[ أثناء إيقاد شعلة الثورة في تعز ]
احتفل اليمنيون بالذكرى السادسة لثورة فبراير وسط اجواء احتفائية شهدتها المناطق المحررة من المليشيات الانقلابية بعد ست سنوات من الثورة الشعبية التي أطاحت بنظام المخلوع علي عبدالله صالح الذي حكم اليمن لثلاثة عقود.
وتحولت الذكرى السادسة إلى فعالية واسعة لاستعراض أهمية الثورة، والنتائج التي حققتها، والمآلات التي وصلت إليها بعد الانقلاب الذي نفذه تحالف المخلوع صالح مع مليشيات الحوثي للإطاحة بنظام الرئيس هادي الذي جاءت به الثورة.
ووجه الرئيس عبدربه منصور هادي خطابا بالمناسبة أكد فيه على أهمية الثورة، والتحولات التي صنعتها، كما وجهت الناشطة في الثورة الشعبية والحائزة على جائزة نوبل توكل كرمان خطابا أوضحت فيه القيمة الجماهيرية للثورة في ذكراها السادسة.
وشهدت عدة مدن يمنية احتفالات شعبية واسعة، حيث أوقدت شعلة الثورة في كلا من مأرب وتعز، وسط حضور جماهيري كثيف.
وفي الصعيد الموازي، توالت ردود أفعال اليمنيين بمناسبة الذكرى السادسة لثورة 11فبراير المجيدة على شبكات التواصل احتفاء بالذكرى، معبرين عن تمسك الشعب اليمني بثورته ومكتسباته الوطنية ضد الظلم والاستبداد، والتي تعد نقطة تحول هامة لدى الشعب اليمني.
إنقاذ ما تبقى من اليمن
وفي سياق ذلك قال عبدالله العليمي، مدير مكتب الرئيس هادي، في مقاله له بأن ست سنوات مرت، منذ خرج شباب اليمن في كل المحافظات الى الساحات يهتفون -ببسالة وسلمية غير مسبوقة- للكرامة والحرية ويحلمون بيمن كريم ومستقر بين جيرانه وأهله بعد أن ضاقت بهم السبل وأغلقت الأبواب دون آمالهم في العدالة والمشاركة والبناء.
تتويجا لنضالات الأحرار
من جانبه، قال الكاتب والسياسي رشاد الشرعبي: "لم تكن ثورة فبراير 2011 فقط امتدادا لثورتي سبتمبر واكتوبر، ولكنها أيضا تتويجا لنضالات الأحرار قبلهما وخلال أكثر من نصف قرن لأجل ولادة الدولة".
وأضاف الشرعبي في سلسلة تغريدات في حسابه على توتير: "ثورة 11 فبراير 2011 صنعها شعب عظيم مثلما هي انتصارات المقاومة والجيش اليوم، ولا يحق لأي كان استعراض بطولات وادعاء الزعامة والقيادة"
حتمية يمنية ناجزة
بدوره قال الكاتب والسياسي عبدالعزيز المجيدي: "11 فبراير حتمية يمنية ناجزة، كان ميلادا ضروريا لجيل ومرحلة يريدان الخلاص من أكثر الأنظمة فسادا على وجه الأرض"، مشيرا الى أنه مازالت موجاته تصارع للوصول.
اقتلاع بقايا الكهنوت
من جانبه قال مدير مكتب الجزيرة في اليمن سعيد ثابت إن "ثورة 11فبراير المجيدة، المبتدأ والختام لوطن حر وكريم".
وأضاف ثابت في صفحته على الفيسبوك: "سلام إلى أنبل الخلق (شهدائنا) الذين ارتقوا إلى العلى من ساحات الحرية وميادين التغيير في عموم المحافظات".
وتابع مدير مكتب الجزيرة في اليمن قائلا: "سلام إلى الثوار والثائرات في الذكرى السادسة لانطلاق أول ثورة شعبية سلمية تقتلع نظام أسري، فاسد، ومستبد". مشيرا إلى أن المقاومة الشعبية تستكمل ترسيخ مبادئ وأهداف ثورة 11فبراير واقتلاع بقايا الكهنوت الإمامي الحوثي والفساد العفاشي.
درء التهمة
اما وزير الثقافة السابق خالد الرويشان فتساءل قائلا: "لم أتخيل أن هناك من لا يزال يعتقد أن ثورة الشباب ١١ فبراير السلمية هي سبب كوارث ما تعيشه اليمن اليوم"، وأردف في منشور له على الفيسبوك قائلا: "تسببون في الحرب الداخلية والخارجية، ثم تتهمون ١١ فبراير السلمية".
فبراير والشعب
الناشط عمار العولقي نشر عدة تساؤلات بمناسبة الثورة، وكيف ينظر إليها البعض، وقال متسائلاً: 'مالهم يلومون من فلق لهم البحر، ولا يلومون من جعل لهم خوارا كخوار العجل؟ ومالهم يلومون من فتح لهم ثقباً في السور، ولا يلومون من جعل بينهم وبين الحضارة ردما؟ ومالهم يلومون من بعثهم من مرقدهم ولا يلومون من حبسهم في الكهف ثلاثة وثلاثين سنة وازدادوا سبعا؟ مالهم يلومون من استأصل الورم الخبيث ولا يلومون من زرع خلايا السرطان في جسد الوطن"؟.
فبراير لم يأت بالمليشيات
"بعضهم يقفز في وجه (فبراير) بالسؤال الاستنكاري : مش هو أنتم ٢٠١١ أديتوا الحوثيين للساحات؟!"
هكذا عبر الكاتب الصحفي مصطفى راجح، وأضاف في صفحته على فيسبوك: "أعتقد أن الساحات لم تكن بيت أبو أحد، ليسمح أو لا يسمح للحوثيين بالمشاركة أو لغيرهم، والمشكلة ليست هنا بقدومهم من هذا الباب الذي يتسع لليمن كلها".
وتابع القول: "المشكلة أنهم لم يأتوا من هذا الباب، بل جاءوا من باب السلاح والاجتياح".
أما جمال الصبيحي، معلم تربوي، فيرى أن "11 فبراير روح انتفضت ضد الأغلال المقيدة لقدرات الشعب، وحددت البوصلة للاتجاه الصحيح نحو بناء وطن يحلم به كل اليمنيين".
وأضاف الصبيحي لـ"الموقع بوست" قائلاً: "كان فبراير حرية بنكهة الوطن حقاً، تشعر فيه بأمجاد اليمنيين".
اما أكرم الحميري فعبر عبر رؤيته لفبراير بكلمات موجزة وعميقة فقال: "11 فبراير احترام الذات، فبراير نضال لا يعرفه إلا الأحرار، إنه عودة الروح الوطنية للجسد".
ليس بهجة بالاحتفال؟
من وجهة نظر المحامي حازم الجبري فإن "فبراير مشروع مستدام لليمن الجديد، ومثّل نقلة ثورية لقدرات نوعية من الشباب والشابات بدؤوا يرسمون ملامح آفاق اليمن الجديد".
وأضاف في تصريحه لـ"الموقع بوست" قائلاً: "فبراير مشروع يرتكز على بناء دولة المؤسسات لليمن الجديد بعيدا عن العقليات القديمة المتنفذة التي بنت نفسها وحمت مصالحها".
أما الشاب عمرو العديني (مغترب)، فيقول عن فبراير: "باختصار شديد،11 فبراير ليس مُجرد ثورة، بل لحظة ميلاد جديد للشعب اليمني.. وكفى".