[ يرى المسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية أن اليمن تعتبر قضية مقلقة للأمريكيين ]
كتب المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية "أندرو أكسوم" لصحيفة "ذا أتلانتيك" الأمريكية، بأن إيران تستغل الصراعات التي لا تخصها لزيادة تصديرها للأسلحة والقدرات العسكرية التي من شأنها تهديد خصومها في المنطقة كما فعلت عند الاحتلال الإسرائيلي للبنان، حيث بنت فيها حزب الله، وأيضاً خلال فترة الغزو الأمريكي للعراق عندما قامت بتأسيس الميليشيات الشيعية العراقية.
وقال بأن الجيش الأمريكي تحدث عن أنه إذا بدأ الصراع في اليمن بالتحول إلى صراع داخلي من أجل السلطة، فإن إيران ستكون سعيدة للغاية للتدخل هناك، حيث اعترضت القوات البحرية الأمريكية وشركاؤها في التحالف العربي العديد من شحنات الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى اليمن، وتشير أصابع اتهام القادة في البحرية الأمريكية إلى أن إيران هي من زودت وكلاءها في اليمن بصواريخ كورية مضادة للسفن.
وأوضح بأن هناك أمران يحدثان حالياً، أولاً أن حرية الملاحة في شبه الجزيرة العربية وما حولها عرضة للتهديد ويجب أن يكون هذا الأمر غير مقبول لصناع السياسة والإستراتيجيين الأمريكيين، وأن الولايات المتحدة الأمريكية على عكس ما يتوقعه الكثيرون ليس لديها الكثير من المصالح الحيوية في الشرق الأوسط، ولكن المصالح الأمريكية التي بُنيت عليها السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط منذ عقود تتمثل في الموارد الهيدروكربونية "النفط".
وأضاف بأن الأمر الأخر هو أن كل من كان يدير السياسة الإيرانية في اليمن كان يقوم بذلك بدون إشراف كبير من القادة الكبار، وأنه إذا كانت الحرب في العراق وسوريا تستنزف الكثير من الموارد الأمريكية، سواء من حيث الموارد العسكرية أو الاستخباراتية أو حتى أيضاً تستنزف وقت واهتمام صناع السياسة الأمريكيين، فإن اليمن تعتبر قضية مقلقة للأمريكيين وهو نفس الشيء الذي ينطبق على إيران أيضاً.
وقال بأن تقييميه الشخصي لقوة القدس التي تعتبر الوسيلة الرئيسية لإيران لصناعة النزاعات في المنطقة، بأنها تعاني كثيراً خاصة عندما يكون قائدها "قاسم سليماني" مشغولاً جداً ولا يمكن تكريس وقته وانتباهه إلى قضية، وأن سليماني لا يزال مشغولاً في سوريا والعراق ولذلك لم يولِ اهتماما لما يجري في اليمن.
ووضح أكسوم أنه كما دخلت الولايات المتحدة الأمريكية والمملكة العربية السعودية في حرب طويلة في اليمن فإن إيران معرضة لخطر الدخول في فوضى أكبر، حيث إن الغالبية العظمى من السفن التجارية القادمة والعائدة من قناة السويس التي تمر عبر مضيق ليست أمريكية.
وقال بأن الرد العسكري الذي قامت به الولايات المتحدة الأمريكية على ضربات الحوثيين للسفن في البحر الأحمر لم يكن سوى جزءا صغيرا من الرد الدولي الأوسع لما تفعله إيران في المنطقة.