أكدت مصادر يمنية مطلعة أن ميليشيات الحوثي الانقلابية قامت خلال الآونة الأخيرة باعتقال وتعذيب مئات الأشخاص "المختلين عقلياً" بتهمة الجاسوسية.
وأوضحت المصادر أن مسلحين تابعين لجماعة الحوثي قاموا على فترات بتجميع مئات الأشخاص المختلين عقلياً من شوارع العاصمة صنعاء ومدن أخرى خاضعة لسيطرة الميليشيات الانقلابية، وإيداعهم السجون بتهمة الاشتباه بكونهم جواسيس يعملون لمصلحة الشرعية والأحزاب المؤيدة لها، أو من الجهاز السري التابع للمخلوع علي عبدالله صالح.
وأفادت المصادر لـ"العربية.نت" بأن لديها معلومات موثوقة عن تعرض أولئك "المجانين" لصنوف من التعذيب الجسدي والنفسي، من أجل الحصول على اعترافات منهم بالعمل كجواسيس.
اختطاف مختل عقلي
وكانت ميليشيا الحوثي قد قامت في 25 من نوفمبر الماضي باختطاف المختل عقليا رفاد حفظ الله قصيلي من الطريق العام المؤدية إلى منطقة بني جميل الحداء بمحافظ ذمار - جنوب صنعاء - وأرسلته للقتال في جبهة تعز ما أدى إلى مصرعه مع اثنين من آل القايفي بمديرية الحداء، الأمر الذي أثار غضب أهالي بني جميل كون جماعة الحوثي استخدمت مختلا عقليا لا يستطيع التمييز بين الخير والشر ولا يستطيع استخدام البندقية.
وخلال الحروب الستة التي خاضها الجيش اليمني ضد المتمردين الحوثيين بين 2004 و2010 شهدت محافظة صعدة "معقل الحوثيين" قيام الميليشيات باختطاف وتعذيب عشرات المختلين عقليا بتهمة أنهم جواسيس للنظام.
جريمة أخلاقية
واعتبر محللون وناشطون ما قامت به ميليشيات الحوثي بمثابة جريمة أخلاقية وانتهاكات جسيمة، مسوغها ظنون مبنية على شائعات قديمة، داعين المنظمات الحقوقية المحلية والدولية إلى تسليط الضوء على هذه المأساة الإنسانية.
ومنذ مطلع ثمانينيات القرن الماضي "في السنوات الأولى لتولي المخلوع علي عبدالله صالح رئاسة البلاد" راجت في الشارع اليمني معلومات عن استخدام مخابرات النظام عملاء يتقمصون شخصية "المجنون" أو المختل عقليا، بما يسهل تحركهم في أوساط الناس وحصولهم على المعلومات، الأمر الذي رسخ اعتقادا لدى الكثير من البسطاء وحتى السياسيين بأن كل مختل عقليا ينام في الأرصفة وهندامه متسخ ولحيته كثة وغير نظيفة هو مخبر.
ويتجول الآلاف من المرضى النفسيين في شوارع المدن الرئيسية في ظل انعدام شبه كامل لأبسط الرعاية الطبية التي ينبغي تقديمها لهم أكان من قبل الدولة أو من قبل ذويهم الذين غالبا ما يتخلون عنهم لأسباب مادية.
مليون ونصف المليون مريض نفسياً
وكان تقرير رسمي أصدرته وزارة الصحة اليمنية - قبل اجتياح الحوثيين صنعاء في 21 سبتمبر 2014 - أفاد بأن عدد المرضى النفسيين في اليمن يزيد عن المليون ونصف المليون مريض بينهم نحو 500 ألف مريض ذهني، في حين أن هناك فقط 50 طبيبا نفسيا موزعين على عموم محافظات اليمن.
وفي تصريح لـ"العربية.نت" أشار الطبيب النفسي الدكتور مجيب الشرعبي إلى أن تزايد أعداد المرضى النفسيين في اليمن يعود إلى عدم وجود أماكن متخصصة لعلاجهم فضلا عن الظروف المادية الصعبة التي تعيشها أسر المرضى وعدم قدرتها على دفع تكاليف العلاج التي تكون غالبا باهظة الثمن.
وأضاف بأن هناك أسبابا أخرى أبرزها الفقر والبطالة والتوترات العائلية، والإكثار من تعاطي القات.