انتقدت صحيفة نيويورك تايمز ما وصفتها بازدواجية المعايير الأميركية في الحرب التي يواصل التحالف بقيادة السعودية شنها على اليمن، وقالت إن الولايات المتحدة تدين بشدة دعم إيران لجماعة الحوثي، لكنها في الوقت نفسه تزود هذا التحالف بالذخائر والأسلحة والدعم اللوجستي.
ووصفت الصحيفة الحرب التي تعصف باليمن بأنها تمثل أسوأ أزمة إنسانية في العالم، وذلك مع تزايد عدد القتلى المدنيين من السكان الذين يعانون جراء الفقر والمجاعة وتفشي داء الكوليرا على نطاق واسع، في ظل استمرار القصف الجوي الوحشي الذي تواصله السعودية.
وقالت إن تزويد إيران للحوثيين بالصواريخ البالستية وأسلحة أخرى لم يثبت بعد، ولكنه إذا ثبت فإنه يمثل انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي لعام 2015، ويعتبر تصعيدا خطيرا للحرب بالوكالة القائمة أصلا بين السعودية وإيران في المنطقة، وينذر بتحولها إلى نزاع مباشر.
واستدركت بأن الولايات المتحدة تزود التحالف الذي تقوده السعودية بالذخائر الدقيقة التوجيه والدعم الاستخباري والقدرة على تزود الطائرات الحربية بالوقود وهي في الجو، وغير ذلك من أنواع الدعم اللوجستي.
وقالت إن مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة نيكي هالي عقدت مؤتمرا صحفيا مؤخرا في قاعدة عسكرية قرب واشنطن، وتجاهلت فيه بشكل واضح دور الولايات المتحدة في الحرب على اليمن، لكنها ركزت على عرض ما يزعم مسؤولون في البنتاغون أنها شظايا صواريخ إيرانية الصنع، من بينها صاروخ أطلقه الحوثيون على مطار الملك خالد الدولي في الرياض الشهر الماضي.
وأضافت الصحيفة أن العرض الذي قدمته هالي يشبه إلى حد كبير العرض الذي سبق أن قدمه وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول أمام مجلس الأمن الدولي متهما العراق بإخفاء أسلحة دمار شامل، الأمر الذي اعتذر عنه باول لاحقا.
وقالت نيويورك تايمز إن السعودية لم تفلح في إلحاق الهزيمة بالحوثيين، وإن الرئيس الأميركي دونالد ترمب المتحمس لتوطيد العلاقات مع السعودية يغض الطرف عن هذه الأزمة الإنسانية الكارثية التي تعصف باليمنيين.