نقص الدواء في مشافي اليمن.. سلاح الحوثيين لقتل معارضيهم
- العربي الجديد الخميس, 24 سبتمبر, 2015 - 12:26 صباحاً
[ جريح يلجا لشارع بعد ازدحام مستشفيات تعز ]
بينما يستعد الشاب اليمني، علي سيف لاستقبال مولودة البكر، بعد ثمانية أعوام من الانتظار؛ ترقد زوجته فاتن عبده، على سرير المرض في مستوصف نور العين في مديرية المواسط التابعة لمدينة تعز، نتيجة إصابتها بتسمم حملي، وما يزيد معاناة العائلة أكثر، هو انعدام الادوية الضرورية التي تمكن فاتن من تجاوز مضاعفات المرض كالتشنج والفشل الكلوي وفشل القلب، ما قد يؤثر على حياتها وطفلها.
في انتظار الدواء، تعاني فاتن كثيرا من الألم، في انتظار وصول العلاج من العاصمة صنعاء التي تبعد 256 كيلومتراً عن مكان رقودها.
"من أين سآتي بقيمة الدواء؟"، يتساءل زوجها البالغ من العمر 35 عاماً، قائلا لـ"العربي الجديد": "حالتها حرجة وقد تتطلب عملية قيصرية، المستوصف غير قادر على إجراء مثل هذه العمليات، نتيجة عدم توافر الأدوية المطلوبة" ويفكر علي بالديون التي تتراكم عليه منذ دخوله المستوصف، لكن رؤية طفله بخير تجعله يتناسى".
مضاعفات مميتة
حالة فاتن ليست نادرة في تعز هذه الأيام، فأم عبد الله هي الأخرى تعرضت لنزيف حاد بعد الولادة، ولم تتمكن أسرتها من إسعافها حتى تدهورت صحتها كثيراً كما تقول الدكتورة أسرار الهتاري، لـ"العربي الجديد"، والتي دعت أسرتها إلى نقلها إلى مدينة تعز مباشرة، رغم علمها المسبق بمخاطر الموت نتيجة المواجهات المسلحة بين الحوثيين والمقاومة الشعبية والجيش الوطني.
لم يسعف الوقت أم عبد الله، إذ سرعان ما توفيت نتيجة عدم القدرة على نقلها إلى مشفى في تعز، وغياب الدواء الذي احتاجته عقب الولادة، ولم تجده الأسرة.
لكن حياة حُسن سفيان التي تعاني من ألم في الكبد والجهاز العصبي، صارت على المحك، إذ ازدادت حالتها سوءاً نتيجة غياب أدويتها الضرورية، ما يهدد بمفارقتها الحياة خلال أيام".
شح الأدوية
في إحدى ضواحي مدينة تعز دخل الطفل محمد، في غيبوبة شديدة بعد إسهال وجفاف شديدين، ما جعل الدكتور محمد الخليدي يحاول تعويضه بسوائل غير المحاليل الضرورية الغائبة، مثل محلول الزانجل لاكتيت. وبحسب الجهاز المركزي للإحصاء، فإن معدل الإصابة بمرض الإسهال في اليمن وصل خلال عام 2013 إلى (136955) ألف إصابة، ما يهدد آلاف الأطفال اليمنيين ممن لا يجدون الدواء اللازم.
يضيف الخليدي لـ"العربي الجديد":"نعاني من نقص الأدوية الضرورية، ونلجأ إلى شرائها من السوق السوداء بأسعار مضاعفة كمحاليل (الغلوكوز، الزانجل لاكتيت) التي انعدمت في الأيام الأخيرة حتى في السوق السوداء"، ويتطابق كلام الخليدي مع إفادة الصيدلي في تعز، محمد أحمد، الذي قال لـ"العربي الجديد"الأدوية الضرورية كالمحاليل لم تعد موجودة تماما بالسوق، بجميع أنواعه، الموزع يكتفي بالقول لا توجد كميات لدين