أثار إعلان مقتل القيادي الحوثي صالح الصماد رئيس ما يسمى بـ "المجلس السياسي للحوثيين"  اليوم الاثنين، تساؤلات اليمنيين على شبكات التواصل الاجتماعي.
 
وتوالت ردود أفعال اليمنيين حول ملابسات مقتل القيادي الحوثي الصماد، رغم إعلان ميلشيات الحوثي الانقلابية مقتله بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي في مدينة الحديدة، غربي اليمن.
 
التخلص من الرجل
 
الكاتب والصحافي اليمني محمد المياحي، قال إن الصماد قتل من الأرض، وهذه حقيقة مؤكدة"، مشيرا إلى أن مقاتلات التحالف لا تستهدف قادة الانقلاب وليس لديها خطّة بذلك"، وقال "لو كان لدى التحالف نوايا حقيقية لاستهداف قادة الانقلاب لكان فعلها منذ بداية الحرب، ولما تبقى قيادي واحد منهم حتّى اللحظة".
 
وأضاف، "منذ ثلاثة أعوام وقيادات الحوثي تسرح وتمرح ولم يصب أحد منهم بأذى، بينما يستهدف التحالف كلّ مكان ويغضّ طرفه عن الصماد ومحمد الحوثي وأبو علي الحاكم كل مرّة"، وقال"أما صالح الصماد فهو مجرد واجهة فارغة بحسب إفادة الكثير حول دور الرجل الهامشي في قرار السلم والحرب وصلاحياته الشكلية في إدارة المدن التي يسيطرون عليها.
 
وتابع "كل المؤشرات تؤكد أن مقتل الصماد، تم عبر أصابع داخلية في صفوف الجماعة، صراع الهاشميين فيما بينهم، هاشميو صعدة وصنعاء، القادمون من الجبل والساكنون في المدن، فعادة السلالة تدير خلافاتها .
 
وقال "كل ما في الأمر أن الجماعة أرادت التخلص من الرجل عن طريق استخدام التحالف كغطاء لفعل الجريمة، وإذا لم يصدر التحالف أي إفادة بكونه استهدف موكبا يشتبه بأنه لشخصية كبيرة في الجماعة فإن فرضية تصفيته من قبل الحوثيين أنفسهم تزداد ثباتا، وتكشف بوضوح تآكل معسكر العصابة من الداخل".
 
تصفية
 
الباحث اليمني معن دماج شارك المياحي بتصفية الصماد من قبل الحوثيين وقال "إعلان الجماعة اليوم عن مصرع الصماد في غارة جوية للتحالف الخميس الماضي، أمر يصعب تصديقه".
 
وأضاف دماج "كيف بقى أربعة أيام من دون أن يتسرب خبره عبر الحوثيين أو الناس عموما ودون أن تكتشفه وتعلنه أحد أجهزة المخابرات الدولية والإقليمية".
 
وتابع أن "بث تلفزيون الحوثيين بالأمس صور زيارة الصماد لدائرة التصنيع العسكري، يبرز فرضية التصفية نتيجة صراع أجنحة أو أمر آخر"، وقال "في كل الأحوال هذه ضربة كبيرة للحوثية".
 
باعوه للتحالف
 
بسيم جناني الإعلامي والناشط  في الحديدة قال " لم يتم تصفية الصماد وإنما باعوه للتحالف"، مشيرا إلى أن تحديد موقع الصماد وتحركاته واختيار التوقيت الذي يكون فيه بمفرده ولا وجود لقيادات أخرى بجانبه ليس مجرد صدفة.
 
فبركة
 
الإعلامي عبدالله الحرازي اتهم جماعة الحوثيين بتصفية الصماد وقال "تصوير موكب محترق في بلد كله مدمر ويتعرض للقصف على مدار الساعة، لا يثبت أو ينفى شيئا" .
 
وأضاف "عموماً ذات الفبركة بتصوير مكان وسبب وطريقة مقتل الرئيس السابق صالح على يد مليشيا الحوثي، وقال "مشكلة الحوثيين أنهم جاؤوا متأخرين جدا في زمن تطورت فيه الدراما كثيرا".
 
صراح أجنحة
 
‏أما السكرتير الصحفي للرئيس السابق صالح نبيل الصوفي تحدث عن صراع أجنحة داخل جماعة الحوثيين، وقال الصماد "كاد ينجح سياسيا بالتحالف مع صالح، لكن الجماعة أغرته بالدولة بدل المشرع السياسي فخان شراكته مع صالح".
 
وأضاف الصوفي، "صراع المصالح داخل الجماعة أكل حلفاءها واليوم يأكلها هي"، وقال "في الساحل الغربي وفي أسبوعين قتل أبو صلاح القوبري وأبو صلاح الصماد".
 
ليس من ذوي الولايات الكبرى
 
محافظ المحويت صالح سميع، بدوره قال إن "مقتل الصماد كونه المطلوب رقم اثنين لقائمة التحالف العربي، رغم أنه ليس واحدا من القيادة الخفية الفعلية كونه في حقيقة الأمر ليس من ذوي الولايات العامة الكبرى كما هو الفكر السلالي العنصري، إلا أن هلاكه يمثل هزيمة لزعيم الجماعة، لها ما بعدها من الهزائم".
 
وغرد الصحفي صدام أبو عاصم ساخرا، إن "القيادي الحوثي الصماد قتل في غارة خاطئة للتحالف"، كونه أول قيادي كبير في جماعة الحوثي يقتل بغارة لمقاتلات التحالف العربي الذي دائما ما تستهدف مدنيين.
 
حسابات خاصة
 
فيما الصحفي عامر الدميني قال إن "التحالف لم يقتل الصماد، وقتله الحوثيون بأنفسهم لحسابات خاصة بهم".
 
وأضاف الدميني "شخصية قيادية كالصماد قامت بالعديد من الأنشطة سابقا، ولم يصل لها التحالف أبدا، فكيف وصل لها اليوم، ولماذا تأخر التحالف عن إعلان مقتل الصماد حتى أعلن الحوثيون".
 
وتابع "خبر مقتل الصماد كان له مصدر وحيد وهو قنوات الحوثيين ووسائل إعلامهم فقط، وبقية وسائل الإعلام اليمنية والعربية والدولية نقلت عنهم"، مشيرا إلى أن هناك تغريدات عن أنشطة الصماد في موقع المسيرة على تويتر وجرى حذفها لاحقا.
 
ولفت إلى أن موقع المسيرة نت، الناطق بلسانهم نشر خبر العاشرة صباحا، أن الصماد زار ورش التصنيع العسكري التابعة للجماعة ولا زال الخبر موجودا في موقعهم، ثم ذكرت وكالة سبأ اليوم أن الصماد قتل في 19 أبريل.