[ جرحى في تعز - ارشيف ]
تعيش مدينة تعز المحاصرة وريفها منذ عامين من، حملات عنيفة من القصف العنيف من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية استخدم فيها عشرات الأنواع من الأسلحة والصواريخ في قصف المدنيين العزل، إذ تصاعدت حدة الحملات التي تتابعت على أحياء المدينة وريفها خلال شهر نوفمبر المنصرم لتزداد وتيرة القصف بعد إطباق الحصار عن المدينة قبل قرابة عام ونصف .
وتسببت الحملات المستعرة على المدينة وريفها بإزهاق أرواح المئات من المدنيين العزل، في مجازر وشلالات دماء عدة، يتبعها تهدئة لأيام، ثم لا تلبث أن تعود رائحة الدماء والدمار وصور الأشلاء إلى الواجهة من جديد في قصف عنيف تصاعد بشكل كبير خلال الايام الماضية ضد الأحياء الشرقية المحاصرة من مدينة تعز .
مجازر
وخلال شهر نوفمبر المنصرم بدأت المليشيا الانقلابية بهجمة جديدة من القصف المكثف العنيف على مدينة تعز وريفها، حيث استهدفت بشكل منظم جميع الأحياء الشرقية المحاصرة، بقصف مدفعي وصاروخي، خلفت العشرات من المجازر توزعت بالتناوب على أحياء ثعبات وحسنات والجحملية وعدة أحياء أخرى، وسط عملية تدمير ممنهج للمرافق الحيوية المتبقية في أحياء المدينة من مشافي ومدارس ومساجد، وكأنها القيامة قد قامت ضد الأطفال والنساء حولت أجسادهم لأشلاء وأشلاء، لم يعد هناك مجال للملمة الجراح لتنزف جراح جديدة، وتزهق أرواح بريئة بصواريخ كاتيوشا وأسلحة متنوعة استخدمت في قصف المدنيين العزل.
وحسب إحصائية قدمها ائتلاف الاغاثة الانسانية بتعز تتحدث عن 172 شهيد وأكثر من 721 جريح ينتظرون الموت ببطء جراء استهداف المشافي وانعدام المؤاد الطبية وذلك خلال شهر نوفمبر المنصرم من القصف ضمن الحملة الأخيرة، وسط استمرارها وتصاعد حدتها، حيث باتت تصحو تعز وتنام على أصوات المدافع وهدير الصواريخ ورائحة الموت المنتشر في كل مكان من أحياء المدينة المنكوبة.
شلالات من الدماء
ووسط استمرار عمليات القصف الممنهج من قبل المليشيا الانقلابية وشلالات الدماء باتت تعز المحاصرة على موعد من كارثة إنسانية كبيرة تهدد مئات الآلاف من المدنيين يعيشون في ظروف بالغة من الصعوبة، فلم تقتصر آلامهم على الموت الذي يهددهم ويهدد أبنائهم في كل لحظة بقذيفة أو صاروخ يسقط فوق رؤوسهم بل زاد ذلك آلام الحصار وانعدام المواد الطبية والتموينية ودخول فصل الشتاء ببرودته التي تهدد حياة الألاف من الأطفال بسبب انعدام وسائل التدفئة ونقص العناية الطبية.
كارثة
تعز اليوم تعيش الكارثة لوحدها أمام مرأى ومسمع العالم أجمع، ترنوا بعيون كئيبة ذلك الغد المشرق الذي ستحاسب فيه كل من خذلها وباع دماء أبنائها، وتتطلع لفرج قريب يخفف عنها آلامها ويعيد البسمة لوجوه متعبة أرهقها القصف والحصار، ليشهد العالم أجمع أن تعز لم تركع ولم تكسرها كل هذه الدماء وصنوف الموت التي مورست عليها من قبل مليشيا الحوثي والمخلوع صالح الانقلابية لتكسر أرادة شعبها وتجبرهم على الاستسلام، ستبقى تعز صامدة وسيشهد التاريخ انتصار تعز على جلاديها، وخروج الحياة من بين الركام المدمرة فوق رؤوس المتعبين.