[ ارشيفية ]
مع التقدم الميداني المستمر لقوات الجيش اليمني المدعومة من التحالف العربي في عدد من الجبهات على حساب الحوثيين، تثار تساؤلات كثيرة حول أسباب هذا التقدم السريع وعلاقته بتداعيات مقتل الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح وانضمام قوات من الحرس الجمهوري لقوات الشرعية باليمن.
وخلق مقتل الرئيس الراحل علي صالح في 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي بالعاصمة صنعاء على يد مليشيات الحوثي، حالة إرباك كبيرة لدى جميع الأطراف وفي مقدمتهم حزب صالح المؤتمر الشعبي العام والتحالف العربي والحكومة اليمنية والحوثيين أنفسهم أيضا.
وكانت دول التحالف العربي بقيادة السعودية -وبالذات دولة الإمارات العربية المتحدة التي تعد القوة الثانية في التحالف- تراهن كثيرا على صالح وحزب المؤتمر الشعبي العام الذي يتزعمه، في تغير مسار الحرب بشكل كلي من خلال الانقلاب على الحوثيين وعقد تسوية جديدة معه.
وبعد مقتله دفعت قيادة الجيش اليمني المدعوم من التحالف بتعزيزات عسكرية ضخمة، بينها مصفحات ودبابات وعدد من العربات العسكرية إلى مختلف جبهات القتال مع الحوثيين، وأسفرت المواجهات في الأيام والأسابيع القليلة الماضية عن تقدم كبير وسريع للجيش والمقاومة.
تقدّم وأسباب
وجاء التقدّم تحت غطاء جوي كثيف لطيران التحالف الداعم للشرعية، وكان اللافت استعادة الجيش والمقاومة الشعبية أكثر من 15موقعا عسكريا في عدد من جبهات ومناطق سيطرة الحوثيين، خاصة في محافظات الحديدة والجوف وصعدة ومناطق أخرى محيطة بالعاصمة اليمنية صنعاء.
وعلى الرغم من أهمية هذه الانتصارات التي تحققت حتى الآن، فإنها تبقى-وفق مراقبين- غير كافية على صعيد سير المعارك والحسم السريع في مواجهة الحوثيين، بالنظر إلى تباطؤ التقدم في جبهات عدة محيطة بالعاصمة صنعاء، بسبب وعورة تضاريس المنطقة وصعوبتها.
ويرجع خبراء عسكريون أسباب تقهقر الحوثيين وتقدم الجيش اليمني مؤخرا إلى عوامل عديدة، أهمها انسحاب مئات الجنود ومسلحي القبائل في عدد من جبهات القتال من الموالين للرئيس الراحل صالح الذي كان مقتله بمثابة الشرارة التي أشعلت ضراوة المعارك في معظم الجبهات.
ورأى الخبير الأمني المختص بالنزاعات المسلحة علي الذهب، أن "النشاط العسكري للجيش والمقاومة يسير ببطء، وبشكل قفزات متباعدة في معظم الجبهات خلال السنوات الماضية".
وقال الذهب في حديث للجزيرة نت إن "ما حصل في الأيام الأخيرة هو امتداد لما سبق، لكن الجيش استفاد مما جرى في صنعاء من أحداث أفضت إلى قتل الحوثيين للرئيس السابق علي صالح، لإحراز تقدم في هذه الجبهات وفقا للمواقف الناشئة".
نفي واستقطاب
وحول انضمام قوات من الحرس الجمهوري لقوات الشرعية، نفى الخبير العسكري علمه بحدوث بذلك، وقال "حتى إن أشيع مثل هذا، فإنه محاولة للاستقطاب وخلخلة جبهة الحوثيين أكثر جراء ما حدث"، وهو الأمر الذي أشار إليه بالمثل عضو هيئة رئاسة المجلس الأعلى للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، عبد الكريم ثعيل.
وأكد ثعيل للجزيرة نت عدم وجود أي انضمام لكتائب من الحرس الجمهوري الموالية للرئيس الراحل صالح حتى اللحظة، باستثناء بعض أفراد من رجال القبائل ممن تمكنوا من الفرار من مناطق سيطرة الحوثيين والوصول إلى مناطق سيطرة الشرعية.
وأكد أنه "بعد قتل صالح على يد مليشيات الحوثي توحد موقف الإمارات بشكل كامل خلف الشرعية التي توجهت مسنودة بالتحالف نحو الحسم العسكري بشكل جاد ونهائي، وبالدعم والتغطية بالطيران بجدية أكثر مما سبق، وهو ما أحدث الأثر الحقيقي الذي تمثل في هذا التقدم السريع".
واستدرك قائلا "لكن لا يزال هناك الكثير من العوائق التي تواجه عملية الحسم السريع، ونحن نعتقد أنه في حال تم دعم قيادة الشرعية وإسناد التحالف جميع الجبهات بمختلف المناطق اليمنية وتوفير المؤن، وتحركت تلك الجبهات في وقت واحد دون توقف؛ سيتحقق الكثير من الإنجاز والتقدم في وقت قصير".