[ توكل كرمان ]
قالت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان إن صفحة الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح طويت بعد مقتله الأسبوع الماضي على يد حلفائه الحوثيين المدعومين من إيران بعد أن قرر الانقلاب عليهم وتحويل ولاءه إلى الجانب الآخر في حرب تشهدها بلادنا منذ ثلاث سنوات.
وأضافت كرمان -في مقال نشرته "الواشنطن بوست" وترجمه "الموقع بوست"- "لا ينبغي أن نبتهج بموته، بل إنني وشباب الثورة السلمية لم نتمنّ له هذه الخاتمة، لكنه حصد ما زرع".
وتابعت كرمان "تحالف صالح مع الحوثيين ومكنهم من اقتحام العاصمة صنعاء وغيرها من المحافظات في العام 2014، ومعاً قوضا الدولة وارتكبا مختلف الجرائم بحق الشعب اليمني".
وقالت "أحيانا ما يشير صالح إلى تعاونه مع الحوثيين الانقلابيين - والذين كان يأمل أن يستخدمهم أداة لأجل العودة إلى السلطة- كمن "يرقص على رؤوس الثعابين"، غير أن الثعابين هذا المرة كانت إليه أسرع ، ليدفع ثمن ذلك حياته.
وأضافت "لا تزال الحرب مستمرة، تقول القوات السعودية والإماراتية التي تدخلت في الحرب باليمن لمواجهة النفوذ الإيراني، إنها حررت 85٪ من الأراضي ، ولم يتبق سوى مساحة صغيرة تحت سيطرة ميليشيا الحوثي.
وأشارت إلى أن السعوديين والإماراتيين يرفضون السماح للرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، الذي انتخب في شباط / فبراير 2012 كجزء من اتفاق نقل السلطة الذي أعقب ثورة عام 2011، بالعودة إلى اليمن وممارسة سلطاته.
ولفتت إلى أن جميع الجزر والسواحل والمطارات والموانئ والمؤسسات في تلك المناطق تحت سيطرة القوات الإماراتية والسعودية بطريقة مباشرة أو عن طريق المليشيات التي أنشأتاها.
وأوضحت أن الحصار المحكم تسبب في المجاعة والأمراض، وانتشار الأوبئة التي تجتاح أغلب السكان دون أن تقدم دول التحالف التي تنام على بحيرات من النفط شيئاً للتخفيف من وطأتها.
وقالت كرمان في مقالها الذي نشر في "الواشنطن بوست" ومع أن عدن مدينة محررة وتم إعلانها عاصمة مؤقتة، إلا أن القوات الإماراتية منعت هادي من الهبوط بمطار عدن في أكثر من مناسبة، مشيرة إلى أن موظفي الدولة بلا رواتب لأكثر من سنة، وقالت "مرضى المستشفيات دون علاج يعاني الناس من عدم الحصول على الخدمات الأساسية، بما في ذلك الكهرباء والمياه النظيفة والمدارس".
وتساءلت كرمان قائلة: لماذا تتصرف السعودية والإمارات بهذه الطريقة؟ لأنهم –حسب قولها- يخافون من رغبة الشعب اليمني في الديمقراطية التي عبرنا عنها وكانت لها تأثيراً قوياً خلال ثورتنا السلمية قبل ست سنوات.
واردفت كرمان "إنهم يفرضون شكلا من أشكال العقاب الجماعي على اليمن لنجاحه في الإطاحة بالديكتاتور صالح، ويريدون حماية نظمهم الملكية من خلال إعادة اليمن إلى دولته الاستبدادية قبل عام 2011. إنني على يقين من أن جهودهم تلك سوف تبوء بالفشل لأنه لا يمكن كسر إرادة الشعوب التي تتوق إلى الحرية والكرامة والديمقراطية.
واستطردت الناشطة اليمنية بالقول "لعل موت صالح فيه بداية للخروج من هذه الدائرة المفرغة من سفك الدماء؛ على اليمنيين العمل مع المجتمع الدولي لوضع خارطة طريق تتأسس على ما سبق أن توافق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الذي تم برعاية الأمم المتحدة في أعقاب الثورة السلمية".
وقالت "يجب السماح للرئيس هادي وحكومته بالعودة إلى عدن، وعلى المملكة العربية السعودية والإمارات تسليم كافة الموانئ والمطارات والجزر والسواحل إلى السلطة الشرعية".
وأضافت "ينبغي نزع سلاح الميليشيات والجماعات المسلحة في المحافظات المحررة وتسليم أسلحتهم إلى الجيش الوطني، ويجري التفاوض مع ميليشيا الحوثي لتسليم أسلحتها، والمشاركة في حكومة وحدة وطنية ترعى الاستفتاء على مسودة الدستور ومن ثم الذهاب إلى الانتخابات المختلفة بناءً عليه".
ودعت حزب المؤتمر الشعبي العام إلى أن يقوم باختيار قيادة جديدة تؤمن بالديمقراطية وغير مرتبطة بعائلة صالح وبالسياسات الكارثية التي أدار بها البلاد.