[ توكل كرمان ]
وصفت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، تصريحات ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لصحيفة التايم الأمريكية بالمرتبكة والمتناقضة، وذلك تعقيبا على تصريحاته بوسائل إعلام أمريكية اتهم فيها جماعة الاخوان المسلمين بالارهاب.
وقالت كرمان في منشور بصفحتها على فيسبوك "من العجائب التي قالها محمد بن سلمان لمجلة التايم الأمريكية: لو نظرت إلى أي إرهابي فستجد أنه كان من الإخوان المسلمين ، قال ايضا ان السعودية لا تنشر أي أيديولوجيا متطرفة.
واضافت كرمان مخاطبة بن سلمان "اسمع يا بن سلمان، السعودية لا تنشر ايديولوجيا متطرفة فحسب بل تمثل المصدر الاساس لها في العالم، احتفظت بالريادة والسبق في هذا الميدان منذ نشأت الدولة السعودية الأولى، حين جرى التحالف مع محمد بن عبدالوهاب ولايزال".
وقالت "منذ ذلك الحين والسعودية لا تنشر سوى الفكر المتطرف، يليها في المرتبة ايران منذ ان حل نظام الملالي حاكما على ايران بعد قرون من سبقكم واحتكاركم لميدان التطرف".
وتابعت "سنعرف الارهابي في شقه السني إذاً -دون أي داعي للتردد - بأنه شخص يستخدم القوة لفرض فكره الوهابي".
وأردفت "ما دمنا في معرض المقارنة بين افكار الحركات ذات الخلفية الدينية ومدى علاقتها بالإرهاب قرباً او بعداً فسنقول بثقة ولدينا ما يكفي من الأدلة التي لا نحتاج اليها ولن يطالبنا احد بها، فقد غدى الأمر -حسب قولها - من المسلمات العالمية أن الفكر الوهابي هو الفكر الارهابي وليس الفكر الاخواني، ومن انحرفوا عن الفكر الاخواني الى الارهاب فقد حدث ذلك نتيجة لاختراق الفكر الوهابي المتدفق من السعودية اليهم بفعل المال والنفوذ والقوة الناعمة للمملكة، التي وظفت الاماكن المقدسة ومن خلفها محيطات النفط لنشر وفرض ايديولوجيتها الوهابية المتطرفة.
وخاطبت كرمان الذين راهنوا على بن سلمان لإنجاز أي اصلاح يذكر قائلة "مادام وبن سلمان هذا لا يعترف ابتداء ان السعودية تنشر الفكر المتطرف وتتبناه منذ ولادتها وحتى بلغت من العمر عتيا فستظل المشكلة قائمة، ويحق لنا جميعا ان نطرح علامات استفهام كبيرة، ما هو الاصلاح السياسي والفكري الذي يعدنا به بن سلمان اذا كان لا يتشارك معنا هذه الحقيقة، مشيرة حقيقة أن بلده تورطت لعقود طويلة في تبني الفكر المتطرف جداً وسخرت امكانات واسعة لبثه الى كل الأرجاء.
وقالت "طالما ينكر بن سلمان ابتداء ان الوهابية التي تبنتها بلده فكراً متطرف يستوطن دماغ اي ارهابي أولاً ليتمنطق الحزام الناسف ويقود السيارات المفخخة تالياً، ويختبئ وراء فرية ان كل ارهابي كان اخوانياً، وكاد يقول ان السلفية مدرسة للتنوير والتعايش والاعتدال والقبول بالآخر، مادام والحال كذلك فلن يفعل شيئاً لتفكيك بنية التطرف وتجفيف ينابيع الارهاب".
وذكرت ان بن سلمان تحدى في حديثه للتايم الامريكية أن تكون السعودية قدمت تمويلا او دعماً لأي ارهابي، واقر مرارا انها قدمت الدعم المالي والمساندة للاخوان، بتوافق غربي، لمناهضة الشيوعية، إبان الحرب الباردة .
وقالت "مرة اخرى اسمع يا بن سلمان: اما ان المملكة دعمت الارهاب بسخاء حين دعمت الاخوان او ان الاخوان ليسوا ارهابيين، الحديث على هذا النحو منطقي للغاية فاختر اهون الشرين.
