قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي إنه لن يسمح بالاقتتال في جنوب اليمن، محذرا من سيناريو تكرار الانقلاب في صنعاء داخل عدن مرة أخرى.
 
وأكد هادي في كلمة له بمناسبة العيد الخامس والخمسين لذكرى ثورة 14 أكتوبر 1963 إن الثورة تحل في ظل ظروف مشابهة، حيث يهيمن الحوثي على الشمال ويريد العودة باليمنيين إلى الصفر، بينما تسعى قوى أخرى للهيمنة في الجنوب وإعادة الوضع في اليمن إلى ما قبل ثورتي سبتمبر وأكتوبر.
 
وقال هادي إن ما يجري في صنعاء لن يتكرر في الجنوب، وطالب بالابتعاد عن تكرار سيناريو صنعاء في عدن، محملا الحوثيين وحزب الله المسؤولية، مشيرا إلى أن بيروت تحتضن قناتي المسيرة وعدن لايف مثلما تشجع الحوثيين ومن يعملون في بيروت، وفق تعبيره.
 
وأضاف: "ما أشبه الليلة بالبارجة وأرجو إلى هنا ويتوقف الحال". وتطرق في كلمته أيضا إلى الحزام الأمني في المحافظات الجنوبية، وهي الأحزمة التي أنشأتها الإمارات، وقال"حزام أمني هنا وهناك، وهذا دحباشي، هذا ماضي، وإذا رجعتم للماضي ستندمون ولا أريد أن أكشف الماضي"، مردفا بالقول: "حاولت اليوم أن أخاطبكم مباشرة للعودة إلى التأريخ فالتاريح لا يرحم".
 
وأشار إلى أن إيران تريد أن تبني الإمبراطورية الفارسية، وكشف أن المعتقلين في صنعاء من الحرس الثوري وحزب الله أكدوا عند التحقيق معهم أنهم جزء من امتداد الإمبراطورية الفارسية التي تسعى إلى التمدد نحو البحر الأحمر.
 
وقال بأنه طرح هذا الكلام على السعوديين، وأبلغهم أن إيران ترفض المبادرة الخليجية وتعمل ليل نهار على إلغائها وتقول لن تسمح بإنجاح المبادرة الخليجية.
 
وقال هادي إنه تحمل المسؤولية في ظرف لا يستيطع أحد أن يتحملها، عندما كانت صنعاء مقسمة إلى متارس والبنك لا توجد فيه إلا مئة مليون ونصف دولار لا تكفي للمشتقات النفطية.
 
وأضاف مخاطبا الشعب: لا تنسوا أن مجلس الأمن عقد في صنعاء تحت رئاسة رئيس الجمهورية، وهذا يحصل لأول مرة في تاريخ الأمم المتحدة، وعندما كان نصدر قرارا كانوا يؤديونه في اليوم الثاني، وهذا لم يحصل إلا في اليمن وليس في أي دولة ثانية".
 
وقال هادي إنه لن يسمح بتكرار العراقيل التي حصلت أثناء مؤتمر الحوار الوطني بصنعاء، مذكرا بكلامه حين قال أثناء المؤتمر إن القضية الجنوبية هي المرجعية لكافة القضايا اليمنية.
 
 
وكشف هادي بأنه تعرض لأربع محاولات اغتيال في صنعاء، لكنه نجا منها، قائلا "لن أقول بشجاعتي ولكن هو قدر من الإله".
 
وناشد هادي الشعب وقال بأن "مخرجات الحوار الوطني هي المخرج الوحيد لمستقبلكم وأمنكم ونضالكم لأن الشعب لن يستيطع أن يبني أمن واستقرار بدون ما تكون كل شريحة في المجتمع تحصل على حقها"، وقال بأن "المركزية المقيتة التي كانت في صنعاء هي من شطر ومزق اليمن شمالا وجنوبا ولن أسمح بعودتها".
 
وأردف: "اتفقنا في الحوار الوطني على بناء اليمن الجديد من ستة أقاليم ونسير على هذا الطريق العادل لأبناء الجنوب وشمال الشمال والمناطق الوسطية، ولن نتراجع عن تنفيذ مخرحات الحوار الوطني، وكان هذا اتفاقنا مع كلٍّ من روسيا وبريطانيا وفرنسا وأمريكا والصين وهي الخمس الدول التي تؤيد مخرجات الحوار الوطني ورئيس الجمهورية عبدربه منصور هادي".
 
وعن الوضع الاقتصادي قال هادي مخاطبا الشعب: "أريدكم أن تتحملوا وأن تصبروا والأزمة الاقتصادية الأخيرة كانت  مرتبطة بحاجتين أن تسقط الشرعية في الحرب أو أن تسقط اقتصاديا".
 
وحذر هادي من فكرة العودة باليمن إلى ما قبل الاستقلال، وقال "أي طرف يقدر يفكر يعيد اليمن إلى ما قبل الاستقلال وإلى حكم الكهنوت الإمامي فهذا مستحيل لأن الشعب اليمني قد شب على الطوق وثورة التكنولوجيا لا تستطيع أن تقنع حتى راعي الغنم بما جرى".
 
وأكد أن العالم تغير وعلى الشعب اليمني أن يتغير والنصر يمضي في كل الجبهات، موجها تحياته للمقاومة  والضباط الذين يقودون النصر وإسقاط الحوثي في صنعاء، مشيرا إلى أن هناك وحدات عسكرية تتسابق في عدة محاور لرفع علم الجمهورية على مران.