[ المجاعة باليمن ]
قال جامي مكجولدريك، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن، إن الكارثة الإنسانية تتفاقم في وقت تسببت فيه الحرب في تخريب الاقتصاد، وفي وقف توزيع الإمدادات الغذائية، ما يدفع البلاد إلى شفا المجاعة.
وقال مكجولدريك، "الأطفال يموتون في مختلف أنحاء هذا البلد"، في حين تقول الأمم المتحدة، إن الحرب المستمرة منذ ما يقرب من عامين بين تحالف تقوده السعودية وجماعة الحوثي، المتحالفة مع إيران، حرمت أكثر من 14 مليون نسمة هم نصف عدد السكان من “الأمن الغذائي”، وإن 7 ملايين منهم يتضورون جوعا.
وأظهرت وثائق، اطلعت عليها رويترز، أن كبار التجار توقفوا عن استيراد القمح بسبب أزمة في البنك المركزي، ما يمثل أحدث انتكاسة للوضع الإنساني.
ويعاني بالفعل 8 من كل 10 أطفال من سوء التغذية، ويموت طفل كل 10 دقائق، وفقا لأرقام وكالة تابعة للأمم المتحدة، وتعتمد العديد من الأسر في الغالب على عائل واحد فقط، وتتزايد زيجات الأطفال، إذ يجري تزويج فتيات في سن 15 عاما في المتوسط، وربما أقل.
وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، فإن نحو 18.8 مليون نسمة في حاجة إلى نوع من الإغاثة الإنسانية، لكن المنظمة الدولية تكابد لإيصال المساعدات، إما بسبب الحرب، وإما لنقص التمويل، وسيفاقم وقف شحنات القمح من المشكلة.
وقال مكجولدريك، “نعلم أننا في أوائل العام المقبل سنواجه مشكلات كبيرة”، ووصف الاقتصاد بأنه “مهترئ”.
وأضاف أن نحو نصف عدد محافظات اليمن الاثنتين والعشرين توصف رسميا بالفعل بأنها تعاني وضعا غذائيا طارئا، ويمثل هذا الوضع 4 درجات على مقياس مكون من 5 درجات تعني درجته الخامسة وجود مجاعة.
وقال مكجولدريك، “أعرف أن هناك تطورات مقلقة وأن التدهور الذي شهدناه في الاقتصاد والخدمات الصحية والقدرة على إيصال الغذاء لا يعطينا إلا مؤشرا على أن الأمور ستكون أسوأ بكثير”.
وتجري الأمم المتحدة تقييما جديدا للوضع الغذائي استعدادا لتوجيه نداء إنساني جديد في 2017 تطلب فيه من المانحين مساعدات لإنقاذ حياة ثمانية ملايين نسمة، ومع هذا قد لا يعلن رسميا عن وجود مجاعة.
وقال مكجولدريك، “من السهل من الناحية الفنية قياس هذه الأشياء لكن كلمة مجاعة لن يستخدمها إلا قليلون جدا لأنها محركة جدا للمشاعر. يمكنني القول إن من غير المرجح حدوث هذا، هذه قناعتي الشخصية”.
ووفقا لحسابات رويترز تعني “المجاعة” وفاة أكثر من شخصين يوميا من بين كل 10 آلاف من السكان، أي نحو 5500 شخص يوميا في دولة بحجم اليمن، ولا يزال وضع “الطواريء” الحالي في كثير من مناطق اليمن يعني وفاة شخص أو اثنين من بين كل 10 آلاف نسمة وهو ما يعني أن آلافا ربما يموتون جوعا يوميا.