اعتبرت صحيفة البيان الإماراتية عملية تحرير الرهينة البريطاني في اليمن عملية ناجحة وعملا بطوليا، يؤكد القدرة الاستخباراتية الكبيرة التي مكنت القوة الإماراتية من تحرير الرهينة، بحسب ما قالت الصحيفة.
وأضافت "البيان" -نقلا عن خبراء- أن "الإمارات ومنذ انطلاق عمليات عاصفة الحزم في 26 آذار/ مارس الماضي في اليمن أعلنت مشاركتها بـ 30 مقاتلة، كثاني أكبر قوة جوية في التحالف الذي تقوده السعودية"، مشيرة إلى أن ذلك "يؤكد على الدور القيادي للإمارات في مكافحة الإرهاب في المنطقة"، بحسب تعبيرها.
ولم تتضح أي معلومات حول تفاصيل تمكن قوات إماراتية في عدن من تحرير رهينة بريطاني كان يحتجزه تنظيم القاعدة في جزيرة العرب في الأراضي اليمنية، منذ شباط/ فبراير 2014.
لكن اللافت أن وكالة أنباء الإمارات ووسائل الإعلام الإماراتية كانت أول من نشر خبر تمكن القوة الإماراتية في عدن من إطلاق سراح روبرت دوغلاس ستيوارت سيمبل، في ما وصفتها بعملية عسكرية استخباراتية قبل أن تنقله طائرة عسكرية خاصة إلى أبو ظبي.
وقالت الوكالة إن محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي أجرى "اتصالا هاتفيا الليلة الماضية مع السيد ديفيد كاميرون رئيس الوزراء البريطاني، أحاطه فيه علما بأن القوة الإماراتية في عدن تمكنت من الوصول إلى المكان الذي كان الرهينة البريطاني روبرت دوجلاس ستيورات سيمبل محتجزا فيه لدى تنظيم القاعدة الإرهابي في اليمن".
الحرص الإماراتي على تبني العملية، والوقوف خلفها، بدا واضحا من خلال مسارعة ولي عهد أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، للاتصال هاتفيا بديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني، لإحاطته علما بتمكن القوة الإماراتية في عدن من الوصول إلى المكان الذي كان الرهينة البريطاني محتجزا فيه في اليمن، وتحريره من خلال عملية استخباراتية عسكرية لقوة إماراتية.
وقال مصدر يمني في عدن إنه من الواضح من خلال الأخبار الشحيحة حول العملية أن دول التحالف لم تطلع بشكل كامل على تفاصيلها، وأن التنسيق انفردت به أبو ظبي، في رغبة منها لإبراز دور الإمارات في مكافحة الإرهاب.
وأضاف المصدر أن الروايات المتناقضة حول العملية تضع علامات استفهام حول الوضع في عدن، وانفراد الإمارات استخباراتيا وعسكريا في التحكم بوضع المدينة والمحافظات المجاورة.
وكانت وسائل إعلام ذكرت أن وسطاء قبليين مقربين من تنظيم القاعدة نسقوا مع قوات إماراتية لاستلام الرهينة البريطاني المختطف لدى التنظيم منذ شباط/ فبراير 2014، ما يشكك في الرواية التي تحدثت بأن القوات الإماراتية طوقت منزلا في أحد أحياء مدينة عدن وحررت الرهينة.
بينما ذكرت مصادر أخرى أن الرهينة كان مختطفا في منطقة بين محافظتي شبوة ومأرب.
بدوره، فاجأ تنظيم "القاعدة" في اليمن جميع الأوساط بتكذيبه حكومة الإمارات العربية المتحدة بخصوص نبأ تحرير الرهينة البريطاني، حيث قال في بيان صادر عنه إنه "لا يملك أي رهينة بريطاني".
وقال التنظيم في البيان الذي نشره في وقت متأخر من مساء الثلاثاء: "نؤكد لوسائل الإعلام والرأي العام أن الخبر ليس صحيحا، وليس بحوزتنا رهائن بريطانيون، فضلا عن ادعاء حكومة الإمارات بأن قواتها الخاصة قامت بذلك".
ودعا بيان تنظيم "القاعدة" جميع وسائل الإعلام إلى "تحري الدقة في نقل الأخبار".
ويرى مراقبون يمنيون أن تواجد أي دولة من التحالف في أي مدينة محررة لا يبرر الانفراد بالعمل الاستخباراتي والأمني داخلها، وأن على غرفة العمليات التابعة للتحالف التنسيق في مثل هذه العمليات سد الباب على أي اختراقات عسكرية وأمنية واستخباراتية في المستقبل.
وتتواجد الإمارات في عدن والمحافظات المجاورة من خلال قوة برية ومئات الآليات والمدرعات وتشرف على الملفات الأمنية والعسكرية والاقتصادية فيها.
وكان مصدر يمني كشف أن "الضباط الإماراتيين الثلاثة" الذين قتلوا في اليمن قبل أسابيع، "لقوا حتفهم جراء عملية مسلحة نفذها تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية".