[ المحلل السياسي اليمني ياسين التميمي ]
قال الكاتب والمحلل السياسي ياسين التميمي، إن لقاء قيادة حزب الاصلاح بولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد في الإمارات، يأتي في إطار رغبة بن زايد، في تجاوز عقدة العزلة الدولية التي وقع فيها شريكه بن سلمان في الرياض.
وذكر التميمي في مقال له، أن أكثر المراقبين تفاؤلاً لم يكن يتوقع تلك الزيارة، خصوصاً بعد أن شحنت الإمارات البيئة السياسية في اليمن بكراهية الإصلاح، وأحدثت الانقسام على أساس الذي لا يتخذ موقفاً عدائياً من الإصلاح والإخوان، فليس مع التحالف.
واعتبر المحلل السياسي اليمني، أن ذلك تطورا نوعيا يؤشر إلى أنه لم يعد أمام تحالف الرياض-أبوظبي من خيارات لاستبقاء حرب اليمن كأحد الوسائل الفعالة لإعادة صياغة مستقبل المنطقة بما يتفق مع إستراتيجية تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي الذي تتحكم فيه تل أبيب وواشنطن.
وأشار إلى أن الضغوط الهائلة على هذا التحالف والتي تعاظمت بعد مأزق مقتل خاشقجي الذي يلتف حول عنق الأسرة المالكة السعودية كحبل المشنقة، هو الذي يدفع بالتحالف إلى تثبيت الفارق الإستراتيجي في حرب اليمن لصالح هذا التحالف والمعسكر المرتبط به حتى لو كان ضمن هذا المعسكر أعداء من صنف الإصلاح والإخوان المسلمين والسروريين.
ويرى التميمي، أن مبرر وجود رئيس الإصلاح وأمينه العام في لقاء بن زايد مع وزير الخارجية البريطاني الذي جاء أصلاً لبحث ملف الحرب في اليمن ما يستدعي لقاء مغلقاً في الأساس، هو حاجة بن زايد لأن يظهر بأنه يحارب في اليمن ومن خلفه كل المكونات بمن فيهم قادة حزب الإصلاح الذي استأجر بن زايد قتلة إسرائيليين وأمريكيين لاغتيالهم في عدن وتعز والمحافظات الجنوبية، على حد وصفه.
وبحسب الكاتب التميمي، فإن إحدى دوافع اللقاء قد تكون إبقاء هذه الجريمة تحت السيطرة، من خلال إخراج الإصلاح من دائرة الاتهام الإماراتية السعودية له بالأخونة، وإطلاق سراح قادته عبر إضافة عاصمة عربية جديدة يمكن أن ينتقلوا عبرها ضمن المساحة المتاحة لهم في مرحلة الحرب.