[ علاقة نظام مصر بالسعودية ليست على مايرام ]
أعربت مصادر خليجية مسؤولة في الرياض عن استهجانها للحملة الاعلامية المصرية على الموقف السعودي والخليجي بالتالي من الأزمة السورية، مبدية استغرابها منها ومن التطاول الاعلامي المصري على المواقف الخليجية.
وقال سفير خليجي في الرياض «اذا كانت للقاهرة موقف مغاير عن الموقف السعودي بشأن الأزمة السورية فهي حرة، ولكن هذا لايعني التطاول ومهاجمة موقف الآخرين».
واشار السفير نفسه إلى ان «الحكومة المصرية اتخذت موقفا يدعو للتعامل مع الرئيس بشار الاسد، والسعودية ترى انه لامكان للأسد في أي عملية سياسية، وهذان موقفان مختلفان ولكن لم تهاجم الرياض أو الإعلام السعودي الموقف المصري، رغم انه موقف مستغرب ويخالف ماهو متفق عليه سياسيا بين البلدين «.
ويبدو ان القاهرة بدأت تتخذ مواقف سياسية معاكسة للموقف السعودي والخليجي تجاه العديد من القضايا وفي مقدمتها القضيتان اليمنية والإيرانية.
وبدا واضحا هذا في امتناع القاهرة عن إرسال أي قوات عسكرية مصرية للمشاركة في حرب التحالف العربي في اليمن، واكتفت بالمشاركة ببعض القطع البحرية التي تشدد الحصار البحري على اليمن منذ اندلاع الحرب في اليمن قبل اكثر من5 شهور، رغم توقيع بيان التعاون الاستراتيجي السعودي – المصري خلال زيارة ولي ولي العهد السعودي للقاهرة في شهر آب/اغسطس الماضي.
وبدا واضحا في الاتصالات المصرية مع النظام السوري مثل زيارة مسؤول الأمن القومي السوري علي المملوك للقاهرة والاهتمام المصري غير العادي بزيارته، وكذلك في الزيارة التي قام بها وفد اعلامي مصري كبير إلى دمشق.
وأضاف السفير: إذا كان النظام المصري، (الذي ساندته السعودية ودول الخليج الاخرى ليقف على قدميه في وجه الكثير من المشاكل الامنية والاقتصادية التي واجهته)، يريد ان يستقل بمواقفه عن المواقف السعودية فله الحرية، ولكن لايمكن ان تقبل الرياض وغيرها من العواصم الخليجية التطاول الاعلامي لمعظم الاعلام المصري حتى بما فيه الرسمي على المملكة ومواقفها.
وكانت صحيفة الاهرام المصرية الحكومية هاجمت السياسة الخارجية للسعودية تجاه الازمة السورية، واعتبرت في مقال لرئيس تحريرها محمد علام أن إصرار المملكة على رحيل رئيس النظام السوري، «بشار الأسد»، كشرط للحل السياسي، «يتغافل أن الأسد يتمتع بشعبية وسط قطاع لا يستهان به من الشعب السوري».
ورأى رئيس تحرير صحيفة «الاهرام» في مقالته يوم الجمعة الماضي أن المواقف التي تدعو وتشترط تنحي الرئيس الاسد» مواقف غير مفهومة وانها تصر على وضع (العصا في العجلة)، باشتراطها تنحي بشار الأسد أولا، وعدم تضمينه في الحل السياسي، بينما تلك الأطراف تعلم أن (جنيف 1) لم تتضمن ذلك».
وامس خرجت صحيفة «المصري اليوم» بكاريكاتير رسمت فيه خليجيا يقدم كيسا كبيرا من الأموال لمسلح سوري في الوقت الذي يبكي فيه على صورة الطفل السوري ايلان الذي وجد غريقا على الشواطئ التركية.
وترى مصادر سياسية سعودية ان هذه الحملة الاعلامية المتطاولة لايمكن ان تكون الا بتوجيه من جهات رسمية لاسيما انها تتكرر منذ مدة.
ويرى ديبلوماسي عربي في الرياض ان المسؤولين في القاهرة «ربما انزعجوا من الغاء زيارة العاهل السعودي إلى مصر كان متفقا على ان تتم في الاسبوع الماضي».
ولاشك ان سبب إلغاء الزيارة ليس المواقف المصرية المتباينة مع الموقف السعودي تجاه الازمة السورية، والاتصالات النشطة بين القاهرة ودمشق والتي يدعمها الروس، وحسب ولكن المصريين تخلوا عن دورهم في حرب التحالف العربي في اليمن الأمر الذي قد يجهض المشروع السعودي لاقامة حلف عربي بقيادتها يتولى قيادة المنطقة العربية والتصدي للنفوذ الايراني.
وحتى الآن تلتزم الرياض رسميا تجاه ما يبدو مواقف مصرية متباينة معها ولم يعرف إلى متى ستبقى السعودية صامتة وهل سيكون هناك موقف جماعي خليجي تجاه القاهرة ـ وهذا امر مشكوك فيه.
وزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي سيجتمعون غدا في الرياض، وان كان اجتماعهم غدا هو اجتماع دوري وسيبحث كما هو معروف ملفات اليمن وسوريا وايران، إلا ان الموضوع المستجد والأهم هو الموقف المصري المتباين مع المواقف الخليجية المجمع عليها، هل سيبحث هذا الموضوع ام سيترك للمجاملات الديبلوماسية المعهودة؟ غدا سنعرف.