أدت الحرب إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وعشرات آلاف الجرحى، بينهم نحو أربعة آلاف قتيل وسبعة آلاف جريح من المدنيين وفق الأمم المتحدة التي توقعت أن تكون حصيلة الضحايا أكبر لأن بعض المناطق ليست بها منشآت طبية.
عاش اليمنيون في عام 2016 وضعا إنسانيا صعبا بدأ مع سيطرة مليشيا الحوثيين على العاصمة صنعاء وعدة محافظات.
ومع استمرار الحرب زادت المعاناة التي يعيشها اليمنيون وظهرت مشكلات جديدة تمثلت في الجرحى والمعاقين والنازحين وزيادة العاطلين عن العمل، إضافة إلى انتشار الأوبئة وارتفاع نسبة سوء التغذية إلى درجة "المجاعة" في بعض المناطق.
وفقد مئات الآلاف أعمالهم، كما ساء الوضع الاقتصادي مع تدهور القيمة الشرائية للعملة المحلية، وزاد من ذلك الانقطاع الكامل للتيار الكهربائي منذ أبريل/نيسان 2015 في كثير من المحافظات وأزمة الوقود الحادة، وهو ما ساهم في زيادة التضخم وارتفاع أسعار المنتجات الأساسية.
وذكرت منظمات تابعة لـ الأمم المتحدة أن نحو 19 مليون نسمة من أصل نحو 26 مليونا هو عدد سكان اليمن باتوا بحاجة لمساعدات إنسانية، وسبعة ملايين منهم لا يعرفون ما إذا كانوا سيتناولون الوجبة القادمة أم لا.
وزادت معاناة الناس خلال الثلث الأخير من 2016 مع توقف صرف رواتب الموظفين الحكوميين بسبب إفلاس البنك المركزي ونفاد السيولة النقدية لديه.
قتلى ومعاقون
أدت الحرب إلى مقتل أكثر من عشرة آلاف شخص وعشرات آلاف الجرحى، بينهم نحو أربعة آلاف قتيل وسبعة آلاف جريح من المدنيين وفق الأمم المتحدة التي توقعت أن تكون حصيلة الضحايا أكبر بسبب أن بعض المناطق ليست بها منشآت طبية، وعادة ما يدفن الأهالي ذويهم مباشرة دون تسجيلهم لدى السلطات أو المراكز الطبية.
كما سبّب القتال والألغام الأرضية التي زرعتها مليشيا الحوثيين بكثافة في مناطق مختلفة إلى ارتفاع أعداد المعاقين. ورغم عدم وجود إحصاءات رسمية، فإن تقارير أكدت وجود عشرات الآلاف بين معاق بصفة دائمة أو مؤقتة.
معاناة الأطفال
ووفق المنظمة الأممية للطفولة "اليونيسيف" فإن 2.2 مليون طفل يمني يعانون من سوء التغذية الحاد وبحاجة إلى العناية العاجلة، وإن 462 ألف طفل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، وهي زيادة كبيرة تصل إلى 200% مقارنة بعام 2014.
كما يعاني 1.7 مليون طفل من سوء التغذية الحاد المتوسط، وقالت المنظمة الأممية إن هذه كارثة لم يشهد لها العالم مثيلا من قبل.
وأضافت في تقرير نشر منتصف ديسمبر/كانون الأول 2016 أن طفلا واحدا يموت في اليمن كل عشر دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مشيرة إلى أن محافظة صعدة تعاني أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني ثمانية أطفال من أصل عشرة بالمحافظة من سوء التغذية المزمن.
النازحون
وتمثل مشكلة النازحين جزءا من المعاناة الإنسانية في اليمن، إذ تقدر إحصاءات المنظمات الدولية أعداد النازحين بأكثر من ثلاثة ملايين شخص يسكن أقل من نصفهم في مخيمات وظروف إنسانية صعبة.
وقالت الأمم المتحدة إن نحو 62% من النازحين يقيمون لدى أقاربهم أو أصدقائهم، بينما يعيش آخرون في أماكن إيواء غير ملائمة تفتقر إلى الخدمات الأساسية.
التعليم
وأثرت الحرب وحالة النزوح سلبا على قطاع التعليم الذي يعاني أساسا من الضعف، فقد ارتفع عدد الأطفال خارج المدارس إلى أكثر من مليوني طفل وفق "اليونيسيف" بسبب الحرب والنزوح.
وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الدراسي الماضي، كانت 3584 مدرسة مغلقة، سواء تلك التي تعرضت لأضرار أو التي استخدمتها الأطراف المتحاربة والنازحون.
وبالنسبة للنازحين، يوجد ضمنهم نحو 13 ألف مدرّس و1.1 مليون تلميذ، وفق الأمم المتحدة.
وبالإضافة إلى الانقطاع عن التعليم بسبب الحرب، يعاني باقي الطلاب من نقص كبير في الكتب المدرسية، بعد أن توقفت المطابع عن طباعة الكتب الجديدة لنقص الدعم، ما اضطر الطلاب للبحث عن الكتب في أسواق الكتب المستعملة والقديمة.