي بيلوسي إلى أن الأمور قد تتغير عندما يتسلم الديمقراطيون السيطرة على مجلس النواب إن لم يكن قبل ذلك.
وقالت بيلوسي أمس في بيان إنه "يتعين على الكونغرس اتخاذ إجراء حقيقي وفوري لإنهاء هذه الأزمة الإنسانية المروعة (في اليمن)".
وقال مراسل الجزيرة في واشنطن محمد العلمي إنه على الرغم من غياب خطة عمل واضحة لتلك التحركات التشريعية ضد السعودية فإن هناك توجها من الديمقراطيين وشخصيات جمهورية بارزة لاتخاذ إجراءات ضد السعودية أقسى بكثير مما يريده البيت الأبيض.