[ أرشيفية ]
قبل يوم من بدء شعائر الحج انطلق ناصر محمود فجرا وتحمل مشقة صعود جبل النور، متلمسا ذات الطريق الذي كان النبي محمد يسلكه قبل أكثر من 1400 عام للوصول إلى غار حراء الواقع على ارتفاع نحو 700 متر.
قبل نزول رسالة الإسلام، كان النبي محمد يتردد على هذا الغار الصغير، الذي يبعد نحو أربعة كيلومترات من الحرم المكي، للاختلاء بنفسه لفترات كانت تصل في بعض الأحيان إلى شهر.
يقول محمود (68 عاما) وهو أمريكي من أصل هندي جاء إلى مكة لأداء مناسك الحج لرويترز ”هذا شعور لا يوصف. شعور غامر إذ نرى كيف كان تأثير النبي على هذا العالم. هذا هو المكان الذي بدأ فيه كل شيء، إنه مكان متواضع للغاية، فلا يمكنك حتى الوقوف هناك“.
وقال ابنه عبد المجيد (34 عاما) ”إنه ارتفاع شاهق لذا يجب أن تكون على دراية بدرجات الحرارة. لقد بدأنا في وقت مبكر من صباح اليوم للتأكد من أننا نتجنب درجات الحرارة المرتفعة، عليك أن تجلب ما يكفي من الإمدادات وأن تكون على علم بارتفاع الجبل. لكن يجب أيضا أن تكون حذرا حتى لا تنزلق أو تسقط“.
ورغم أن زيارة غار حراء ليست جزءا من مناسك الحج ورغم صعوبة صعود الجبل، يحرص بعض الحجاج على القيام بهذه الرحلة الشاقة إلى الغار كي يتلمسوا خطى الرسول ويروا المكان الذي نزل فيه الوحي عليه.
وقال الحاج عبد الله (40 عاما) وهو من الصومال أثناء تسلق الجبل للوصول إلى الغار ”أنا هنا لزيارة جبل النور. أنا سعيد حقا لأنها المرة الأولى. سوف أذهب إلى هناك في الغار لأداء الصلاة“.
وأضاف عبد الله لرويترز ”أريد تجربة ما مر به النبي محمد واتسلق هذا الجبل المرتفع وأشعر أيضا ببركة هذا الغار. أشعر بالحماس الشديد حقا“.
تستغرق رحلة الصعود إلى قمة الجبل نحو 40 دقيقة لكنها قد تستغرق وقتا أطول بسبب التضاريس الوعرة والحر القائظ وبحسب قدرة الزائر على مواصلة الصعود.
يحاول الحاج محمد (56 عاما) الذي جاء من تركيا التعبير عن مشاعره قائلا ”هذه هي المرة الثانية لتسلق الجبل. لا أستطيع أن أصف شعوري وأنا أمر بنفس الطريق الذي كان يسلكه نبينا. أحمد الله على أن منحني فرصة أخرى للقدوم إلى هنا“.
محمد رحيم (37 عاما) نيوزيلندي من أصل باكستاني جاء مع زوجته لأداء مناسك الحج وقال لرويترز بعد أن وصل إلى قمة جبل النور ”هذه المرة الأولى التي أصعد فيها الجبل وهو أمر يمثل تحديا لكننا قمنا به الحمد لله. شيء عظيم أن نمر بما قام به النبي في هذا الجو“.
وأضاف ”أقوم بهذه الرحلة في هذا الجو وأتخيل عندما لم تكن هناك درجات سلم وكان النبي يصعد إلى هنا.. ينتابني شعور غامر... أفكر في كل الصعاب التي تحملها النبي من أجلنا وأحاول أن أستشعر بعضا من هذه الصعاب“.