[ الشيخ علي سالم الحريزي - وكيل محافظة المهرة السابق لشؤون الصحراء ]
أكد وكيل محافظة المهرة السابق الشيخ علي سالم الحريزي، أنّ مذكرة الاعتقال الموجهة إليه من قادة التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، "لا تعنيه"، ولن توقف مسيرة الاحتجاجات الشعبية في المحافظة اليمنية ضد الوجود السعودي، وما أسماها "المشاريع الاستعمارية".
وفي أول مقابلة صحافية عقب مذكرة اعتقاله، بسبب وقوفه إلى جانب المحتجين ضد الوجود السعودي في المحافظة، قال الحريزي، في حوار مع "العربي الجديد"، اليوم الأربعاء، إنّ "على السعودية الرحيل من المحافظة ووقف مشاريعها"، لافتاً إلى أنّه "على الحكومة الشرعية أن يكون لها موقف حازم حيال ما يقوم به التحالف من ممارسات احتلالية في البلاد".
وبشأن مذكرة اعتقاله قال الحريزي إنه علم بها من خلال وسائل الإعلام: "وكنت أتوقع إجراءً من هذا القبيل من قبل التحالف، وهي مذكرة لا تعنيني مطلقاً"، وفقا لقوله.
وكشف الحريزي أن توجيهات اعتقاله "ليست من القيادات العسكرية اليمنية أو الحكومة الشرعية، وإنّما من قيادة التحالف وتحديداً السعودية والإمارات، التي تحتل الجنوب، وهذه المذكرة سببها كشفنا الحقائق للعالم، وهي أنّ السعودية والإمارات أصبحتا دولتين محتلتين؛ الإمارات تحتل الجنوب ولا تسمح للرئيس (عبد ربه منصور هادي) بالإقامة فيها كما لا تسمح باستخدام الميناء والمطار، وأيضاً في حضرموت هناك ضباط إماراتيون، هم الذين يديرون حضرموت الساحل".
وأشار الحريزي إلى محاولات سعودية لثنيه عن موقفه الداعم للإحتجاجات في المهرة قائلا: "وصلتني عدة رسائل من قائد القوات المشتركة الأمير تركي بن فهد، ودُعيت لزيارة السعودية، لكنني رفضت، لأنني لا أتبعهم، أنا لدي قيادة يمنية هي من تطلب مني ما تريد، لكن أنا لا أتبع القيادة السعودية حتى أنفذ ما يريدون".
وتابع الحريزي: "في المهرة؛ لدينا احتلالا سعوديا، وقد اكتشفنا أخيراً بدء القوات السعودية العمل على طريق سيتم عبره مد أنبوب للنفط بدون أي تنسيق مع الدولة اليمنية سواء حكومة شرعية أم سلطة محلية، وللأسف الشديد أقولها إنّ التحالف يتعامل معنا كـ"حيوانات وليس بشر"، وبالتالي نحن رفعنا الصوت ورفضنا هذه الإجراءات وسنستمر بذلك لأنّنا بشر وهذه أرضنا، وعلى السعوديين أن يتوقفوا عن هذه المشاريع الاستعمارية".
وأشار الحريزي إلى انه إذا كان وصف أبناء المهرة للتحالف "بالمحتلين قد أزعجهم، ووجهوا القيادات العسكرية اليمنية في حضرموت باعتقالي، فعليهم أن يرحلوا من المحافظة ويوقفوا أطماعهم، ولن يكونوا بعد ذلك محتلين".
ووجه الحريزي تساؤلا للحكومة الشرعية: "هل يعقل أن يتم إعادة إعمار اليمن بدءاً من منطقة الخرخير الواقعة في الربع الخالي؟. هذا كلام غير معقول ونحن أمام مؤامرة كبيرة وعلينا أن ننتبه لها، ومستعدون للتضحية بكل ما نملك في سبيل حماية أرضنا، وإذا كانوا صادقين في عملية إعادة الإعمار، فهناك مناطق تضررت ودمّرت من الحرب، فلماذا لا يقومون بإعادة إعمارها؟".
وردا على سؤال: كيف ستتصرف إذا ما تم العمل على تطبيق مذكرة الاعتقال بحقك؟. قال الحريزي: أنا أحترم قادتنا العسكريين اليمنيين، وأنا عميد في الجيش، ولا أعتقد أنّ القادة اليمنيين سيحاولون القيام بمثل هذا الأمر، لأنّهم يعملون أنني على حق.
وتابع: "أنا من هنا أنصح هؤلاء القادة بأن يفكّروا فيما يحدث، وبأننا أمام احتلال، وأنّ هذا هو وطننا وعلينا جميعاً الدفاع عنه، عليهم أن يعرفوا بأننا سنكون عوناً للتحالف عندما يكون عوناً لنا، وسنكون ضده إذا انحرف عن أهدافه وتحول ضدنا، هذا وطننا وليس لعبة".
وأضاف الحريزي: أنصح الأخوة في السعودية بأن يتوقفوا عن هذه الممارسات في المهرة، وهم أمام خيارين: إما التوقف عن هذه الإجراءات والتواجد غير المقبول، إما الدخول في إبادة جماعية لأننا لن نسكت أو نرضخ للتهديدات، كما أوجه نداء للقيادة الشرعية بأن تقول كلمة حق، فنحن لسنا ضد مصالح السعودية لكن ليس بهذه الطريقة.
ودعا الحريزي في مقابلته مع "العربي الجديد" "كل أبناء محافظة المهرة إلى تنفيذ اعتصامات ومظاهرات وأن ألا يستسلموا إطلاقاً، وأشد على أياديهم للاستمرار في الاعتصامات والمطالبة برحيل الاحتلال".
ونوه الحريزي إلى أن "أبناء المهرة قبائل متامسكة، ولا يوجد سوى مجموعة قليلة متمترسة مع قوات الاحتلال، وهؤلاء لا يؤثرون على عموم الناس في المحافظة".
وأكد الحريزي على مطالب أبناء المحافظة المتمثلة "برحيل القوات السعودية، ووقف أي مشاريع استعمارية تضر بالسيادة اليمنية"، مشددا على "استمرار الاحتجاجات حتى تحقيق هذه المطالب".