وحول تصريحه أن الاخوان أحد اضلاع مثلث الشر، ضلعاه الاخران ايران والتنظيمات الارهابية، قالت كرمان "هو هنا يقر صراحة ومن غير ان يدرك ان الاخوان شيء والتنظيمات الارهابية شيء آخر".
وتابعت "برر لمنحه ايران أحد اضلاع المثلث بأنها تسعى لتعميم سلطة المرشد تطبيقا لمقولة الامام الغائب الذي يمهد نظام الملالي لظهوره بتصدير فكرهم وبسط نفوذهم بالقوة، اما التنظيمات الارهابية فلأنهم يسعون لحكم العالم بالقوة والعنف وفق رؤيتهم المتطرفة للإسلام".
"أما الاخوان فلأنهم يسعون للوصول للحكم باستغلال الديمقراطية، ليتمكن مرشدهم في نهاية المطاف من حكم البلدان" قالت كرمان "هكذا قال عن الاخوان الذين منحهم الضلع الثالث في مثلث الشر".
وأردفت "هذا اعتراف مباشر آخر بأنهم ليسوا ارهابيين باعتبار الارهاب في أصدق تعريفاته استخدام القوة للوصول الى الحكم او لتحقيق الاهداف السياسية بالمعنى الأوسع".
واستطردت "حسب بن سلمان، فهم لا يستخدمون القوة للوصول للحكم بل صناديق الاقتراع ويراهنون على الآلية الديمقراطية للوصول بمرشدهم لحكم البلدان".
وقالت كرمان، "ما الضير في ذلك إذاً، واين الارهاب من القصة، طالما الناس من سيقررون مصير الاخوان في السلطة لا قوتهم، هذا ان جاريناه في القول أن للإخوان مرشد واحد تدين له حركات وتنظميات الاسلام السياسي الموزعة على البلدان، والذين يتحينون فرصة الديمقراطية لاقناع الناس بجعله حاكما لبلدانهم المتحدة، سنوافقكم الرأي وسنفترض ان ذلك سيحدث ، في ظل الديمقراطية التي سيستغلها الاخوان سنشهد بلدان متحدة يحكمها مرشد الاخوان ، اين هو الشر إذاً ، ومن هم ضحاياه ، هل هناك آخرون غير بن سلمان وامثاله الذين سيفقدون الحكم وسيفقد الغرب بدوره بفقدهم عملائه وعبيده في المنطقة.
واضافت "تصريحات بن سلمان الوجلة والمرتبكة والمتناقضة تكشف أن لديه خصم آخر غير الارهاب وعدو آخر غير التطرف".
وقالت إن "بن سلمان، يخاف من الديمقراطية التي ستنتج حكام يتنافسون على الحكم عبر الصناديق ، لا يتوارثونه عن آبائهم ، ومن الحركات والتنظيمات التي تملك حظا اكثر للوصول للحكم باستخدام هذه الآليات الديمقراطية".
وذكرت أن بن سلمان يرى الاخوان الاوفر حظا الآن فناصبهم العداء، وحين يرى في الافق من يتداول معهم الحظ ويمتلك نفس الفرصة سيناصبه ذات العداء، حتى ولو كان علمانيا او قوميا او ملحداً او لا دينيا.
وأشارت إلى أن كل حديث بن سلمان في امريكا تقريبا عن الاخوان والارهاب، عبر تصريحات يناقض اولها آخرها.
وقالت "انفق معظم تصريحاته ليحذر من الاخوان ومن الديمقراطية التي ستجلبهم الى الحكم، ان سمح لها مرة اخرى ان ترى النور في المنطقة ، على غرار ما حدث لبعض الدول ابان الربيع العربي المغدور به".
وختمت كرمان حديثها بالقول "واضح أن بن سلمان مصاب بعقدة الربيع، تتملكه عقدة مزمنة خشية ان يعاود الربيع الكرة، ولكنه لا يقدم شيئاً للوقاية من تلك العودة ، ولذا سيعاود الكرة بالضرورة، ولا مناص ، مادام هناك حكام يزعمون أن شراء يخت بنصف مليار دولار شأن شخصي وأن الارض والثروة ملكاً خاصا لعائلاتهم، والحكم حكرا عليهم، والناس في المحصلة عبيد وأقنان وخدام يمتلكونهم فيما يمتلكون".