أبرزت الصحافة العالمية، اشتعال جبهات القتال في محافظة تعز، وفرار العديد من المتمردين الحوثيين وحلفائهم من عناصر الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، وأكدت على أهمية عودة الرئيس اليمني عبد ربه منصور إلى عدن، ومبادرته الفورية إلى الإشراف على عمليات تحرير المحافظة، في إطار ما وصف بعمليات عسكرية كبرى، يجمع المراقبون على أنها تشكل تحولاً نوعياً في حرب اليمن، وأنها تستحق اهتمام العالم بجدارة.
وقالت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، إن عودة الرئيس اليمني الشرعي إلى عدن، اقترنت بمبادرته الفورية لمتابعة عمليات تحرير المحافظة، التي اشتعل القتال في جبهات عديدة بها، وتم تحرير العديد من مناطقها. وأشارت الصحيفة إلى احتدام المعارك في نقاط التماس بين محافظتي لحج الجنوبية وتعز الشمالية، وهو ما كان المراقبون العسكريون قد توقعوه، وأشاروا إلى انتظارهم للمعارك، تعد الأولى من نوعها في حرب اليمن.
تطور نوعي
ونقلت عن مساعدي الرئيس اليمني، قولهم إن عودة السلطة الشرعية هي بداية لتطور نوعي، وتمهيد لتحقيق مقومات الاستقرار في المرحلة المقبلة، بعد إكمال مهام التحرير التي يتوقع أن تتوج بتحرير العاصمة اليمنية صنعاء.
وأشار المساعدون إلى أن الرئيس هادي سيعقد سلسلة من الاجتماعات مع المسؤولين العسكريين والأمنيين لمتابعة الموقف الأمني، والإشراف على إدماج قوات المقامة الشعبية اليمنية مع الجيش الوطني وقوات الأمن.
ورصد المراقبون في غضون ذلك، استخدام المتمردين الحوثيين للألغام في أكثر من قطاع، في محاولات يائسة من جانبهم لعرقلة تقدم قوات الجيش الوطني اليمني والمقاومة الشعبية المدعومة من جانب التحالف العربي.
ونقلت الصحيفة البريطانية عن متحدثين باسم منظمة «هيومن رايتس ووتش»، قولهم إن معظمهم ضحايا هذه الألغام التي زرعها المتمردون، هم من المدنيين، وأن استخدامها أسفر عن قتل 12 مدنياً وإصابة تسعة غيرهم. وأعادت المنظمة إلى الأذهان، أن المدنيين يشكلون ما يزيد على نصف ضحايا الحرب، البالغ عددهم 5600 شخص منذ تصاعدها في مارس الماضي.
وقال ستيف غوز مراقب الأسلحة في المنظمة: «الحوثيون يقتلون ويشوهون المدنيين، باستخدامهم المتعمد للألغام الأرضية، والألغام المضادة للأفراد، تعد أسلحة تفتقر إلى التمييز، لا ينبغي استخدامها تحت أي ظرف من الظروف».
تصعيد غير مسبوق
ومن ناحية أخرى، أشارت صحيفة «واشنطن بوست» الأميركية، إلى تصاعد القتال في محافظة تعز، وقالت إن المعارك الدائرة حالياً غير مسبوقة في المراحل السابقة من حرب اليمن، الذي شهد قتالاً محتدماً في مختلف أرجائه، ويتوقع أن يشهد المزيد في المستقبل القريب.
وحذرت الصحيفة الأميركية، من ناحية أخرى، من خطورة الأوضاع الصحية في اليمن، التي يتزامن ترديها مع تصاعد القتال، وقالت إن عدد اليمنيين الذين لا يحصلون على مياه الشرب النظيفة، قد تضاعف تقريباً منذ بداية الحرب، ويبذل أكثر من 20 مليون يمني جهوداً مستميتة للحصول على ما يكفي من مياه الشرب.
وتابعت الصحيفة أن خبراء الأمم المتحدة، يحذرون من أن الملاريا تنتشر في مناطق عدة في اليمن، وتودي بحياة المئات من الأشخاص، لأن الكثيرين من المدنيين يجبرون على شرب مياه غير مخزنة بالطريقة الصحيحة، وتفتقر للمقومات الصحية. وقال هؤلاء الخبراء، إنه إذا لم يتم تخفيف حدة هذا النقص في مياه الشرب، ستنتشر أوبئة واسعة النطاق، وسيلقى الكثيرون حتفهم.
ونقلت الصحيفة الأميركية، عن أحمد سعد الدين رئيس بعثة منظمة الصحة العالمية إلى اليمن، قوله: «إننا نتوقع وفاة الكثيرين، إذا ظلت وضعية المياه في اليمن دونما تغيير يذكر».
وذكرت «واشنطن بوست»، أن مشكلات المياه تتجاوز البنية التحتية اليمنية، وأن محطات الطاقة وخطوط الكهرباء قد تعرضت لأضرار جسيمة، الأمر الذي عرقل قدرة البلديات على ضخ المياه للسكان. وأصبح وقود الديزل المستخدم لمولدات الطوارئ، نادراً، بسبب صعوبات نقله إلى المناطق التي ينشب فيها القتال.
الحرب المنسية
وعلى صعيد أخير، أكدت مجلة «إيكومنومست» البريطانية، أن حرب اليمن، التي أطلق عليها المراقبون في وقت من الأوقات، لقب «الحرب المنسية»، تستحق الآن عن جدارة، اهتمام العالم كله، وذلك بعد تصاعد القتال في العديد من المحافظات اليمنية، وخاصة محافظة تعز، في الوقت الذي يهيمن الغموض على كل ما يتعلق بمفاوضات السلام اليمنية، التي التزم المسؤولون الدوليون الذين يتابعونها بالصمت المطلق بشأنها، خلال الأيام القليلة الماضية. وحذرت المجلة البريطانية، من أنه مع نهاية الحرب في اليمن، قد لا تكون هناك الكثير من المقومات التي تشكل عناصر انطلاق الحياة في هذا البلد مجدداً.
وقالت إن القتال ينطلق على مهل باتجاه الشمال، مع تصاعد جهود تحرير محافظات اليمن، وانتزاعها من قبضة الحوثيين وحلفائهم. ويزداد وضوحاً، الطابع الدموي للاشتباكات، حيث يتعمد الحوثيون وحلفاؤهم استهداف المدنيين.
ترجمة البيان الاماراتية
