[ توكل كرمان ]
استغربت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، من صمت الرئيس عبدربه منصور هادي وحكومته من مقتل اثنين من نازحي الحديدة في عدن من قبل قوات تدعمها الإمارات.
وقالت كرمان في صفحتها على الفيسبوك "الرئيس في عدن، وعلى مسافة قليلة من معتقله الجديد في قصر المعاشيق قتلت ميليشيات الإمارات اثنين من نازحي الحديدة وجرحت العديد منهم". وأضافت "هذه الجريمة الفظيعة يفترض أن يهتز لها عرش العالم قبل عرش اليمنيين".
وتابعت "قتلت ميليشيات الإمارات وأثناء تواجد الرئيس في الأيام القلية ثلاثة من الخطباء ضمن سلسلة قتل الخطباء الذين لا يروقون للإمارات، واستبدالهم بآخرين من فصيلة هاني بن بريك الموالي لها".
وأردفت "ومع أن وجود الرئيس والحكومة في عدن يقدم تطمينا للشعب ويعد أمرا بالغ الأهمية، إلا أنه سيبقى مجرد معتقل داخلي ولن يفرق كثيرا عن معتقله في الرياض طالما ظلت قوات الاحتلال الإماراتي السعودي تستولي على المطارات والموانئ والمنافذ والمؤسسات الأمنية والعسكرية وتبقيها بيدها وبيد ميليشياتها".
وقالت "الرئيس في عدن، هذا أمر جيد، طالبنا به كثيرا، لكن عليه أن يشرع في الخطوة التالية"، مضيفة "عليك سيادة الرئيس أن تتوقف عن الإشادة بقرار تدخل التحالف وأنهم تدخلوا لمساندة حربك من أجل استعادة الشرعية، فهذا فضلا عن كونه غير صحيح، إذ إنهم من أعلنوا الحرب وسمعتها معنا من القنوات ووكالات الأنباء، فهو يشرعن لعبثهم الحاصل في اليمن، ويمكّنهم من المضي في الاستمرار وارتكاب المزيد، والأسوأ من ذلك يفقدك كل أوراق الضغط".
وخاطبت الناشطة اليمنية، الرئيس هادي قائلة "توقف عن تقديم الإشادة، وطالبهم الآن بتسليم كل المؤسسات في المناطق المحررة من سيطرة الحوثي، بما فيها تمكينك من مصادر النفط والغاز قبل أن تطالب بتحرير المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الحوثيين، والتي فضلا عن كونها إذا حررت من سيطرتهم فلغير سلطتك وخارج شرعيتك، فسيضع العالم الآلاف من الخطوط الحمراء أمام اقتحامها كما فعل في الحديدة، ومعه كل المبررات وكامل الحجة في ذلك، إذ كيف يمنح الرضى والمشروعية الدولية لحرب تفضي إلى تسليم المناطق لانقلابيين جدد وهيمنة ووصاية خليجية"، في إشارة منها إلى قوات طارق صالح التي تدعمها الإمارات.
وقالت "افعل ذلك سيادة الرئيس كإستراتيجية وحيدة لاستعادة الدولة وتمكين الشرعية، وإلا فستبقى مجرد مشرعن لعبثهم الكبير في اليمن من عدن كما كنت من الرياض".
وأضافت "هم قوات احتلال وهيمنة ووصاية، أنت تعلم ذلك، مثلما نعلم أن مشروعهم غير اليمن الاتحادي الديمقراطي الذي يمثل جوهر الشرعية المتوافق عليه، بل اليمن الذي يبدو عليه الآن في الأرض الواسعة التي لم تعد تحت سيطرة الحوثيين".
واستطردت بالقول "حتى الذين يرفضون اعتبار التحالف قوات احتلال والتعامل معه بناء على هذا الأساس ويطالبون عوضا عن ذلك بإصلاح طبيعة العلاقة بين الشرعية وبينه، يقرون أن التحالف هو من يقود المعركة وتفاصيلها ومخرجاتها، ويتخذ منفرداً كافة القرارات لترتيب المناطق، وإلا لماذا يطالبون بإصلاح طبيعة العلاقة؟
وختمت حديثها قائلة "هؤلاء يقرون ضمنيا أن للتحالف مشروعا آخر غير مشروع الشرعية المتمثل باليمن الاتحادي الديمقراطي، وغير تمكينها وبسط سلطتها في المناطق التي حررها أو سيحررها من سيطرة الحوثيين، وإلا لماذا يجزعون من اختلال طبيعة العلاقة؟