[ جنود موالون للحكومة اليمنية في الحديدة ]
قال مركز أبحاث العولمة (CRG) إن إلحاق المعاناة الجماعية بالمدنيين هو الهدف الرئيسي للهجوم على ميناء الحديدة اليمني والذي يمثل شريان الحياة الرئيسي للغذاء والوقود والدواء لما لا يقل عن 70 في المائة من السكان في بلد يعتمد على الواردات لما يصل إلى 90 في المائة من طعامه، معتبرا أن الهدف من ذلك هو تجويع الشعب اليمني الفقير ودفعه للخضوع.
ووصف المركز المعركة في الحديدة بأنها الأكثر دموية منذ شن التحالف العربي حربه في اليمن للاطاحة بحكم الحوثيين وإعادة الرئيس عبدربه منصور هادي المدعوم من الرياض إلى الحكم، وأكد أن حصار ميناء الحديدة في السابق من قبل الإمارات والسعودية تسبب في المجاعة لأكثر من ربع مليون من السكان اليمنيين.
وأضاف: "في غضون أكثر من ثلاث سنوات على بدء الحرب ، قُتل ما لا يقل عن 13000 شخص، الغالبية العظمى منهم كانوا ضحايا مدنيين للغارات الجوية السعودية، إلا أن الخسائر الناجمة عن قطع الغذاء والدواء وتدمير البنية التحتية الأساسية الناجمة عن الحصار والحرب الجوية التي قادتها السعودية كانت أعلى بشكل كبير.
وقال بإنه خلال العام الماضي تعرض نحو 50000 طفل يمني - أي ما يقرب من 1000 طفل كل أسبوع وفقاً لمنظمة إنقاذ الطفولة، بينما أصيب نحو مليون من اليمنيين بالكوليرا، وكجزء من الاستعدادات لهجوم الحديدة ، قصفت الطائرات الحربية السعودية عيادة للكوليرا يديرها أطباء بلا حدود، وفق المركز.
ووصف المركز هذه الحرب الشاملة ضد شعب بأكمله بتلك التي قام بها هتلر في ثلاثة أرباع قبل قرن من الزمان، قائلا بأنها ستكون مستحيلة بدون الدعم المستمر العسكري والسياسي للإمبريالية الأمريكية منذ بدايتها.
وقال الموقع الذي نقل ما نشره الموقع بوست إن الولايات المتحدة مع حلفائها الرئيسيين في الناتو وهما المملكة المتحدة وفرنسا زودت السعودية والإمارات بالطائرات والسفن الحربية والقنابل والصواريخ والقذائف المستخدمة لتدمير اليمن وذبح شعبها.
وذكر بإنه خلال السنوات الثماني التي قضاها الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما في منصبه باع بأكثر من 115 مليار دولار أسلحة إلى الديكتاتورية الملكية في الرياض، أما إدارة ترامب التي سعت إلى إقامة محور معادٍ لإيران مع السعودية وغيرها من مشيخات النفط في الخليج وإسرائيل، فقد تصل صفقات الأسلحة مع الرياض إلى 110 مليار دولار.
وأوضح بأن وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) قدمت مساعدات مباشرة لا غنى عنها للهجوم الذي قادته السعودية، كتزويد طائرات التحالف بالوقود، وكذلك تقديم ضباط المخابرات الأمريكية المتواجدين في الرياض الدعم اللوجستي، إضافة لنشر القبعات الخضراء الأمريكية مع القوات البرية السعودية للمساعدة في عملياتها المناهضة لليمن تحت شعار "الحرب على الإرهاب".
وقال بإن إدارة ترامب أعطت الضوء الأخضر للحصار الحالي للحديدة في شكل بيان من وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو الذي قال بأنه تحدث مع حكام الإمارات العربية المتحدة و "أوضح رغبتنا في معالجة مخاوفهم الأمنية"، بينما أفاد مسؤولون في البنتاغون بأن ضباطًا أمريكيين يساعدون في اختيار الأهداف في المدينة الساحلية.
