قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إنه بذل جهودا كبيرة لدى المؤسسة الدينية من أجل إقناعها بأن القيود المفروضة على المرأة ليست من الإسلام، واعترف في مقابلة مع "واشنطن بوست" بأن هناك مؤيدين كثيرين للإصلاحات التي قام بها.
 
 وجاءت تصريحاته في لقاء مع محرري "واشنطن بوست" ليس للنشر، وفي آخر يوم من زيارته إلى واشنطن، حيث سيبدأ جولة في عدد من المدن الأمريكية تستمر لعدة أسابيع، وسمحت السفارة السعودية في واشنطن بنشر بعض ما دار في اللقاء، بما يخدم التقرير الذي أعدته كارين دي يونغ.
 
 ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن ابن سلمان نفى أن يكون تفاخر أمام ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد بأن جارد كوشنر بات في جيبه، وعلق قائلا إن من "الجنون" تبادل معلومات أمنية سرية مع صهر الرئيس، أو استخدامه للتأثير على الإدارة الأمريكية.
 
 وتنقل الصحيفة عن ولي العهد، قوله إن هذا النوع من العلاقة "لن يساعدنا" و"ليس موجودا"، مؤكدا أن عملية الاعتقال شأن محلي، ويحضر له منذ سنوات.
 
 وتورد الكاتبة نقلا عن ابن سلمان قوله عن علاقته مع كوشنر: "مع أننا نعمل بصفتنا أصدقاء وشركاء"، إلا أن العلاقة تظل ضمن إطار العلاقات بين حكومة وحكومة، مؤكدا أن علاقته جيدة مع نائب الرئيس الأمريكي مايك بينس وغيره من المسؤولين في البيت الأبيض.
 
 ويلفت التقرير إلى أن هذه المقابلة جاءت في اليوم الأخير من زيارته لواشنطن، حيث أجاب على أسئلة تتعلق بالحرب في اليمن، وعلاقة السعودية مع الجارة إيران، وأجندته الإصلاحية، وحقوق الإنسان، وخططه لإنشاء مفاعل نووي.
 
 وتذكر الصحيفة أن ولي العهد التقى يوم الثلاثاء مع الرئيس ترامب وعدد من قادة الكونغرس، وبعضهم من نقاد الحرب في اليمن، والتقى يوم الخميس في وزارة الدفاع مع جيمس ماتيس، مستدركة بأن أهم ما في رحلته هي جولته التي تستمر ثلاثة أسابيع في عدد من مدن الولايات المتحدة، مثل بوسطن ونيويورك وسياتل وسيلكون ولوس أنجلوس وهيوستون.
 
 وتستدرك دي يونغ بأنه رغم تأكيد الرئيس الأمريكي أهمية الصفقات العسكرية، إلا أن الأمير شدد على أهمية الاستثمار الذي يبحث عنه، والحصول على ثقة المستثمرين الأمريكيين، خاصة في قطاع التكنولوجيا والتعليم، لافتة إلى أن الصين وروسيا تتنافسان على بناء مفاعلات نووية في السعودية، لكن الولايات المتحدة قلقة من مسالة تخصيب اليورانيوم.
 
 ويفيد التقرير بأن ابن سلمان شدد في مقابلته مع محطة "سي بي أس"، التي بثت يوم الأحد، على أن بلاده ستحصل على القنبلة النووية في حال طورت إيران واحدة.

وتنقل الصحيفة عن ابن سلمان، قوله إن ما يهم السعودية هو تخصيب اليورانيوم في الداخل بدلا من استيراده، مشيرا إلى أن بلاده تملك نسبة 5% من احتياط اليورانيوم في العالم، وأضاف: "لو لم نستخدمه فسيكون مثل منعنا من استخراج النفط"، وقال إنه ستتم دعوة الولايات المتحدة لتضع قوانين وبنى، والتأكد من عدم إساءة استخدام اليورانيوم.
 
 وتنوه الكاتبة إلى أن ابن سلمان تحدث عن منظور النمو الاقتصادي في منطقة الشرق الأوسط، قائلا إنها قد تكون "أوروبا القادمة"، وتحدث عن  النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، حيث طلب ترامب من كوشنر التقدم بخطة مع مبعوثه الخاص جيسون غرينبلات، وعندما سيتم إعداد الخطة تأمل الولايات المتحدة أن تقوم السعودية والدول العربية بإقناع الفلسطينيين بقبولها، لافتة إلى أن الموقف السعودي الرسمي هو أن أي حل مرتبط بدولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية، فيما يقول القادة العرب إن اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل جعل من الحل صعبا.
 
 وبحسب التقرير، فإن ابن سلمان قال عن حرب اليمن، إن بلاده لم "تفوت أي فرصة" لتحسين الظروف الإنسانية، مع أن منظمات حقوق الإنسان والمشرعين الأمريكيين قالوا إن القصف الجوي السعودي كان وراء مقتل حوالي 5 آلاف مدني، وقال ولي العهد: "لا توجد هناك خيارات جيدة، بل سيئة، بل بين سيئ وأسوأ".
 
 وتقول الصحيفة إن ابن سلمان زعم أنه بذل جهدا كبيرا لإقناع المؤسسة الدينية بأن القيود المفروضة على المرأة ليست جزءا من التعاليم الإسلامية، وقال: "أعتقد ان الإسلام عقلاني وبسيط، لكن البعض يحاول اختطافه"، مضيفا أن الحوارات مع المؤسسة الدينية كانت طويلة، ولهذا السبب "يزيد حلفاؤنا داخل المؤسسة يوما بعد يوم".
 
 وتفيد دي يونغ بأن ابن سلمان تحدث عن الدور السعودي في نشر الوهابية، التي يتهمها البعض بأنها مصدر للإرهاب العالمي، قائلا إن الاستثمار في المدارس والمساجد حول العالم مرتبط بالحرب الباردة، عندما طلبت الدول الحليفة من السعودية استخدام مالها لمنع تقدم الاتحاد السوفييتي في دول العالم الإسلامي.
 
 وتختم "واشنطن بوست" تقريرها بالإشارة إلى أن ابن سلمان قال إن الحكومات السعودية المتعاقبة فقدت المسار، والآن "نريد العودة إلى الطريق"، والتمويل يأتي الآن من "مؤسسات" سعودية وليس الحكومة.