[ الشيخ فهد اليونسي آخر ضحية للاغتيالات بعدن ]
لم تكن بعد قد خفت وتيرة الاغتيالات في العاصمة المؤقتة عدن، حتى عادت وبشدة لتطال عددا من المدنيين خاصة الذين ينتمون إلى التيار السلفي.
ويوما بعد آخر تزداد الاغتيالات في عدن ضراوة، فينجو البعض لكن العشرات من المستهدفين راحوا ضحية رصاص قاتل مجهول.
كان آخر الدعاة الذين تم اغتيالهم، هو الأستاذ التربوي والداعية وعضو مجلس إدارة جمعية الحكمة اليمانية والأمين العام المساعد لرابطة علماء ودعاة عدن، فهد اليونسي، المحسوب على التيار السلفي الوسطي المعتدل.
وعلق حزب الرشاد السلفي -في بيان صادر عنه- على الاغتيالات التي تطال الدعاة وأئمة المساجد والخطباء، وقال إن تلك الجرائم تعد عملا إرهابيا ومؤامرة تحاك لكسر إرادة الأخيار أو تصفيتهم، تمهيدا لتنفيذ مآرب أعداء اليمن في زراعة الفوضى والفتن في البلد.
وحث المجتمع على اليقظة التامة لحماية مكتسباته والوقوف في وجه العابثين، مشيرا إلى أن ذلك لا يتم إلا بجمع الكلمة ونبذ الفرقة والالتفاف حول علمائه وقياداته الناصحة الأمينة وتغليب المصلحة العامة على المصالح الخاصة.
ودعا الحزب الحكومة وأجهزة السلطة المختصة إلى توفير الحماية والرعاية للمواطنين، وسرعة الكشف عن تفاصيل هذه الجرائم، وملاحقة مرتكبيها ومن يقف وراءهم ومحاكمتهم.
إعاقة الشرعية
وبرغم اتخاذ الحكومة اليمنية العاصمة المؤقتة عدن مقرا لها، لكنها فشلت بالاستمرار والعمل هناك عبر مؤسسات الدولة، نتيجة لوجود تيار تابع للإمارات العربية المتحدة، يعيق عملها، ويرفض حتى تسليمها المباني الحكومية مثلما حدث مع محافظ المحافظة عبدالعزيز المفلحي.
وفي هذا الإطار، يرى الصحافي عمار زعبل أن الاغتيالات مزمنة ومطروحة لدى جهات تريد الفوضى ليس لعدن وحدها، إنما لكل المحافظات المحررة، لقطع أي توجه للشرعية في تطبيع الحياة، أو تثبيت تواجدها بإعادة الإعمار وحل المشكلات الخدمية، وغير ذلك.
وأفاد لـ"الموقع بوست" بأن الاغتيالات أو غيرها من الأعمال غير القانونية في عدن كالاعتقالات، هي نتاج لسياسة المرحلة السابقة، التي هيمن عليها تغييب الحكومة الشرعية، وصنع قوات غير تابعة للإشراف الحكومي، وربما لا هدفا واضحا لها غير إشاعة الفوضى.
واعتبر فشل ما يسمى بـ"المجلس الانتقالي" هو السبب في العودة إلى البرنامج المزمن والمتمثل بإحداث الفوضى واستخدام الورقة الأمنية.
وهو الاستخدام الذي يريدون من خلاله تحقيق أكثر من هدف أوله القضاء على من يرون بأنه خطرا على مشروعهم، إضافة إلى إشغال المواطن العادي حتى لا يلتفت إلى قضاياه الرئيسية، وأولها تسليم المحافظة لمحافظها الجديد واستمرار الخدمات الضرورية كالماء والكهرباء، يضيف زعبل.
تجريف العمل المدني
من جهته ذكر الصحافي أحمد الصباحي أن تلك الاغتيالات هي نذير سوء وعلامة على تدني الأوضاع في عدن وتدهورها إلى درجة لا يمكن السكوت عليها.
وقال لـ"الموقع بوست" إنه كان ملاحظا أن أغلب المستهدفين هم علماء معروف عنهم النزاهة، والسلم، والعمل المدني، وانحيازهم للناس، وعدم تبني أي مواقف سياسية.
وأشار إلى أن استهداف السلفيين بشكل خاص والإسلاميين بشكل عام، جرى قبله عملية تحريض واضحة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإطلاق تهم ودعاوى ضدهم بأنهم حزبيون وتكفيريون ويجب تصفيتهم.
وتابع "اغتيال القامات العملية والدعوية والتي اتخذت مسار العمل الخيري والجمعيات الخيرية والتزامهم بمواقف الشرعية، جعلت بعض الأطراف السياسية والعسكرية التي صعدت بعد تحرير عدن، تنزعج من ذلك فبدأت بتصفيتهم".
وأكد الصباحي أن الاغتيالات تقود إلى تفخيخ العمل المدني والسياسي والاجتماعي بعدن، مطالبا الشرعية والتحالف بإنقاذ العاصمة المؤقتة من الاغتيالات، والكشف عن من يقف وراءها ومحاسبتهم حتى لا يؤثر ذلك على الوضع في المدينة.
يُذكر أن عدن شهدت عدة عمليات اغتيال منذ تحريرها في يوليو/تموز 2015، طالت قادة عسكريين وقادة في المقاومة الشعبية ومسؤولين حكوميين، ثم استهدفت عقب ذلك الدعاة والعلماء السلفيين.