[ تسببت الحرب بنزوح واسع في مناطق الصراع داخل اليمن ]
قالت مجموعة الأزمات الدولية التي تتخذ من بلجيكا مقرا لها إن اليمن قد يتحول إلى ساحة معركة بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران، إضافة إلى سوريا، مما ينذر بعنف متصاعد في المنطقة التي تعاني أصلا من صراع أعمق يشمل القوى الإقليمية والدولية.
ووصفت المجموعة في تقرير لها نشرته نيوزويك الأمريكية الوضع بأنه بات على الزناد بين أمريكا وإيران وحلفائهما بالمنطقة، محذرة من أن يؤدي التصعيد بينهما إلى المواجهة المباشرة أو غير المباشرة أو بشكل عام إلى تصعيد إقليمي خطير.
وذكرت المجموعة بأن هناك تسع نقاط اشتعال بدرجات متفاوتة من الشدة وأغلبها هي الحرجة في جميع أنحاء الشرق الأوسط ومحيطه.
وفي بيانها أعلنت المجموعة أنها تنفذ مشروعا تم إطلاقه في أواخر العام 2017م لرصد حالة التوتر في المنطقة، ويتضمن نقاط اشتعال في بلدين مختلفين هما اليمن وسوريا وتم تعيينهما حاليا إلى النقطة الحرجة.
ففي اليمن تصل المعركة في الحديدة إلى نقطة اللاعودة والصواريخ الباليستية الحوثية ضد المملكة العربية السعودية آخذة في الارتفاع، و كذلك الأمر في مرتفعات الجولان، حيث الخطورة المتبادلة بين إسرائيل وايران.
وتقول المجموعة إن الحرب في اليمن تسببت بالفعل في ما وصفته الأمم المتحدة بأنه "أسوأ أزمة إنسانية في العالم".
وتطرقت لتطورات الأوضاع في اليمن منذ العام 2011م حينما أطاحت الثورة الشعبية بالرئيس السابق علي عبدالله صالح وصولا إلى حركة التمرد التي قامت بها جماعة الحوثي في اليمن نهاية العام 2014م.
وقالت إن السعودية المجاورة لليمن تنطر إلى الحوثيين كقوة تابعة لإيران، التي ترعى الميليشيات الشيعية في الشرق الأوسط، وجمعت حلفاءها للقيام بتدخل هائل ضد حكومة الحوثي.
وتشير إلى أن إيران تنكر صلتها العسكرية بالحوثيين على الرغم من انحيازها السياسي إليهم إلى حد كبير، لكن الولايات المتحدة وإسرائيل انضمتا إلى السعودية في اتهام إيران بتزويد المتمردين اليمنيين بالصواريخ البالستية التي يطلقونها مرارًا على القوات السعودية المدعومة وعلى المملكة نفسها.
وأوضحت بأن الحملة الجوية المدمرة التي شنتها المملكة العربية السعودية فشلت إلى حد كبير في كسر الجمود الدموي بين قوات الحكومة الموالية لليمن والكتلة الحوثية، غير أن هذا يمكن أن يتغير مع زعم التحالف الذي تقوده السعودية أنه سيطر على مدينة الحديدة الوحيدة التي يسيطر عليها الحوثيون، وفق المجموعة.
وحذرت مجموعة الأزمات الدولية من أن مثل هذه المعركة الحاسمة يمكن أن تؤدي إلى اتخاذ تدابير صارمة من الجانبين.
وقالت بأنها أدرجت نقاط "حرجة" أخرى في مدن صعدة اليمنية، حيث زعم التحالف الذي تقوده السعودية أنه أسر وقتل أعضاء في حزب الله الشيعي اللبناني المدعوم من إيران، وفي مضيق باب المندب حيث يتمركز الحوثيون ويهددون بقصف السفن والمواقع العسكرية السعودية.