[ محافظ عدن الراحل الشهيد جعفر سعد ]
كشفت زوجة محافظ عدن الأسبق، الشهيد جعفر محمد سعد "كوثر شاذلي" أن من تآمروا على زوجها وقتلوه قاموا لاحقاً بتنفيذ مخطط استهداف كبير لمقاومة عدن وشبابها وتدميرهم والزج بهم في السجون.
وأضافت "شاذلي" في مقالها المتزامن مع ذكرى مولد زوجها، أن "هناك من يحاول التستر على قتلة زوجها وطي صفحته".
وذكرت شاذلي أن عدن وأبناءها باتوا يعانون عقب الحرب لصالح أطراف أخرى وأن عدن وأبناءها باتوا يتعرضون لكل صنوف التهميش والحرمان والمصادرة.
وخاطبت القيادات الجنوبية على الساحة قائلةً،" أنا منحازة لعدن ولا أنكر فهي ليست تهمة أتبرأ منها، ولا أتقبل فكرة عدم الانحياز إذا كان مفادها إلا أنحاز لعدن مدينتي التي حولتموها لقرية وغابة صراع الكائنات المدججة بآلات القمع والدمار.
وتابعت، "مهما حاولتم طي صفحة جعفر لن تفلحوا فجعفر وشم في الضمير والقلوب والذاكرة .. ومهما حاولتم القفز فوق دماء شهدائنا وجرحانا لن تفلحوا وإن وضعتم أيديكم في أيدي الجناة وتسترتم على القتلة فلن تكونوا بمنأى عن حساب الله والتاريخ وإن زيفتموه كعادتكم.. فبين عدن وأبنائها رباط لا ينفصم".
وقالت إن "من ضحوا بحياتهم من أجل عدن وافتدوها بدمائهم، أبناؤها الذين ذادوا عنها وكان آخرها في 2015 لو نسيتم وقت أن هرب الكثيرون ولجؤوا إلى بيوتهم وقراهم أبناءها"، وأضافت "هل تتذكرونهم يتقاسمون الآلي وطلقات الرصاص بينهم دفاعا عن عدن أمام جحافل الغزو وقناصيه؛ فمن نجا منهم من القتل داسته العنصرية والتهميش والإهمال".
وتحدثت الشاذلي عن أوضاع جرحى التحرير والذين خلت منهم قوائم الترقيم والمعاشات للجيش والشرطة والأحزمة وامتلأت بذوي القربى وحواشيكم القادمة بعد انتصار عدن، فيما زج كثر من أبناء عدن ومقاوميها وحراكييها الحقيقيين بعد النصر في السجون والمعتقلات ربما بتهمة الدفاع عن عدن.
وأوضحت،" لقد عاد قناصو أبنائنا وشبابنا وقتلة رجالنا اليوم على أيديكم أعدتموهم بأمر واجب النفاذ، فعن أي جنوب تتحدثون، غنائمكم تضاعف السلطة، الثروة والمناصب والأرض وما عليها لكم وحدكم أنتم المتصرفون ورثة عدن والجنوب فمادا بقي؟ ومن تحاربون؟؟ أأهل عدن تحاربون؟ كنا نعرف من نحارب ونناضل من أجل أن يترك لنا عدن وجنوبنا وأهله واليوم لا ندري لماذا بعتم نصر عدن الذي لم تشاركوا فيه ولماذا بعتم دماء شهدائنا وأضرمتم النار مجددا في قلوبنا بأي مقابل.
وكان محافظ عدن الأسبق جعفر محمد سعد قد تعرض للاغتيال مطلع ديسمبر/ كانون الأول من العام 2015 عبر استهدافه بسيارة مفخخة عقب الخروج من مسكنه، ليعلن عقب ذلك تنظيم داعش الإرهابي تبنيه للعملية، ومن ثم تم تعيين الشخصيتين القادمتين من صلب الحراك الجنوبي الانفصالي والمعروف بولائه لإيران، عيدروس الزُبيدي محافظاً وشلال شائع مديراً للأمن.
وسبق لمدير أمن عدن شلال شائع أن أعلن عن القبض على قتلة المحافظ جعفر، ليمضي أكثر من عام على ذلك التصريح دون أن يتم الكشف عن مصير القتلة او تحويلهم للمحاكمة.
وتجدر الإشارة إلى أن حرم المحافظ جعفر، هي الأخرى تحدثت في فعالية تأبين ذكرى اغتيال زوجها والتي نظمتها الحكومة في ديسمبر من العام 2017، وطالبت خلال حديثها بالكشف عن مصير قتلته إن كانت إدارة أمن عدن فعلا قد قبضت عليهم.
ويرى مراقبون بأن إعلان شائع القبض عن قتلة المحافظ جعفر والذي لم يكن على علاقة جيدة بدولة الإمارات ذات النفوذ الكبير بالمحافظات الجنوبية، يشير إلى أن عملية التصفية كانت مدبرة أكثر من كونها إرهابية، فنائب وزير الداخلية اللواء علي ناصر لخشع هو الآخر رفض التصريح عقب فعالية التأبين متحججاً بأن شلال شائع هو من أعلن القبض على قتلة المحافظ جعفر وهو المسؤول عن ذلك التصريح.