لم تحسم حتى الآن المعركة الجارية في اليمن، على الرغم من مرور أكثر من عام ونصف على انطلاق العمليات العسكرية التي تخوضها قوات التحالف العربي بقيادة السعودية ضد جماعة الحوثي وقوات موالية لرئيس اليمن المخلوع علي عبد الله صالح.
وعلى الرغم من المساحات الواسعة التي سيطرت عليها قوات الشرعية التابعة للرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي ومن أبرزها مدينة عدن، إلا هناك تساؤلات حول أسباب تأخر حسم تلك المعارك حتى الآن واستعادة العاصمة صنعاء.
وفي حديث مع "عربي21"، قال مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية اللواء أنور عشقي، أن "التحالف العربي ليس هو من يقود المعركة، وإنما من على الأرض هو الذي يقودها، ولا تحسم المعركة إلا من الأرض".
وأضاف أن دول التحالف لا تريد أن تتورط في حرب برية، ولكنها استطاعت أن تحقق إنجازات كبيرة وأنها أدت العملية العسكرية على ثلاث مراحل هي: "عاصفة الحزم، وإعادة الأمل، وإعادة البناء".
وأوضح عشقي أن عاصفة الحزم أنجزت أعمالها تقريبا، والآن هي في مرحلة إعادة الأمل، لهذا فإن قوات التحالف العربي هي مجرد قوات إسناد بالضربات الجوية والإغاثة، لكن حينما بدأت العملية لم يكن هناك جندي على الأرض من الشرعية.
ولفت اللواء حرب السابق في الجيش السعودي إلى أن هناك جيشا وقوات شعبية استطاعت الوصول إلى صعدة ومشارف صنعاء وتعز، ولكن هذه العملية لا تحسم بسهولة وإنما تشكل ضغطا لتهيّئ الوضع للحل السياسي الذي سيأتي إن شاء الله.
التحالف يتعرض لضغوطات
وعلى صعيد الضغوطات التي يتعرض لها التحالف، قال عشقي: "لا شك أن هناك ضغوطات من منظمات الإنسانية، لأنه من الصعب أن تميز بين ضربات القوات الجوية وضربات المدفعية الحوثية وعبد الله صالح، والحوثيون يتهمون التحالف العربي بضرب المدنيين".
ولهذا، بحسب عشقي، فإن يد التحالف ما تزال "شبه مغلولة" في هذا الجانب ولا تأخذ حريتها لأنها معنية بضرب المعسكرات ومخازن السلاح والقيادات.
ولفت إلى أن تأخر حسم معركة تعز، سببه وقوع مزيد من الضحايا، لأنه إذا حسمت عسكريا سيكون هناك الكثير من الضحايا، لذلك قوات التحالف والشرعية لا يريدون حسم المعركة في تعز حتى لا يكون هناك مزيد من شلالات الدماء.
وكان المتحدث باسم قوات التحالف العميد ركن أحمد عسيري علق على تأخر حسم عاصفة الحزم بالقول، إن ما يدور على الأرض اليمنية بين قوات التحالف وبين الحوثيين هي حرب، مشددا بشكل حاسم على أنها لن تتوقف قبل أن يسترد اليمن أمنه واستقراره.
وأضاف: "نحن نخوض عمليات عسكرية نواجه فيها قوات ليست قليلة العدد والعدة وهي قوات الحوثيين وجزء ليس بالقليل من الجيش اليمني النظامي من الحرس الجمهوري وقوات الأمن المركزي، منوها إلى أنها قوات مدربة ولديها من الإمكانات ما يفوق بعض الدول العربية".
وأردف عسيري في تصريحات له في تشرين الأول/ أكتوبر 2015 قائلا: "ستتواصل هذه العمليات حتى يصل الطرف الآخر إلى قناعة بالخضوع لقرار مجلس الأمن 2216 ويجلس إلى طاولة المفاوضات مع الحكومة اليمنية وصولا إلى حل سلمي ودائم".
وأطلقت المملكة العربية السعودية في 26 آذار/ مارس 2015 عملية عسكرية حملت اسم "عاصفة الحزم" يشارك فيها تحالف عسكري عربي بقيادة السعودية في اليمن ضد جماعة الحوثي والقوات الموالية لرئيس اليمن المخلوع علي عبد الله صالح.