[ الحرب في اليمن ولدت العديد من المآسي ]
قال الباحث في المعهد الشرقي للأكاديمية التشيكية للعلوم في براغ كيفن شوارتز إن العملية التي تقودها السعودية والإمارات العربية المتحدة لإعادة السيطرة على مدينة الحديدة التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون تمثل فصلا مأساويا في الحرب الأهلية في اليمن، معتبرا ذلك هو النتيجة المتوقعة بالكامل لتواطؤ عدة دول غربية في هجوم متعدد الدول جعل اليمن أكبر كارثة إنسانية في العالم.
واعتبر شوارتز في تحليل نشرته مجلة (counterpunch) - ترجمه الموقع بوست - إن الهجوم الأخير على الحديدة هو في حد ذاته وظيفة دعم للأسلحة الغربية وميزة للبرمجة السياسية الغربية منذ فترة طويلة والتي دعمت هجوم التحالف على البلاد منذ بدء حملة القصف في عام 2015.
وقال: "على مدى السنوات العديدة الماضية، تمتلك كل من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا جميع مبيعات الأسلحة الخفيفة وبعثات إعادة التزود بالوقود، وتوجيهات القوات الخاصة للتحالف مع القليل من الشروط".
وتابع: توجد القوات الفرنسية الخاصة بالفعل على الأرض، وتقوم الولايات المتحدة بتوفير الذخيرة، وإعادة تزويد الطائرات بالوقود لمساعدة التحالف، ومنذ بداية الحملة التي قادتها السعودية في اليمن أدت نتائج الأسلحة والدعم الأمريكي والفرنسي والبريطاني إلى تفجير الجنازات وحفلات الزفاف والأسواق والمستشفيات والمدارس وغيرها من الأماكن العامة التي يسكنها المدنيون.
وقال شوارتز وهو زميل أبحاث في مكتبة الكونغرس في الولايات المتحدة وأستاذ زائر في الأكاديمية البحرية الأمريكية إن الضربات العشوائية التي نفذها التحالف العربي كقصفه لمقر منظمة أطباء بلا حدود قد تكون بمثابة جرائم حرب استخدمت فيها الذخيرة الفرنسية والأمريكية والبريطانية.
وأضاف قائلا: يرى بعض المراقبين ما إذا كانت هذه الأفعال المدمرة تنبع من استهداف هادف، أو مجرد استخدام لتكنولوجيا الأسلحة الغربية المتطورة، ولكن التردد الذي لا يزال يتعرض له غير المحاربين، والقدرة الإنتاجية المدنية، وسلاسل إمدادات الغذاء يبدو متعمدا.
واعتبر الرواية المستمرة في العواصم الغربية التي تتهم إيران بأنها وراء جميع الأزمات في الشرق الأوسط، وهو الموقف الذي عززه وجود دعاة تغيير النظام المخلصين في إدارة ترامب يمنح التحالف الذي تقوده السعودية الغطاء السياسي السهل لمحاربة المتمردين الحوثيين باعتبارهم مجرد وكلاء إيرانيين يخدمون طموحات إيران الإقليمية.
وقال: رغم الادعاء بأن المتمردين الحوثيين هم وكلاء إيران فهذا الاتهام لا زال يشكل معضلة، وقد طعن فيه خبراء ومسؤولون حكوميون على حد سواء، وأضاف: "السرد المتأصل لرواية اليد الخفية لإيران باعتباره المحرك الرئيسي وراء القوى المعرقلة في الشرق الأوسط يجعل من الصعب بشكل متزايد استجواب التحالف العربي لمهاجمته اليمن".
وانتقد الباحث مواقف المسؤولين الغربيين مما يجري في اليمن، وقال إنهم يعبرون عن قلقهم مما يجري في اليمن، ويطالبون بضبط النفس، ومع ذلك استمر تدفق الأسلحة للتحالف العربي والإذعان السياسي للتحالف، وتبين ذلك أيضا من بالرفض الأمريكي والبريطاني لقرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة الداعي إلى إنهاء الأعمال العدائية في البلاد.
وقال: "هذا لا ينكر كيف أن الإجراءات الحوثية قد أضافت إلى عدد القتلى المدنيين بإطلاق المدفعية على المدن اليمنية، واستخدام الألغام الأرضية، والسجن التعسفي للنشطاء والصحفيين، لكن كان الأحرى هو الاعتراف باستعداد الدول الغربية لدعم تحالف يبقى السبب الرئيسي في وقوع ضحايا مدنيين وأطفال في الصراع من خلال استخدام العنف غير المتناسب والعشوائي تجاه أي شخص في طريقه.
وتطرق الباحث للمواقف الدولية المزدوجة تجاه ملفات الشرق الأوسط، وقال: في حين أن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا قد شعرتا بالتزام أخلاقي للتدخل في سوريا بعد هجوم كيميائي مروع، لا يتمتع اليمنيون بالحماية نفسها لمعاناتهم، فعلى سبيل المثال برّرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الضربات السورية بالإشارة إلى "لقد فعلنا ذلك لأننا نعتقد أن ذلك هو الشيء الصحيح الذي ينبغي عمله"، ومع ذلك ومنذ بداية الحملة التي تقودها السعودية في اليمن زادت مشتريات المملكة العربية السعودية من السلاح بنسبة 500 في المئة.
ووفقا للباحث فإن تواطؤ الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا في تدمير اليمن يستمر في الحديدة، وختم تحليله بالقول: مما لا شك فيه أن البلدان التي تختار الدعم العسكري وتحرض سياسيا على قصف أفقر بلد في الشرق الأوسط تنطلق من حصولها على المكاسب من مبيعات السلاح ويبدو ذلك أهم لها بكثير من الحياة اليمنية.