وأضاف المركز: بالنظر إلى حجم الكارثة المتكشفة في اليمن والدور الإجرامي الذي تقوم به الحكومة الأمريكية، فمن الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام الأمريكية قد تجاهلت إلى حد كبير حصار الحديدة ، كما فعلت مع الحصار الأمريكي الذي أدى إلى تحويل المدن في الموصل بالعراق والرقة في سوريا إلى أنقاض، مما أسفر عن مقتل عشرات الآلاف.
وذكر بأن اليمن يمثل علامة على الوضع العالمي بعد ثلاثة عقود من تفكك الاتحاد السوفييتي الذي أطلق فترة من الحرب المستمرة والعنف الإمبريالي غير المقيد.
وانتقد المركز تعامل وسائل الإعلام الأمريكية مع توجهات واشنطن في حرب اليمن، وقالت إن افتتاحية التايمز والواشنطن بوست اللاتي اتهمت واشنطن بالتواطؤ في حرب اليمن لها أهمية قانونية لا يمكن إنكارها، حيث أن التواطؤ يعني أن شخصًا ما يُحاسب جنائياً بسبب المساعدة والتحريض على ارتكاب جريمة.
وتواصل الصحيفة: في حالة اليمن يكون التواطؤ مع جرائم حرب على نطاق تاريخي عالمي لم يكن ليُرتكب أبداً دون مساعدة وتحريض الإمبريالية الأمريكية.
وأردفت: "استنادًا إلى المبادئ والمعايير القانونية المستخدمة في محاكمات نورمبرغ التي أرسلت القادة الناجين من الرايخ الثالث لهتلر إلى المشنقة أو السجن، فهناك الكثيرون في واشنطن الذين يجب أن يواجهوا اليوم المحاكمة ومصير الحياة في السجن أو ما هو أسوأ بالنسبة للجرائم ارتكبت في اليمن".
وواصلت: "وهذا لا يشمل فقط ترامب، وأولئك الذين يشاركون بشكل مباشر في الفظائع اليمنية كبومبيو وزير الخارجية، وزير الدفاع جيمس "ماد دوغ" ماتيس، ونيكي هالي مندوب واشنطن في الأمم المتحدة وغيرهم من كبار المسؤولين في الجيش وأجهزة الاستخبارات، ولكن أيضا أسلافهم مثل باراك أوباما، جون كيري واشتون كارتر وسوزان رايس وغيرهم من المسؤولين عن بدء الدعم الأمريكي للحرب التي تقودها السعودية.
يقول مركز الأبحاث أيضا:واستناداً إلى سابقة نورمبرج، فإن المديرين التنفيذيين لشركات مثل لوكهيد مارتن ، وبوينغ ورايثيون الذين جعلوا المليارات من توريد الأسلحة المستخدمة لقتل رجال ونساء وأطفال يمنيين، سيحاكمون بالمثل، شأنه شأن القادة السياسيين لكلا الحزبين الرئيسيين، فقد دعموا سياسة الولايات المتحدة وممثلي وسائل الإعلام التي تعمل بوقاحة كأداة للدعاية للحرب.
وإلى جانبهم في رصيف المتهمين المزدحم ، يجب أن يتم تخصيص الغرفة لنظرائهم البريطانيين من حكومتي رئيس الوزراء تيريزا ماي وديفيد كاميرون إلى جانب مسؤولي السياسة الخارجية والجيش والمخابرات، بالإضافة إلى تجار الأسلحة البريطانيين الذين لديهم جني أرباحاً هائلة من حمام الدم في اليمن.
------------------------------------
مركز أبحاث العولمة (CRG) هو منظمة مستقلة غير ربحية للبحوث والإعلام مقرها في مونتريال، وتعمل من مقاطعة كيبيك الكندية.
وبالإضافة إلى مواقع البحث العالمية، يشارك المركز في نشر الكتب ودعم المشاريع الإنسانية بالإضافة إلى أنشطة التوعية التعليمية بما في ذلك تنظيم المؤتمرات والمحاضرات العامة، كما يعمل المركز كمركز بحث في القضايا الاقتصادية والجيوسياسية الحاسمة.
*يمكن العودة للمادة الأصل على الرابط هنا
*ترجمة خاصة بالموقع بوست.