رغم أن الحشد الجماهيري الذي تم اليوم الأحد في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء كان بدعوة من قيادات طرفي الانقلاب (علي صالح والحوثيين) للتنديد بعملية "عاصفة الحزم" في ذكراها الثانية، لكن كان لافتًا هيمنة الرئيس السابق علي صالح وأنصاره على الحشد، ويبدو أن ذلك لا يخلو من رسائل سياسية أراد علي صالح توجيهها لأنصاره ولحلفائه الحوثيين أيضاً.
 


اللافت في الحشد طغيان شعار حزب المؤتمر (الخيل)، والأناشيد الوطنية، والأعلام الوطنية، وانتشار جنود من قوات ما يعرف بـ"الحرس الجمهوري" الموالية لعلي صالح في شوارع العاصمة لتأمينها، وأيضًا انتشار صور علي صالح ونجله أحمد من خلال إلصاقها على السيارات التي نقلت الجماهير إلى ميدان السبعين، وترديد بعضهم شعارات مؤيدة لعلي صالح، وغياب شعارات جماعة الحوثيين وصور زعيمها عبد الملك الحوثي، كما كان معتادًا في حشود سابقة، بالإضافة إلى غياب "زوامل" الحوثيين.
 


وبالإضافة إلى ما سبق، فقد منع الجنود الذين تولوا حراسة وترتيب دخول الجماهير إلى ميدان السبعين، منعوا الجماهير من إدخال شعارات الحوثيين وصور زعيمهم عبد الملك الحوثي إلى ميدان السبعين، بحسب ما أفاد به بعض الذين حضروا الحشد لمراسل "الموقع بوست" في العاصمة صنعاء.
 


يتضح مما سبق أن الحشد الجماهيري أراد علي صالح من خلاله توجيه رسالة للحوثيين بعد أن تزايدت اعتداءاتهم مؤخرًا ضد أنصاره في كثير من مؤسسات الدولة التي يسيطر عليها الانقلابيون في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى محاولته طمأنة أنصاره حتى لا ينفضوا من حوله بسبب خذلانه لهم أمام تعنت الحوثيين، خاصة وأن الحشد جاء بعد عدة لقاءات لعلي صالح مع بعض القبائل في محيط العاصمة صنعاء في الأسابيع الأخيرة، بالإضافة إلى دعوته في خطابه أمس السبت لحلفائه الحوثيين الحرص على ما أسماه "وحدة الصف لمواجهة العدوان".
 


ويمكن القول إن اللقاءات الأخيرة لعلي صالح مع ما يسمى بـ"قبائل طوق صنعاء"، وحشده لأنصاره من عدة محافظات للحضور اليوم في ميدان السبعين، وظهوره المفاجئ بين الجماهير في الميدان، وتكثيف ظهوره الإعلامي مؤخرًا، كل ذلك يأتي في محاولة للملمة شتاته، واستعادة ثقة أنصاره به، خاصة بعد أن تزايدت اعتداءات الحوثيين مؤخرًا ضد أنصاره في مؤسسات الدولة التي يحتلونها في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى تقدم قوات الجيش الوطني والمقاومة الشعبية من مديرية نهم إلى أطراف مديرية أرحب، ضمن معركة تحرير العاصمة صنعاء.